19 ديسمبر، 2024 3:15 ص

إلى نقابتي الأطباء والصيادلة ومن يهمه الأمر 000 مع التحية

إلى نقابتي الأطباء والصيادلة ومن يهمه الأمر 000 مع التحية

كنا نسمع ان الأطباء يؤدون قسم أبقراط عند تخرجهم من الكليات الطبية وقبل مزاولتهم لمهنة الطب ’ وأبقراط هذا طبيب يوناني كان يسمَى ( أبو الطب ) ويقال انه كان أعظم أطباء عصره وأول مدوَن لكتب الطب وخلَص الطب من آثار الفلسفة وظلمات الطقوس السحرية وملخَص قسمه (( انه يقسم بالرب لإنقاذ الناس والاجتهاد في عمله ويشارك الناس حياتهم وينظر بعين الاعتبار إلى الفقراء وأن لايعطي عقارا مميتا لأي إنسان ولا يعطي دواءا لإجهاض امرأْة وسيتدخل لمنفعة المريض ويظل بعيدا عن جميع أعمال الظلم المتعمد وجميع الإساءات 000 الخ ))وتكريما لهذه المبادئ العظيمة التي احتواها القسم وتخليدا لصاحبها العظيم أخذت الكليات الطبية في جميع أنحاء العالم بأداء هذا القسم عند تخرج الأطباء وقبل مزاولتهم لمهنة الطب 0
ولا أدري هل لازالت كليات الطب العراقية تعمل بهذا القسم وهل بقي تأثيره فعالا لدى أطبائنا اليوم !! ؟؟ من خلال ما نراه ونسمع به من تصرف أطبائنا نجزم بأن الجواب كلا وألف كلا 0 فقد أصبح بعض أطبائنا { وهنا نضع خطين تحت كلمة بعض } تجارا ومقاولين وعبيدا للسحت الحرام يتاجرون بحياة الناس ويعملون على استحلاب أموالهم بدلا من إنقاذ حياتهم فصاروا يتلاعبون بمقدرات المرضى ويتفاخرون بثرواتهم وعقاراتهم 0
نحن لانعترض على الكسب الشريف والحق في الثراء والتمتع في الحياة ولانبخس علميتهم وجهودهم وسني دراستهم الطويلة وخبرة بعضهم وجهودهم في تخفيف معاناة المرضى الجسدية ولكن ليكن كسبهم معقولا حتى تبقى صورتهم لدينا بأنهم رسل الإنسانية وملائكة الرحمة 0 أيها الأخوة الأطباء لاتنسوا أنفسكم لأنكم النخبة من المجتمع ولا نرضى لكم أن تتساووا مع المرابين وتجار الحرام من الجهلة والأميين 00 نريدكم أن تبقوا في عيون الناس القدوة الحسنة والمثل الأعلى في الإنسانية وعفَة النفس ’ لأن الجميع يحتاج لخدماتكم من رئيس الجمهورية إلى أصغر معين في الدولة .. الغني والفقير ’ السيد والعبد ’ التاجر والحمال ’ وأهم من كل هذا وذاك كبار السن والنساء والأطفال ’ لماذا بدأت هذه المهنة المقدسة تقترب من الانهيار لأن الناس بدؤوا يفقدون الثقة بالكثير منكم لأسباب عديدة نذكر منها ما يلي على سبيل المثال لاالحصر
* صارت هناك علاجات تجارية تعطى للأطفال بفاعلية قوية تعجَل بشفائهم دون النظر لما تتركه من أضرار لاحقة في صحة هؤلاء الأطفال لكي يكسب الطبيب دعاية رخيصة بأنه ماهر في اختصاصه وهناك أمثلة بأن بعض الأطباء لايعطي هذه العلاجات لابنه لو مرض 0
* ظاهرة الاتفاقات بين بعض الأطباء والصيادلة حيث يكتب الطبيب علاجا مرمَزا ويرسلك إلى صيدلية بعينها لتشتري العلاج من تلك الصيدلية بضعف السعر لأن للطبيب حصة أو عمولة من تلك الصيدلية وإذا ذهبت إلى صيدلية أخرى لتجد العلاج أو بالأحرى لايعرف الصيدلي قراءة العلاج لأنه مكتوب بلغة لايفهمها إلا الصيدلي صاحب العلاقة 0
* هنالك اتفاقات سرية أيضا بين بعض الأطباء وأصحاب الأشعة والسونار والمختبرات فترى الطبيب يرسلك لإجراء كل التحاليل والفحوصات دون الحاجة إليها وإذا قمت بإجراء تلك التحاليل في أماكن أخرى غير التي يريدها الطبيب فانه سيرفضها حتى لو كانت من مختبرات الكلية الطبية الملكية البريطانية 0
* ظاهرة أجور المعاينة التي تتراوح ما بين 5 ـ 25الف دينار وحسب مزاج الطبيب ناهيك عن المعاملة الفوقية والاستعلائية مع المرضى 0
* بعض الأطباء يدخل مرضاه إلى غرفة الفحص بالجملة ولا أدري كيف يستطيع طبيب أن يفحص ( 150 ) مريضا في ثلاث ساعات إلا على طريقة ( كريندايزر طبعا ) 0
كان في خمسينيات وستينيات القرن الماضي في مدينة العمارة طبيبا يهوديا يدعى { داود كباي } ماهر جدا في مهنته إنسانيا جدا في تعامله حيث كان يعالج الفقير مجانا أو بطريقة المقايضة فيقوم المريض باهداءه عدد من بيض الدجاج أو الجبن أو القيمر وإذا زاره أحد المرضى القادمين من الريف وانقطع به طريق العودة إلى أهله لقلة وسائل النقل وشقة المسافة في ذلك الوقت فكان دكتور داود يسمح لهذا المريض بالمبيت في العيادة (( كان داود كباي يهوديا وليفهم اللبيب )) 0 في الختام نرجو من نقابتي الأطباء والصيادلة والمعنيين إيجاد القوانين والضوابط التي تمنع كل تلك التجاوزات والاحتيالات واللعب بمصير المرضى وهي مهمة ليست صعبة حتى لايضطر مرضانا للسفر إلى بلدان الجوار أو البلدان البعيدة لغرض أبسط الأمراض 0 وحتى يقف كل المثقفين والإعلاميين مع الطبيب عندما يتعرض إلى تهديد عشائري وبعد أن تتشكل لجنة مختصة في كل فرع من فروع نقابة الأطباء في العراق لتحديد سبب الوفاة في حالة وفاة أحد المرضى ومعرفة المقصر لنكون دولة متحضرة تحمي حقوق المريض والطبيب 0

أحدث المقالات

أحدث المقالات