بدون مقدمات لا أفشي سرا حين أقول ..أن مئات الآلاف من العراقيين المقيمين في سوريا, أمام محّنة صعبة وظروف في غاية الخطورة ,وقلق حتى في نفوس الأطفال, حيث أبلغت السلطات المواطنين, ومن بينهم العراقيين, باستعدادهم لظروف صعبة ! يمكن أن تمر بها (سورية), نتيجة للحراك السياسي الداخلي والخارجي, الموجه ضد الرئيس بشار الأسد والنظام الحالي .
موت جديد!
لانريد الخوض في ( دراما تيكيات) الشأن السوري الراهن ,فلذلك مقامات أخرى .. ولكن الذي يهمنا اليوم هو الأجابة عن تساؤل مركزي.. ماهو موقف العراقيين في (سوريا) من هذه الأوضاع المتفجرة ؟ التي ربما تدمر المتبقي من هؤلاء المهجرين بإرادتهم , أو بفعل موجات العنف الطائفي والعرقي ,التي سادت عامي 2006 و2007 .. سيان كان الأمر, فهؤلاء عراقيون, ربما يكون فيهم بعثيون أو سنة أو عبدة ل( الشمس) أو ( الثلوج ) ! ,أوذوي الآراء المتقاطعة, مع ماجرى ويجري من سياسات وتصرفات , لايقرها عقل صاف او ضمير حي , بعد أن مات الشعب العراقي عديد المرات موتا ( متغصغصا) , متسلسىلا, وبطيئا منذ تجرعه نتائج النظام الشمولي, ومنتجات الحصار الممتد لأكثر من عشر سنوات, ون ثم تحمله ذلك الدمار الذي لم يبتل به شعب من الشعوب ,عدا شعب (ناكازاكي وهيروشيما ) , الذي طال تدمير المرتكزات والبنى التحتية , لدولة عمرها ثمانون عاما ,شيدها مخلصون لقضية العراق , رغم ماعلق ببعضهم من شوائب في نظر الشعب العراقي , والتي كان من أخطرها , ذلك التشريد والأقصاء والفرز الطائفي والعرقي, الذي وجد شعبنا نفسه في خضمه عقبال ألاحتلال الأمريكي, الذي يمثل أكبر جرائم العصر , ليس لجهة تغيير النظام فحسب, بل لكون نتائجه أعادت العراق إلى سنوات العوز والحاجة والتصارع السياسي, من أجل المصالح والنفوذ المتسم بالفئوية والطائفية وثلم متانة العدالة القانونية والاجتماعية والحق .والتي مثلت في حقيقة الأمر صفحات مخططة لما بعد الاحتلال !
لم يبق مايفيد!
والى أين المفر ؟
تلك العائلات العراقية الكريمة ومن بينها كثير من أبناء الطبقة الوسطى في المجتمع, أعدتهم عائلاهم لمهام فاعلة ومؤثرة في حياة المجتمع ,و أنفقت وتنفق عليهم الملايين من أجل تأهيلهم, وقبل ذلك تربيتهم, التربية المتجانسة مع قيم السماء وأخلاقيات الأرض, التي خلق ألإنسان من أجل أعمارها, وقول كلمة الحق فيها ..هؤلاء العراقيون الذين باعوا ممتلكاتهم ومرافق عملهم التجارية, ومقتنياتهم الثمينة , وسعوا نحو الأمن والأمان والحرية , يجدون اليوم أنفسهم, مخيرون بين الانتظام في كتائب عسكرية لمحاربة المجهول من المعارك, أو المبيت في العراء تحت خيام لاتقي بردا ولاتستر حرا ولاتفي أمنّا.. والواضح من النتائج أن دماؤهم ستسفح مرة أخرى , كما سفحت في معارك تقويم النزعة التمردية الشوفينية الكردية منذ عام 1962, ( هذا مايخص التأريخ الحديث).. وكما ارتوت الهضاب وألأهوار والسهول, في جبهات الحرب العراقية الإيرانية بالدماء الزكية لأبناء العراق, دفاعا عن كرامة الشعب العراقي, وحماية غير مبررة لورش الخليج النفطية, التي خلفت مليون شهيد ومعاق ..