تطالعنا المرجعية العليا القابعة في سراديب النجف كل جمعة باستفهام غريب نوعاً ما و من على منبر الجمعة ، فقد تسألت عن أسباب انتشار الفوضى ، و الهرج ، و المرج في العراق ؟ فمنذ 15 عام ، وهي تسيطر على مقاليد الأمور ، و تعلم بكل صغيرة ، و كبيرة، وكل شاردة ، و واردة للعراق ، وهي على اطلاع تام بكل ما يجري فيه ، وهي تعلم بالأسباب التي تقف وراء الخراب ، و الدمار ، و الخسائر المالية التي تكبدها العراق ، و أنها على دراية تامة بكل المخططات الإقليمية ، و السياسية التي تُحاك على العراق ، و رغم كل ذلك فهي تتساءل ، و على لسان وكيلها احمد الصافي عن الأسباب التي أودت إلى انتشار الفوضى العارمة التي تجتاح، العراق ؟ بالله عليكم يا مسلمين أليس هذا استهزاء بعقول العراقيين ؟ أليس هذا ضحك على الذقون ؟ أليس هذا استهتار بمشاعرهم ؟ فإذا المركعية العليا لا تعلم بما يجري بالعراق ، و منذ 15 عام ، فيا ترى أين كانت طيلة هذه السنوات العجاف التي عاشها العراق ؟ و نحن كعراقيين أيضاً نسألها : أليست المركعية العليا هي التي جعلت من المحتل محرراً ، و صديقاً !؟ أليست هي مَنْ أسست لظهور المليشيات ، و مهدت الطريق لها للسيطرة على دفة الحكم في العراق !؟ أليست هي مَنْ حرمت الزوجات على الأزواج ، و أبطلت الصوم ، و الصلاة على كل مَنْ لا ينتخب قائمة ( 555 ) و قائمة الشمعة ( 169) و القوائم الكبيرة !؟ أليست هي مَنْ ساهمت ، و بشكل كبير ، و بمساعدة ابنها ، و موضع ثقتها نوري المالكي على تأليف سيناريو داعش ، و تسليمهم المنطقة الغربية ، وعلى طبق من ذهب ، و باعتراف كبار قادة القوات الأمنية في تلك المنطقة أمثال قائد عمليات نينوى الفريق مهدي الغراوي ، و غيره !؟ أسئلة على هذه المركعية أن تُجيب عليها ؛ كي نعرف حقيقة ما يدور في كواليسها ، فمنذ 15 سنة ، و هي تعمل على تسييس منبر الجمعة لصالح مشاريع خارجية ، و أهداف سياسية تسعى لإغراق العراق بمزيد من الخراب ، و الدمار ، و المديونية للمؤسسات المالية العالمية ؛ ليكون تحت رحمتها ، و لسنوات طويلة ، و لا نعرف متى تنتهي هذه المعاناة ؟ فمنبر الجمعة لخدمة الدين ، و لنشر الإصلاح ، و تحقيق غاية السماء المُثلى في حين أن وكيلي المركعية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي ، و السيد احمد الصافي قد جعلا من هذا منبر وسيلةً للتغرير بالناس ، و تخديرهم باسم المركعية ، و بعيداً عن الدين الحقيقي ، و قضاياه المصيرية ، و ثوابت المذهب الشريف التي يتمسك بها الناس ، و يعتقدون بوجودها في هذه المركعية ، وهذا يكشف حقيقتها ، وما يدور في خفاياها العنصرية ؟ و يضع العراقيين أم حقيقة واحدة لا ثاني لها أنها لا زالت تتلاعب بمشاعرهم ، و تستخف بعقولهم ، و تستهزأ بإنسانيتهم ، فهي تريد أن تبرأ ساحتها عما يجري في العراق ، فتتساءل عن دواعي ، و أسباب الفوضى في العراق ، و كأنها لا تعيش في العراق ! عجيب غريب أمور هذه المركعية التي لا تميز بين الناقة و الجمل ، و يقولون عنها الهمج الرعاع بأنها بمنزلة الإمام ! فأي إمام هذا ، ولا يعلم بما يتعرض له مجتمعه الذي يعيش في وسطه ؟ سؤال لكل العراقيين إلى متى تبقى هذه المركعية الوصولية تصعد على أكتافكم لتمرغ أنوفكم بالذل و الهوان .