في البدء اسجل اعتذاري لنفسي ولوطني ولكل الاخوة والاخوات القراء الكرام، كما اعتذر عن ذكر بعض التوصيفات الخادشة للذوق العام ،وانا اتعرض لمقام السيدة المصون التي
لا اسميها ولا اعرف عنها غير انها تستطيع ب( فرة ) من مؤخرتها ، ان تجعل واحدا من موظفي احدى الوزارات العراقية يسابق الزمن ،ساعيا لتوظيف صبيانها والتشفع عند
معالي الوزير لتحقيق مرادها والظفر بالرضا والقبول ،ويالها من فرة عجيبة تلك التي تتعمد احداثها حين تسير برفقته او امام ناظريه ، يحدث احيانا انه يتأخر عامدا خطوة او
خطوتين ليشاهد المنظر بعينين جاحظتين وأوداج منتفخة وما ان يحدق قليلا ،حتى يبدأ الحديث بكلمات متقاطعة و غير مفهومة فيسيل لعابه وكأن لها (مفعول السحر )
ولسان حاله يقول “ويل لمن اصابه سحرها ان لم ينصع لأمرها طائعا متذللا طالبا رضاها وودها”.
نعم هناك عشرات الحالات المماثلة لكنني اصف ما شاهدت متوسما ان يكون ذلك مقدمة لما اود عرضه بكل صدق واريحية ،فكل اشباه صديقنا الاستاذ يريدون ان يكونوا بموقع
الفاعل وتبعا منقادا للمفعول به في مخالفة صريحة لقواعد النحو والاعراب وربما الأدب ، وفي محل الشاهد يجب ان يفهم من بيدهم القرار ،انهم يرتكبون خطأً فاحشا بتأميرهم
صغار العقول لادارة ملفات تعنى بشؤون الدولة ، وامام الكثير من التحديات التي يواجهها البلد ،فلا زالت الحكومات المتعاقبة ، تعمل برد الفعل واكثر ما يقوم به اعلامها وقت
الازمات ، هو ذكر وتبرير الاسباب لا نقل الوقائع عبر هذا الاعلام ( الحاير بزمانه و ما يعرف شيسوي ) و كأن دوره و المطلوب منه التبرير و التسبيح بحمد من يمثلون رأس
الهرم في سلوك تملقي ،يجنبهم بطش الكبار وغضبهم ، يصدف اني شاهدت تذييلا لتوجيهات احدهم يحث فيه فريقه ، ويطالبهم الالتزام بذكر معاليه ( بين سطر وسطر يذكر
المعالي و يمجد وتذكر تفاصيل التفاصيل مع الاشادة بافكاره النيرة) ..
هذا الاداء الوظيفي الرتيب الذي ينتظر وقوع الاحداث ولا يسعى لعلاج مسبباتها كما انه لا يمتلك الشجاعة لتسمية الامور بمسمياتها ،قد لايدرك هذا وامثاله حجم مسؤولياتهم ،
مثلما لم يدرك بعض من حضرات ( المعالي ) انهم معزولين عن الواقع وان ما يمررونه لهم مجرد افكار نمطية تحذرهم من الاحتكاك بالمواطنين و ان نزولهم للشارع يعرضهم
للتسقيط ، وان بهذه الطريقة يتم تدجين المسؤول و يجري الايحاء له انه يسير بالطريق الصحيح زروا ، وتمرر له افكار اخرى موهومة تقول ان من ينقلون له نبض الشارع
حماة له واليد الضاربة التي تدفع عنه الاخطار ..
بالنسبة لي و الامر ليس مرتبطا بشخصي بل بالمئات ممن خدمنا الوطن ودفعنا ثمن هذه الخدمة نكرانا وجحودا ، والاكثر من هذا واشد وطأة ان ( الجماعة ) وهم بعض
مسؤولي الاعلام الحكومي ممن نعرف من المذعورين ،يوجهون منصاتهم بعدم نشر ما نقول خوفاً وجبناً ، ورغم أبتساماتهم الزائفة امامنا وفي وجوهنا الا ان ذلك لا ينفي نفاقهم و
سواد ضمائرهم وكذبهم وسرقتهم لجهود غيرهم ، و رغم نصحنا لهم وتمرير ما نراه صوابا لتطوير ادائهم ، لكن يبدو انهم اعجبوا بأنفسهم واختاروا المطبلين الذين يقولون لهم انكم
تحسنون عملا ،ولا يهمهم سوى المديح والاطراء الكاذب وربما الجري خلف ذوات المؤهلات الكبيرة وان قصدت غيرها تندراً ..
لقد كان دفاعنا على طول الخط ،دفاعا حقا وصدقا عن دولتنا وبلدنا وشعبنا ، وكان ولايزال سعينا أن نكون في مقدمة المدافعين عن وجهة نظر حق لأنها ضالتنا و مكسبنا
وتأكيد لاحترامنا انفسنا والتزاماتنا تجاه الحقيقة ، كما حرصنا ان يكون للمسؤول وفي كل مفاصل الدولة دور حقيقي ، مرة بالاستماع واخرى بالنقاش والسؤال والتفاعل والبحث
عن مواطن الخلل وعلاجها ، المؤسف وكما يذكر احد الاصدقاء انهم ( فاتحين ابوابهم امام من لانريد تسميتهن ووصفهن وتسميتهم ووصفهم بما فيهن وفيهم احتراما لقدراتهم
الابداعية واساليبهم العبقرية التي لا ينازعهم عليها ، امثالنا من ( قليلي الخبرة بفنون التملق و اساليب التلون ومحترفي الاحتيال ) وهذه شهادة لهم لان ذلك التردي عين ما
يبرعون فيه ويحسنون فعله ،من باب التخصص على الاقل .
يرجى من اصحاب المسؤولية تحمل صراحتنا او ( وقاحتنا ) لا يهم ،لأننا بصدد ذكر الحقيقة التي يترفعون عن الخوض فيها ونقاشها ،وعليهم ايضا تجنب مطب صم اذانهم
عن شعبهم ومصالح وطنهم ،الذي اوصلهم لما هم عليه الان ، دون تنكر لجهد احد فمن يستحق الشكر اشكروه ، لأننا نحتاج الشكر بدل الوعود ،فنحن نلزمكم بوعودكم لأننا
نعتبركم مسؤولين عنها ،فالاصل ان تعدوا بما تستطيعون الوفاء به فقط ، لا حين تحاولون الالتفاف والتسويف والبحث عن مبرر يدفعكم لاطلاق وعود لاتفون بها.. والسلام .