لقد صدمتني في مقالتك بالأمس وأنت تقول انك لا تؤمن بصعود نبي الاسلام الى السماء ولكنك تؤمن بصعود المسيح الى السماء وقلت “بل كان صعوداً ، على رؤوس الأشهاد ، أمام تلامذته وأتباعه” .. واستشهدت على صعود المسيح من سفر أعمال الرسل .. وكاتب سفر أعمال الرسل هو نفسه الذي كتب انجيل لوقا … الرد : أن يكون الشخص ملحد ويقول انه لا يؤمن بوجود الله وكل تبعات هذا الايمان من ملائكة ورسل وجنة ونار فهذا لا يقلقني ; بل أحترمه أكثر من شخص يقول لي أنا أؤمن بنبوة موسى ولا أؤمن بنبوة عيسى ومحمد ، أو آخر مثلك يقول أنا أؤمن بنبوة عيسى ولا أؤمن بنبوة محمد الى الحد انك تعتبر ان إقلاع “طائرة” المسيح من مطار “الناصرة” أمام تلامذته وأتباعه وهي تطير بالوقود “الصلب” هو حقيقة لا تشوبها شائبة .. بينما صعود نبي الاسلام هو كذبة كبيرة وخرافة كما تقول … أيهما أكثر منطقياً أن يصعد المسيح الى السماء أمام تلامذته وأتباعه الذين لا يحتاجون هذا الصعود بدون “محركات نفاثة” لكي يؤمنوا به أم يصعد أمام أعدائه من بني إسرائيل لكي يتجنب القتل (كما أخبرنا القرآن الذي لم تستشهد به) وكذلك حتى يؤمنوا به .. خاصة وان “بنادق الصيد” تبع أعداء المسيح من اليهود لا يصل مداها الى ارتفاعات عالية جداً !!!
عندما يقول لي اليهودي نحن قوم بعث الله لنا أنبياء ورسل لهدايتنا وليس لهداية غيرنا فهذا أقبله على أساس ان الديانة اليهودية هي ديانة محدودة تخص قوم بعينهم وليس غيرهم .. وقد طبق اليهود ذلك لحد يومنا هذا .. فلا تجد يهودي يدعوك الى التحول الى اليهودية .. لذلك غالبية العرب السنة والعلمانيين من الشيعة لو خيرتهم أن تحتلهم إسرائيل أم إيران ، لقالوا لك بدون تردد إسرائيل أفضل مليار مرة من إيران !!!
نعود الى يوسف يوسف وعنوان مقالتنا .. في كتاب Mattew 15:24 قال المسيح I am not sent but unto the lost sheep of the house of Israel
أنا لم أرسل إلا الى خراف بني إسرائيل الضالة .. فهل أنت يا سيد يوسف يوسف من خراف بني اسرائيل الضالة حتى تؤمن بدين المسيح ؟؟ … ليس من المعقول والمنطق يا سيد يوسف يوسف أن يبعث الله حزمة كبيرة من الأنبياء والرسل خصهم لهداية بني إسرائيل (يعني رسالة محدودة) ، وفجأة “يقفز” نبي (المسيح) من تلك ال Package الحزمة ويصبح نبي للعالم أجمع وهو الذي خرج من بين اليهود والذي قال أنا كمان نبي مرسل الى بني إسرائيل لهداية الضال منهم !!! لذلك يا سادة يا كرام ، اليهودية (رسالة محدودة وخاصة) والاسلام (رسالة عامة وشاملة) ملتزمان بما هو موجود في التوراة والقرآن فيما يخص تلك النقطة بالتحديد … أما تاريخ انتشار المسيحية خارج “خراف” بني إسرائيل فلا يوجد أساس ديني له .. وانما حدث بسبب اضطهاد اليهود لاتباع المسيح من اليهود وهجرتهم الى أماكن سيطرة الامبراطورية الرومانية الوثنية حينها .. فحدث اتفاق بينهم ، أن يصبح الرومان على دين هؤلاء وهذا يعطي الرومان دافع ديني لغزو بلدان المشرق وكذلك حصل الرومان على تخليد قادتهم ، فأصبح جوليوس اسم لشهر July يوليو – تموز واسم الملك أوغسطين اسم لشهر August أوغسطس !!
في الختام : أنا في العادة لا أدخل في هكذا مناقشات لكن أن يتهجم يوسف يوسف على نبي ويصفه بالكذاب وفي نفس الوقت يمجد نبي آخر فتلك هي دعوة مفتوحة للرد .
