عملية التجهيل والتزوير التي تمارسها في بعض مقالاتك ومنها مقالك المنشور في موقع كتابات بتاريخ (9 كانون الثاني 2017) بعنوان (الزهراء تؤيد التسوية) ما هي إلا عملية تزوير وطمس متعمد لحقائق تؤيدها مئات النصوص الصريحة الصحيحة لموقف الزهراء عليها السلام المقاوم والرافض للظلم واغتصاب حقوق الآخرين .. موقفها الذي تمسك به الأئمة عليهم السلام لإثبات حقانيتهم بالخلافة وكتبت فيه الآف البحوث والمصنفات والدراسات .. الزهراء ـ وعلى أكثر الروايات ـ عاشت بعد أبيها تسعون يوما ملأتها كلمات وخطب ومواقف جميعها يدل على المقاومة والرفض والإنكار .. فأي موقف من مواقف الزهراء عليها السلام يؤيد التسوية مع الظلمة والقتلة والمجرمين ؟ أعن موقفها ومواجهتها ومجابهتها للظلمة مع لمة من نساء قومها في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعريتها لخلفاء الجور ؟ أم عن موقفها الرافض لاغتصاب حقوق أمير المؤمنين ؟ أم عن تجهيلها لأبي بكر بقولها (يابن أبي قحافة أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي لقد جئت شيئاً فريا)؟
أم في قولها (فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك فنعم الحكم الله والزعيم محمد والموعد القيامة وعند الساعة يخسر المبطلون ولا ينفعكم إذ تندمون)؟ أم عن موقفها في تحفيز الأنصار على الثورة والانتفاضة ضد الظلمة والغاصبين بقولها (إيه بني قيلة أأهضم تراث أبي وأنتم بمرأى ومسمع وأنتم ذوو العدد والعدة وعندكم السلاح والجنة وأنتم موصوفون بالكفاح أتخشونهم والله أحق أن تخشوه)؟
فكانت سلام الله عليها لاتترك فرصة إلا وأثارت العواطف وهيجت النفوس للرفض والإنكار وإرجاع الحق إلى نصابه؟ أم عن موقفها في عدم استقبالها للشيخين في مرضها وقولها أمام نساء قومها (والله لا آذن لهما ولا أكلمهما كلمة من رأسي حتى ألقى أبي فأشكوهما إليه بما صنعاه وارتكباه مني)؟ أم عن قولها لهما وقد اشاحت بوجهها عنهم (أنشدكما بالله هل سمعتما النبي يقول فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله، فقالا نعم، فقالت: اللهم إني أشهدك فاشهدوا يامن حضرني أنهما آذياني في حياتي وعند موتي) ؟ وهل يوجد أبلغ من هذه الكلمات والمواقف في الإنكار والرفض والمقاومة وعدم تسويتها ومساومتها للظلمة والغاصبين؟ أم عن وصيتها لأمير المؤمنين عليه السلام في أن لا يحضر جنازتها أحد ممن ظلمها ؟ أم عن وصيتها التي أوصت بها أمير المؤمنين عليه السلام بأن يخفي قبرها ويبقى سراً ليكون مثار تساؤل لكل الأجيال عن سبب خفاء قبرها ليكون هذا أقوى شاهد على إنكارها ورفضها وعدم تسويتها مع الظلمة والغاصبين ؟
وبقيت على رفضها وانكارها حتى شهادتها سلام الله عليها قال أمير المؤمنين عليه السلام بعد دفنها مخاطباً رسول الله صلى الله عليه وآله (وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها فاحفها السؤال واستخبرها الحال) هذه مواقف الزهراء عليها السلام صريحة واضحة جلية في الرفض والإنكار والمقاومة وعدم التسوية مع الظلمة والغاصبين .. مواقف لم يستطع أحد إنكارها أو توجيهها على مر التاريخ لوضوحها وقوتها .. فلمصلحة من يتم تشويه هذه الحقائق ويتم تزويرها ؟ ولمصلحة من يتم تشوية أعظم المواقف التي تدعم أحقية الشيعة بالخلافة والإمامة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ وهل يستحق أصحاب التسوية التاريخية الطعن في مواقف الزهراء الصريحة وتشويهها وتزويرها؟ فلا فرق بينكم وبين من استعمله معاوية لتزوير التاريخ وطمس الحقائق وتغييبها؟ ولا فرق بينكم وبين من استعملة الطغاة لتجهيل الناس وقلب الحقائق وتزويرها؟ فلا فرق بينكم وبين أولئك فأنتم من أمة تظافرت على هضمها وظلمها فبعين الله ما تفعلون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.