17 نوفمبر، 2024 11:34 م
Search
Close this search box.

إلى من قتل العراق … هل تجزي دية مسلمة إلى أهله !!‎

إلى من قتل العراق … هل تجزي دية مسلمة إلى أهله !!‎

إن العقل والمنطق والشرع والأخلاق تلزمنا نحن المسلمين عموماً بأن نجعل قادتنا ورموزنا الدينية قدوة لنا في كل ما يصدر منا, وذلك من خلال محاكاة كل ما صدر منهم, وهذا ما جعلنا نتخذ كل فعل أو تصرف أو قول أو سكوت أو أي شيء آخر يصدر من النبي أو الإمام المعصوم نعتبره بمثابة الحكم الشرعي ونلزم أنفسنا بإتباعه وتطبيقه, وهذا الأمر ليس منحصراً فقط بالأئمة بل بمن هم دون درجة العصمة من الشخصيات الدينية التي وثقها آل البيت ” عليهم السلام ” وجعلوا منها قيادة حقيقية تقوم مقام الإمام عند العديد من الناس في حال تعذر عليهم الإتصال بالإمام المعصوم, أي هي بمثابة المرجعية الدينية في وقتنا الحالي, وهذا ما يجعلنا ملزمين بالإقتداء بسيرة تلك الشخصيات وأخذ الأحكام و العظة والعبرة منها.
ولنا في الزهري صاحب الإمام زين العبادين ” عليه السلام ” مثالاً في حادثة وقعت معه حيث يروى, أنّ الزهري كان يعترف بالفضل والفقه للإمام علي زين العابدين “عليه السلام”، وكان ممّن يرجع إليه في ما يهمّه من الأحكام الشرعية، ورُوي أنّه رأى في منامه كأنّ يده مخضوبة، وفسّرت له رؤياه بأنّه يبتلى بدم خطأ، وكان في ذلك الوقت عاملاً لبني أُميّة، فعاقب رجلاً فمات في العقوبة، ففزع وخاف من الله، وفرّ هارباً فدخل في غار يتعبّد فيه، وكان الإمام زين العابدين “عليه السلام ” قد مضى حاجّاً إلى بيت الله الحرام فاجتاز على الغار الذي فيه الزهري, فقيل له : هل لك في الزهري حاجة ؟ فأجابهم إلى ذلك، ودخل عليه فرآه فزعاً خائفاً قانطاً من رحمة الله، فقال الإمام “عليه السلام ” للزهري : ( إنّي أخاف عليك من القنوط ما لا أخاف عليك من ذنبك، فابعث بدية مسلّمة إلى أهله، واخرج إلى أهلك ومعالم دينك)، فاستبشر الزهري وقال له : فرّجت عنّي يا سيّدي، الله أعلم حيث يجعل رسالته في مَن يشاء.
الآن بسؤال بسيط : مَنْ مِنَ المتصدين تحت عنوان المرجعية فعل كما فعل الزهري ؟ والحديث هنا عمن تصدى لعنوان المرجعية الدينية وكان سبباً مباشراً – وليس بالخطأ كالزهري – في قتل الآلاف من المسلمين وغير المسلمين, من العراقيين وغير العراقيين ؟ وهنا يكون الحديث حصراً بالسيستاني ومرجعيته ومؤسسته لأنه هو المهيمن والمتسلط على المرجعية وعنوان المرجعية في العراق وحتى خارج العراق, فكم من مجزرة وقعت في العراق وخارج العراق بأمر من السيستاني أو بفتوى منه أو هو كان سبباً مباشراً ورئيسياً فيها ؟ ونختصر ذكر تلك المجازر بمجموعة لازالت ذكراها راسخة في الأذهان, منها :
مجزرة أبو صخير في محافظة النجف, حيث تسبب السيستاني مباشرة بقتل المئات من أتباعه لأنهم وقفوا يستقبلون موكبه بعد عودته من بريطانيا في عام 2004 م, مجزرة الزركة في محافظة النجف أيضاً حيث أقدمت قوات المالكي على قتل المئات من العوائل البريئة بأطفالها ونسائها وشيوخها ممن لا ناقة لهم ولا جمل سوى إنهم موجودون في منطقة تواجد فيها مجموعة من أصحاب العقائد الفاسدة وكان رد السيستاني عليهم ليس علمياً ولم يدفع ما يحملونه من فكر بالفكر وفضل استخدام لغة السلاح وكانت النتيجة هي سفك الدماء البريئة في تلك المنطقة, المجازر التي حصلت بحق أهل السنة بعد تفجيرات الإمامين العسكريين “عليهما السلام ” سنة 2006 م والتي حصلت على ضوء فتوى السيستاني والتي كانت تنص على ” ترك المؤمنين يعبرون عن مشاعرهم بحرية ” والنتيجة حمل ” المؤمنين ” السلاح وأحرقوا الحرث والنسل على أساس طائفي.
