نصف مشاكل العراق الحديث ( ما بعد دخول المحتل ) جاءت من رجال محسوبين على الشهيد الثاني وهم رجال مقتدى الذي لا نفهم سره لحد هذه اللحظة فهو مع الخير قولا ومع الشر عملا، نحن لا نقصد السيد مقتدى شخصيا ولكن ما دام هناك من الساسة والمستفادين يقبعون تحت جلباب السيد فالأجدر بالسيد أن يتحمل وزر أعمالهم وهذا هو المنطق ، فإن كانت أعمالهم صالحة عادت بريعها إلى جناب السيد وأن كانت طالحة عادت لتكون وصمة في تاريخ عائلة الصدر وهذه هي عدالة الحسابات من المنظور العقلاني .
بين فينة وأخرى يختلق بعض ساسة التيار المشاكل لأسباب جلها أسباب غير حقيقية تنوعت بين الربح الشخصي وبين الفعل المشين والاستهتار العلني ، مشاكل المحسوبون على التيار من ضمن رهط الساسة لا تخرج عن الفائدة المادية كما هو الحال مع السيد صابر العيساوي قبل عام من الآن وبين الضغوط التي يتعرض لها ساسة التيار من قبل أهالي معتقلي التيار بضرورة اخراجهم بكل الطرق وهم بالتأكيد مجرمون بكل ما تحمل هذه الكلمة فأفضل واحد فيهم واقصد المظلوم هو مزور لشهادة جامعية ، الساسة من التيار يحاولون بكل الطرق الغير مشروعة من الضغط على الحكومة تارة كما مع السيد المالكي وعلى الوزراء تارة أخرى كما مع وزير العدل بضرورة اخراج المجرمين بأي طريقة وبأي ثمن كان حتى لو كان على حساب القانون وعلى حساب دماء الابرياء فأبناء التيار بارعين في البحث عن المظلومية بطريقة العويل والبكاء ولكنهم غير بارعين بإعادة حقوق الناس ويعتقدون إنهم الاكثر مظلومية في العراق والحقيقة إنهم الاكثر عداءا لكل عراقي والدليل واضح لا يحتاج إلى برهنة فمنذ صدام كان قاطع فدائي صدام في الثورة اكثر القواطع التزاما ووحشية وهم الان يتباكون على الظلم والحيف الذي لحقهم ولكنهم لا يذكرون لنا كم جثة مدفونة خلف السدة من ضحاياهم وحالهم هنا كحال الاكراد يقتلون بالعرب بدم بارد ثم يتباكون على حلبجة .
الحملة الإعلامية الاخيرة التي يقودها التيار ضد السيد وزير العدل سببها رفض الوزير المساعدة الغير رسمية في تسهيل مهمة خروج أبناء التيار لأنه يعلم أن القانون لا يجيز له اخراج أي مجرم أو مشتبه به ما لم تقرر المحاكم براءة هذا الشخص والوزير هو موظف بكل الاحوال وليس حاكما أو قاضيا يحق له اخراج من يشاء ولكن في فلسفة التيار الصدري ومن باب القوة التي يتمتع بها التيار ( القوة الفوضوية والهمجية ) يرغبون بان يكون حل كل الامور من باب القوة والعفترة ( الفتوة ) بحجة إنهم مظلومون ولكني أرى أن هذا التيار لم يكن مظلوما بل كان في كل الاحوال متلونا بنفس لون الحاكم اينما وجد والتاريخ القريب دليل على ما نقول مع أحترامنا لشجاعة الشهيدين ولكن ليس بالضرورة أن يجتمع كل ابناء التيار على نهج الشهيدين فعلا بل إنهم يتعاملون بالأقوال مع فلسفة الشهيدين أما بالأعمال فانهم أقرب إلى فتوة حزب البعث العربي الاشتراكي وفكرة الحرس القومي في ستينيات القرن المنصرم وهذا ما يريدونه بالذات من الحكومة ومن بعض الوزراء فالقوة لهم زاد وإن تباكوا والغدر لهم وسيلة وإن وعدوا بالوفاء .
[email protected]