تعوّدنا ومنذ أو وعينا على الدنيا العراقية على سماع نغمات وإيحاءات تصدر عن الإخوة الأكراد وهنا نقصد الساسة وليس الشعب على أنّهم مظلومون ومضطهدون ومسلوبي الإرادة والاختيار ، حتى كدنا نصدّق كل ما يقال أو يصدر من المعسكر الكردي الذي تعاطفنا مع قضيّته التي لا نريد أن ندخل المزايدة التي يفتعلها البعض عليها في مناسبات كثيرة لتحقيق مكاسب أكثر وعلى حسابنا نحن العراقيون الذين ننسى كوننا عرباً كنّا أو أياً من المسمّيات التي غالباً ما نضعها في الترتيب الثاني بعد عراقيتنا التي نراها الأهم. ترى هل يفعل إخوة الدم وشركاء الأرض ونقصد الأكراد مثلما نفعل أو نفكّر نحن ؟ الجواب ليس بتلك الصعوبة التي قد يعتقد البعض ، لأن الجواب واضح المعالم من عنوانه ، وهو أن إخوتنا لا يفكّرون مثلنا وكثيراً ما اتهمونا بأننا نتبع المذهب (الشوفيني) من خلال تعميم مفردة (الشوفينية) التي كثيراً ما يوصمون من يخالفهم الرأي على الثوابت الوطنية بها. هل أصبحنا نحن الذين نريد وحدة العراق وعدم إشاعة الطبقية أو تصنيف المواطنة هذا درجة (أولى) وذاك درجة (ثانية) شوفينيون حقاً ونحن لا ندري؟ عجيب أمر من يلقون التهم جزافاً بسلال الآخرين ويتعجّبون مما يلقى في سلالهم من اتهامات حقيقية لا يستطيعون أن ينكرون الكثير منها. لو رغبنا أن نضرب أمثلة وهي كثيرة لاحتجنا إلى مساحات أكبر مما يوجد في هذا المكان وأيضاً سنجدها لا تكفي لنعدد تجاوزات الأخ الصغير (إقليم كردستان) على الأخ الكبير والشامل العراق .. هل نتحدث عن النفط الذي يستخرج ويصدّر من دون علم المركز بأرقامه الحقيقية وما يدخل من إيراده في جيوب المتنفّذين في الإقليم الصغير ، أم أننا نشير إلى النقاط الحدودية وما تدرّ من إيراد لم يكن لحكومة المركز أي علم أو تصرّف به ، ناهيكم عن الأمور الأخرى ومنها ما يتعلّق بفرض تعليم اللغة الكردية على المراحل الدراسية ومنها الإعدادية ، مع العلم أن اللغة العربية ممنوعة من التداول في المدارس الكردية في الإقليم الصغير أو المناطق (المختلف) عليها والتي يضع الكرد أيديهم عليها. ماذا بقي من حقوق الأكراد ولم يأخذوها بالكامل؟ ليقارنوا ما حصلوا عليه مع ما حصل عليه أقرانهم في البلدان المجاورة ، ليحمدوا الله على النعم التي أغدقت عليهم من خير العراق ، وليكونوا من الشاكرين قبل أن يقذف الله عليهم حممه التي لن ترحم من يجحدون نعمه ويتمادون على إيذاء من أعطاء حقوقهم وبزيادة. لقد أصبح المواطن العربي أو التركماني يحسد المواطن الكردي وكلنا يعلم أن العدالة إن لم تتحقق فإن الحسد سيزداد ومن ثم ينقلب إلى حالةٍ من الكراهية التي ستنمو ، وساعتها لن يعرف أحد إلى أي حدود سيصل ذلك الحسد أو ما ينتج عنه. ثوبوا إلى رشدكم أيها الأشقاء لأنّكم إن كبرتم في يوم ، فإن ما ستصلون إليه يجب أن يكون للعراق ، لأنّكم من دون العراق لن تكونوا سوى كما الحسناء التي لن تجد من يحميها أو يحمي سترها عندما تحيط بها الذئاب أو (الدببة) وكثير من (الدببة) يسكنون الجبال المشتركة أو ما يطلق عليها الحدود .. وقديماً قالوا لجاحدي النعم .. للصبر حدود .. وآهٍ وألف آه إن نفذ الصبر فهل يعقلون ؟.