المجازر التي إرتكبت بحق المدنيين العراقيين من المتظاهرين سنة 2011م على يد حكومة السفاح المالكي, حيث قام الأخير بقمع المتظاهرين في كل المدن العراقية بعد أن صدرت فتوى من السيستاني تحرم التظاهر ضد حكومة المالكي وفسادها وهو بذلك أخذ حكم شرعي بقمع تلك التظاهرات بكل وحشية وكذا الحال بالنسبة للتظاهرات والإعتصامات التي حصلت في المحافظات الشمالية والغربية والتي على ضوءها أدخل المجرم المالكي تنظيم داعش إلى العراق, مجزرة سبايكر والصقلاوية والسجر والمقدادية وكل المجازر التي ارتكبها تنظيم داعش من جهة ومليشيات حشد السيستاني من جهة أخرى, فهو كان السبب الرئيسي فيها والذي أعطى الضوء الأخضر لها, ومن يقول ما علاقة السيستاني بداعش, نقول له راجع تصريحات العقيد الركن مهدي الغراوي قائد عمليات الموصل التي أدلى بها على قناة البغدادية الفضائية وأنت تعرف جيداً ما هي علاقة السيستاني بداعش.
مجزرة كربلاء التي ارتكبت بحق أنصار ومقلدي المرجع العراقي الصرخي التي وقعت في صيف 2014م والتي كانت بفتوى من السيستاني وبإشراف وكيله في كربلاء عبد المهدي الكربلائي, وكل المجازر التي أرتكبها المحتل الأميركي والإيراني التي وقعت بحق العراقيين في عموم المحافظات والمدن العراقية ومنذ عام 2003 وإلى يومنا هذا بما فيها المجازر التي ارتكبتها الحكومات المتعاقبة على العراق منذ ذلك الوقت وكل الظلم والحيف والجور والفساد الذي تسبب بقتل العراق والعراقيين, كان ولا زال سببه الرئيسي والمباشر هو السيستاني, فهل فعل السيستاني كما فعل الزهري في طلب العفو والمغفرة ؟ وهل دفع دية مسلمة إلى العراقيين من ذوي ضحايا كل تلك المجازر ؟.
ونترك المقارنة بين ما فعله الزهري بسبب ما إرتكبه من خطأ غير مقصود وبين ما ارتكبه السيستاني من جرائم وعن قصد وتسبب بها مباشرة, لنترك هذه المقارنة لما قاله المرجع العراقي الصرخي في المحاضرة السادة من بحث ” السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد ” حيث قال …
{{… الزهري تسبب في مقتل شخص والنتيجة أن حكم الإمام قال له: ابعث بدية مسلمة إلى أهله أيضا هذا القتل هذا التسبب عمدي أم خطأي ليس بعمد على أقل تقدير، إذن ما هو الحكم؟ أن يبعث بدية مسلمة إلى أهله, فما بال السيستاني قتل الآلاف تسبب في مقتل الآلاف، وعشرات الآلاف، ومئات الآلاف، وهجر الملايين، وانحرف بسببه الأعداد الغفيرة من النساء، من الشباب، من الأطفال انحرفوا تركوا الدين هربوا إلى بلاد الكفر تبنوا المسيحية واليهودية وادّعوا المثلية ومارسوا المثلية من اجل الحصول على إقامة من أجل الحصول على لجوء في بلاد الكفر, فما بال السيستاني قائد الحشد وقائد الفتوحات وقائد الحكومة الشيعية الاثني عشرية الفريدة الوحيدة التي لا مثيل لها ما هذه القيادة التي شردت الملايين وقتلت عشرات الآلاف ومئات الآلاف متى يتعظ متى يخرج هائما ويتوحش ويدخل إلى غار كما فعل الزهري؟ هل يأتي السيستاني إلى التراب؟ هل يساوي التراب الذي يدوسه الزهري برجله بقدمه بنعله؟ تسبب في مقتل شخص فهام وتوحش ودخل الغار فطال مقامه تسع سنين؟ أين تذهب أيها السيستاني من الله ومن عذاب الله ومن نار جهنم تسببت في مقتل الآلاف ومئات الآلاف وشردت الملايين صرت وبالا على العراق وعلى كل الدول المجاورة وعلى دول العالم ألا تتعظ ؟ ألا تخرج بإعتذار وبتوبة تطلب المغفرة ؟ ألا تعوض بعض ما تسببت به أين تذهب من الله أين تذهب ؟ …}}.

أحدث المقالات