حمى الانتخابات داء يصاب به العراق في كل فترة تسبق هذه العملية , فيشهد حملات التسقيط وحملات التثقيف وحملات التدخل من قبل البعض لغرض خدمة أجندة معينة , لكن كل هذا في جهة وتدخل مرجعيات النجف في جهة أخرى , حيث يكون تدخل هذه المرجعيات بشكل يخالف ما تعتقد به , فالكل يعرف إن المراجع الأربعة هم من الحوزة التي لا تقر ولا تؤمن بولاية الفقيه , أي ممن يفصلون الدين عن السياسة ويعتقدون بان عمل الفقيه هو حصرا في ( الحلال والحرام ) والسياسة لا دخل لهم بها , لكننا نجد هم يخالفون مبدأهم وما يعتقدون به ويدخلون في العملية السياسية .
فمنذ أول عملية انتخابية أو تصويت جرت في العراق بعد عام 2003م وإلى يومنا هذا نجد إن ” المراجع الأربعة ” هم أول المبادرين في التدخل وفرض الرأي , فتارة يوجبون انتخاب قائمة معينة , وتارة أخرى يوجبون انتخاب ائتلاف معين , ويضعون التفريق الطائفي هو الأساس وما يشهد لذلك هو تصريحات المرجع الباكستاني التي يقول بها انه متفق مع البقية في انتخاب ائتلاف الشيعة من أجل انتزاع حق السلطة المغتصب منهم منذ آلاف السنين ! وتم انتخاب حكومة الكل يعاني منها الشيعي قبل السني والعربي قبل الكردي , واخذ الشعب العراقي يعاني من هذا التدخل والتشخيص الغير صحيح والغير سليم .
http://www.youtube.com/watch?v=NbUl6WdsoLE وهذا المقطع يثبت صحة كلامي , لاني سوف أتهم بالكذب والافتراء على هؤلاء الأربعة , وسوف يتم نفي صدور أي شيء منهم بهذا الخصوص , وهذا هو بحد ذاته الاستغناء عن العقل من قبل البعض , وفي فترة أخرى وبعد أن أحس الشعب العراقي بهذا الخطأ الذي ارتكبه ” المراجع الأربعة ” وقرر أن يغير مصيره تدخل هؤلاء مرة أخرى ولكن بشكل مختلف .
حيث أفتى كبير الأربعة ” السيستاني ” بأنه يقف على مسافة واحدة من كل القوائم ؟! ( الملحد والسارق والشريف يكونون بنفس المكانة عند السيستاني ؟!) هذا أولا , وثانيا انه يدعوا إلى انتخاب القوائم الكبيرة , وثالثا تعطيل الدراسة في حوزات النجف وإرسال الطلبة إلى كل عموم المناطق العراقية من اجل التثقيف لقائمة الائتلاف الوطني الموحد ! مع توجيه قراء المنبر الحسيني لتحريك عاطفة الشعب ودفعه لانتخاب من ” يسمون أنفسهم شيعة ” فتحرك جعفر الإبراهيمي ومحمد الصافي وصلاح الطفيلي فبدأت فتاوى مرجعيات النجف تصدر من على منبر الحسين عليه السلام والدعوة لانتخاب أي شخص شيعي مهما كانت أخلاقه حتى وان كان سارق وزاني وفاسد أهم شيء هو الذهاب إلى كربلاء مشيا على الأقدام ؟؟!!!! .
وكان الحسين عليه السلام أو الإمام علي عليه السلام يقبلون في ذلك , فهل يا ترى أهل البيت عليهم السلام يقبلون بمن يسمي نفسه ” شيعي ” لكنه فاسد فأين ذهب قول الإمام الصادق عليه السلام ( شيعتنا كنوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا ) ؟! وهذا المقطع لصلاح الطفيلي كمثال بسيط على ذلك http://www.youtube.com/watch?v=fl9DNtEUkZ8 , ومن يقول أن هذا تصرف شخصي ولا دخل للمراجع له , أرد عليه بتساؤل وهو لماذا الناس تتبع كلام من هو أدنى من المرجع ؟ ولماذا لم تتدخل المرجعية في إيقاف مثل هكذا تصريحات خصوصا عندما تكون منسوبة إليها ؟ .
والآن يتم انتقاد الحكومة من قبل نفس المرجعيات التي أوجبت انتخابها ! , حتى إن تدخل تلك المرجعيات في العملية السياسية أصبح كصب الزيت على النار , فلم تقدم أي حل أو مشروع عمل على تغير الواقع المضني الذي يعيشه العراقيين , بل إن تدخلاتها هي السبب في كل ما يجري اليوم , ويتكرر مشهد تدخل المراجع الأربعة في العملية السياسية حسب تصريحات وكيلها احمد الصافي من على منبر الجمعة في كربلاء المقدسة ؟!
والله انتم من يحتاج النصح وأنصحكم بأن تتركوا الشعب هو يقرر مصيره وله الحرية في انتخاب من يراه مناسبا لكي يمثله في البرلمان المقبل , فإذا انتم بالفعل أيها الأربعة عندكم الحرص على العراق وذرة من الحب لشعبه ابتعدوا عن التدخلات في العمل السياسي وتمسكوا بمبدئكم ( فصل الدين عن السياسة ) , واتركوا الشعب يقرر مصيره فبابتعادكم عن هكذا تدخلات سوف يعيش العراقيين بسلام رفاهية وأمن وأمان .