23 ديسمبر، 2024 5:39 ص

نفى السيد فالح الفياض مستشار الأمن الوطني ما ذكره البعض من أن الطيران الأمريكي ساعد تنظيم داعش الارهابي بالأسلحة والمعدات , فرد عليه النائب مازن المازني في مؤتمر صحفي مشترك مع النائبين ياسر الحسيني وتوفيق الكعبي بقوله ( ثبت لدينا من خلال المشاهدات لبعض المقاتلين من الجيش والحشد الشعبي ومن خلال المقاطع الفديوية وغيرها بأن الطيران الامريكي ساعد تنظيم داعش الارهابي بالأسلحة والمعدات ) وأعرب عن أسفه من موقف بعض المسؤولين في الحكومة ومنهم فالح الفياض الذين نفوا ذلك وبرأوا ساحة الامريكان ووقفوا مع من يدعم ويساند الارهاب الداعشي , أما النائب ياسر الحسيني فقد طالب المستشار فالح الفياض أن يعلن امام شاشات القنوات الفضائية عن سحب تصريحه لأن هناك شهوداً وصوراً ومقاطع تؤكد ما قاله زميله المازني , علماً أن هؤلاء السادة النواب ينتمون الى التحالف الوطني المسؤول الاول عن دعوة أمريكا لأحتلال العراق عام 2003 .

لم يذكر هؤلاء السادة النواب إذا ماكان مؤتمرهم الصحفي يمثل موقف التحالف الوطني الذي يشترك في حكومة العبادي , أم أن ما ذكروه يمثل رأيهم الشخصي .

الحقيقة المؤلمة عن ما يجري في العراق , هو أن ايران تلعب بعقول عملائها من العراقيين خدمة لمصالحها بغض النظر عن سقم مواقفهم وسخافة تصريحاتهم وانكشاف حقيقتهم المخزية .

هناك تيار عراقي إنبثق جنباً الى جنب مع تشكيل حكومة العبادي , هذا التيار أعدته ونظمته ورتبته وأطلقته ايران لغرض الوقوف بوجه الاصلاحات التي طالب بها الشعب عقب سقوط حكومة المالكي الفاسدة المدعومة حتى العظم من قبل ايران . الكل يعلم ان كل السياسيين الذين يمارسون الرقص على حلبة ما يطلقون عليه ( العملية السياسية ) لم يرتدوا بدلة الرقص ويهزوا أردافهم لولا غزو أمريكا للعراق .

لقد صار المالكي بفضل امريكا رئيساً لوزراء العراق وقائداً عاماً للقوات المسلحة وهو لم يتوقع ذلك حتى في احلامه الوردية ثم سقط سقوطاً شنيعاً رغم انف ايران تحت تأثير امريكي , ومع ذلك فان ايران التي اجتاحت العراق بفضل امريكا تعمل على اقصاء النفوذ الامريكي في العراق باطلاق عملائها على كافة الاصعدة والمجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية . إنها لعبة امريكية ايرانية .

أمريكا تعلم جيداً ما تصبو اليه ايران , وتعلم ايضاً انها تستطيع أن توقف ايران عند حدها , لكنها لم تفعل ذلك لحد الآن , فماذا كانت انتيجة ؟ افلاس العراق مادياً , توقف جميع معامل وزارة الصناعة , هزيمة الجيش العراقي امام ميليشيا داعش , وقوع ثلث الاراضي العراقية تحت الاحتلال , 90%من الموظفين شهاداتهم مزورة

ومع كل ذلك يقف عملاء ايران من دون خجل ليدلوا بسخافات لاتسيء الا اليهم , ولا تخزي الا مواقفهم .

ها هو أحدهم , قائد إحدى الميليشيات في العراق يقول ( لولا ايران لما كان هناك اليوم عراق , ولولا قاسم سليماني لاجتاح داعش العاصمة بغداد ) .

يقولون أن العبادي ضعيف لكن الحقيقة هي أنه غير ضعيف ولن يستسلم , لكن أعداء العراق أقوياء , وعملاء ايران منتشرون انتشار النار في الهشيم .

المؤتمر المشار اليه هو أحد ابتكارات أيران , هي تريد ان تقول أن امريكا ( التي شكلت وتدعم تحالف دولي ضد داعش ) , هي التي تمول داعش بالسلاح والمعدات . لم تجد ايران غير هؤلاء السادة النواب لكي يهاجموا أمريكا , هي تعزف وهم يرقصون عراة .

أما المستشار فالح الفياض فاقترح ان يقوم بعقد مؤتمر صحفي يقول فيه لهؤلاء ( لولا امريكا لكان كل واحد منكم الآن أيها السادة النواب , مستخدماً باجور يومية في إحدى المصالح الحكومية , ويحلم في تناول همبرغر واحدة من أبو يونان ) .

الخلاصة هي أن قادة ما يسمى اليوم بالتحالف الوطني ( الشيعي ) هم الذين ذهبوا الى واشنطن قبل عام 2003 وتوسلوا بامريكا لكي تغزوا العراق وتحتله مهما كان الثمن , ولما فعلت امريكا ذلك بالتعاون مع حلفائها ومنهم اسرائيل وايران وسلمت الحكم الى الاحزاب الدينية الشيعية التي تأسست أصلاً في ايران , تحول العراق بعد عشر سنوات الى اكثر دولة تخلفاً وفساداً في العالم , وفقد العراقيون كل شيء حتى أنهم أخذوا يناشدون حكومتهم بالابقاء على رواتبهم الشهرية , بعد هذا الخراب الذي تسبب به الغزو الامريكي والنفوذ الايراني في العراق , إضطرت امريكا الى التحرك لأصلاح ما أفسدته هي وايران ….هنا تحول قادة التحالف الوطني ( الشيعي ) الى وطنيين وأخذوا يهاجمون امريكا ويطالبونها بالكف عن التدخل في العراق , وصار ( اهل السنة ) المعارضون للاحتلال الامريكي سابقاً , يتوسلون بامريكا للعودة من أجل إصلاح ما أفسدته هي قبل سنين .

فاتني أن أقول للسيد فالح الفياض أن يوجه في مؤتمره الصحفي سؤالاً واحداً لهؤلاء السادة النواب الذين عقدوا مؤتمراً صحفياً ضده , يقول فيه , أين كنتم أيها السادة النواب قبل عام 2003 ؟ وما هي مناصبكم التي كنتم تتبوأونها يومذاك , وما هي شهاداتكم العليا التي مكنتكم من ان تصبحوا نواباً في البرلمان ؟.