مع دخول داعش الى العراق ومحاربتهم لكل فكر عارضهم ولم يؤيد منهج مبادئهم كان للايزيديه حصة من المأساة التي تعرضوا لها مع باقي مكونات العراق من مسيحيين وشبك وتركمان وشيعة وسنة ايضاً …. ومع كل الصرخات التي وجهت للعالم وكل التظاهرات التي أحياها الناشطون والنداءات والوقفات الاستنكاريه من اجل المطالبه بتحرير المختطفات الايزيديات والاعتراف بجينوسايد الايزيديه والمطالبه بحمايه دوليه كانت فرصه لان يسمع العالم بالايزيديه , فتعاطف الكثير مع القضيه الايزيديه وتصدرت ملفاتهم أروقة المؤتمرات والجلسات والنقاشات العالميه .. لكن من هم الايزيديون وماهو تاريخهم وما هي معتقداتهم … اغلب الذين سمعوا بالايزيديه لايعرفون الكثير عنهم وقد يكونوا لم يسمعوا من قبل عنهم أو قد قرأوا عنهم لكن ماذا قرأوا وهل المعلومات التي قرأوها كانت معلومات صحيحه .. لقد كتب الكثيرون عنا لكن لم يكتب الا القليل المعلومات الصحيحه بحقنا وقد أساء الكثير من الكتاب في كتاباتهم عن الايزيديه فكتابات بعض من كتب عنا ممله بعيده جدا عن الواقع فكانت السبب في ان ينظر العالم لنا نظرة استغراب وتعجب وحمل البعض الحقد والعداوة لنا
… سابقا لم يكن بين الايزيديه كتاب ولم يكن بينهم اناس متعلمين لظروف احاطت بهم جعلتهم بعيدين عن انظار العالم والمجتمع لكننا اليوم كلنا مسؤولون عن مايسئ من فهم لمعنى الايزيدييه ويتحمل كل صاحب قلم وفكر مسؤولية التقصير في عدم نشر رسالتنا والتعريف الصحيح بمعتقداتنا .. أننا يجب ان نتغير لكي لانبقى نعيش في دوامة الخوف والرعب من كل من يحاول ان يركب موجة تكفير الفكر فيستبيح دمائنا وقتلنا .
و الوضع الراهن الذي يحيط بنا اليوم يدعوننا بجد الى السعي نحو التغيير فبعد احداث الثالث من آب وماجرى على أثرها يجعلنا نفكر الف مرة ومره ونعطي لعقولنا مساحة في حرية التفكير ومراجعة الواقع والعمل على التغيير لان التغيير يعني الحياة والحياة هي كمياه النهر الجاريه متجدده دائما أما الجمود فيعني الركود والموت كالمستنقعات الراكدة فإنها لا تحمل معها إلاّ الطفيليات والجراثيم
…..
لنتغير مع كل المتغيرات التي تحيط بنا في محاولة منا لأحتوائها بشكل يتناسب مع الواقع الجديد لحركة الحياه المستمره والتغيير هنا الذي أدعو اليه ليس تغيير قيم الدين والتراث وانما تحرير العقل والفكر من كل سطوة مسلطة عليه فليس المهم أن نتبع الاكثرية دون وعي وأدراك بل نفكر هل أن مسيرة هذه الاكثريه في الطريق الصحيح الذي يضمن لنا انسانيتنا أم أن هذه الاكثريه تسير في منهج يقصيها عن التفكير والاختيار و يبيح لها صناعة الفرعون الذي يجعل منا أداة لتمرير اهدافه وغاياته ويجعل منا قوم عاجزين معطلين لانملك حرية الكلام والاعتراض لاننا نحن من سلمناه أنفسنا ونحن من خوله بالتكلم نيابة عنا ونحن من خولنا له التجبر والسيطرة والهيمنة على القرار و السلطة فظن أنه يحمل جينات وراثيه أرقى مما نحمله نحن سائر البشر
فشعب يضع الأغلال والسلاسل بيده ويحسن الطاعة العمياء وأنحناءة الرأس ويحفر أفراده حفرة بأيديهم لدفن عقولهم بها فهذا شعب أعمى شعب اطرش شعب أخرس شعب لايستحق الحياة
فلنسعى لتغيير ذاتنا من جبن وخضوع وذل وقبول بسيوف تسلط على رقابنا والا فلن نستطيع ان نغير من واقعنا لان الشعوب لاتستطيع ان تغير من واقعها الا بعد ان تغير من ذاتها .