يقيناً و قبل كل شيء نحن لا نتكلم بالكليات هنا بل نتطرق إلى جملة من الحقائق التي أفل نجمها عن الكثير من مواطن حله و ترحاله و نقصد بذلك الموطن هو وسائل الإعلام سواء المرئي أو المسموع وعلى حدٍ سواء ، فالتاريخ حافل بالمواقف و الأحداث المهمة و التي غيرت مساره و بشكل ملفت للنظر لأنها حملت معها حقائق كثيرة كانت لها وقع كبير على عقول المجتمع الإنساني ، بالإضافة إلى ارتباطها المباشر بحياة الإنسان و تأثير عليه سواء في زمن وقوعها أم في المستقبل البعيد ، فالأحداث كثيرة و نتائجها أيضاً كثيرة فمنها السلبي و الايجابي وقد تعرضت الأمة الإسلامية لكلا الأثرين بسبب ما لاقته من ظلم و إجحاف بحقها من قبل حفنة من ذئاب الفلوات و الوحوش الكاسرة التي تقودها و بذلك سقطت الأمة في ما لا يحمد عقباه فذاقت العذاب و الهوان من قبل خلفاء و ملوك و سلاطين تسلطوا على رقابها بالبدع و الشبهات الباطلة تارة ، و بقوة السيف و لغة التهديد و الوعيد تارةً أخرى ، وهي في تلك المواقف العصيبة عليها وقعت تحت تأثير عدة مقدمات غررت بها فقادتها إلى حيث مستنقع المؤامرات الاستعمارية و لمخططات السياسية الفاشلة و الفتاوى الدينية العقيمة يساندهم جميعاً في ذلك الإعلام المسيس و المغرم بالدينار و الدرهم على حساب المهنية و المصداقية التي تعتبر الأسس القوية للإعلام النزيه و صاحب الكلمة الحرة و التي أصبحت في الماضي و الحاضر من العملات النادرة و حقيقةً هذا مما يؤسف له ، فبالأمس شاهدنا كيف مارس الإعلام دوره الكبير في تضليل العقول و التغرير بها و قلب الحقائق رأساً على عقب عندما انبطح لتلك الجهات الثلاثة مقابل الدينار و الدرهم و انصاع صاغراً لرغبات و توجيهات السلطة الأموية و اظهر للعالم الإسلامي برمته أن الحسين ( عليه السلام ) خارجي ، و هو خرج إنما طلباً الحكم و الرئاسة ، و يسعى لتمزيق وحدة للأمة وهذا ما سلط عليه الإعلام الضوء كثيراً حتى اظهر الحق باطلاً و الباطل حقاً ، فانطلت حيل و خدع الأمويين على الناس فتخلت عن الحسين لسيوف و خناجر المأجورين و المغرر بهم ، و اليوم إذا التاريخ يعيد نفسه من جديد فنرى الإعلام المظلل و المأجور يركع صاغراً ذليلاً أمام الدولار و الدرهم فينبطح لتوجيهات أوامر أسياده عبيد الملذات الدنيوية و المناصب السيادية مقابل تشويه الحقائق على العراقيين و إبعادهم عن الحقيقة و مشاريع رجالها الصادقين و المخلصين للعراق الذين يرفضون الذل و الهوان و يعشقون السير على خطى الحسين ( عليه السلام ) في بسط الحرية و قيم و مبادئ الإسلام الشريفة فتخلى الإعلام عن دوره الإنساني و المهني الصادق و انصاع للقيادات السياسية الفاسدة و أسيادها المحتلين في ترسيخ جذور مؤامراتهم الدنيئة الرامية لهدم أركان ديننا الحنيف تحت عبادة و مظلة المرجعيات الفارسية التي تلعب دور المنافق بدهاء كبير ففي العلن تسخر فضائياتها للبكاء و اللطم و العويل على الحسين ، و من خلف الكواليس تهدم بمعول فسادها و إفسادها أركان الاسلام فإلى متى يركع الإعلام لأرباب الإرهاب العالمي ؟ .