العراقيون الذين مضت أيامهم مضمخة بالخوف, والأنين الخافت الصامت, في أقبية وغرف التعذيب الرطبة المظلمة, بالإضافة إلى تلك المجازر البشرية, وذلك الذل الذي ذاقه ابناء وشباب العراق, في (جفصة الكويت).. لتأتي بعد ذلك المأسي المتناسلة ,المتسلسلة , بدءا من عديد الهجمات الجوية والصاروخية على الحواضر والمدن العراقية, وانتهاء بجريمة العصر, التي حققت حالة احتلال فريدة , في الألفية الثالثة, بعد أن صفيت أخر مظاهر الاستعمار والاحتلال في العالم , ليدخل العراقيون الأبرياء , الاّ من البعض الذي تشده النزعات الطائفية والمذهبية, الذي أراد بالعراق, السير خارج منطق التأريخ, وفروضات ( الببلوغرافيا) , الأجتماعية , في متاهات القتل والدمار والأحزمة الناسفة والمفخخات وألأنقياد إلى تأثيرات دول الجوار الطامعة في العراق .. كل ذلك جعل مئات الآلاف من العراقيين, يجدون في (سوريا) خاصة الملجأ , بعد أن ضاقت بهم السبل.! .أين يذهبون اليوم وهم يرون النار سوف تشتعل فيهم ؟.. هل يتوجهون إلى (الأردن) ؟ ..ليس في استطاعتهم الحصول على ( الفيزا), باليسر الذي يتصوره البعض !..السفر الى بلدان العالم ؟ أصبح ذلك من المستحيلات! فقد أغلقت الأمم المتحدة تقريبا, مكتبها الإقليمي في العاصمة (دمشق) ! وربما يقول قائل (بطران) ..لماذا لايعودون إلى بلدهم ؟..هنا تنكأ الإجابة الجروح, التي بلغ قيحها مداه !..العراقيون في (سوريا), هم على غير ما أتسم به العراقيون في (الأردن) ..في الأردن يتواجد تجار وصناعيون وشيوخ عشائر, تتوفر لهم الإمكانيات المادية, وبعض الأعمال التي تدر عليهم بعض العائدات من أجل معيشتهم ..أما المقيمون في (سوريا), فأغلبهم من الذين خافوا القتل والتهجير والفرز الطائفي والعرقي, والمادة 4 ( أرهاب) و( المخبر السري), فنجوا بأنفسهم, تاركين بيوتهم ( حصيلة شقاء أعمارهم ) ومرافق أعمالهم ووظائفهم, والمتقاعدون منهم لايتقاضون سوى رواتبهم التقاعدية التي ربما لاتسد مصروفات عشرة أيام من شهر يمضونه في ( سوريا) ..وهم بالإضافة إلى الخوف الذي يلف حياتهم اليوم , لايعرفون مصيرا.. ولايرون ضوءا ينير لهم أيامهم القادمات !
هم ونحن !
هل أن ترك هذه الآلاف المؤلفة من العائلات العراقية تموت ؟ أو تستجدي؟ أو تهيم في أرض الله الواسعة ؟ تحت الخيام.. فيما أذا أستعرت الحرب في مكان أقامتهم؟ ونحن نتدفأ ونتناول ما يسرنا, من طيب الغذاء ,ونسر به من معشر, وفي المقابل نجد إخوة وبنات وأطفال لنا ,يموتون ببطأ .ان لم يكن بالقتل العمد.. فبالحرمان, والحاجة, والفاقة, واستلاب حقوقهم, حتى ان الكثير منهم, لايملك ثمن غذاء يومهم, أو بدلات إيجار مساكنهم !
ليس من العدالة في شيء, أن تترك أخيك في حاجة ,بعيدا عن وطنه ,وأنتم أيها المسئولون تهنئون , وتعيشون الحياة اللاهية عن الام الآخرين ومعاناتهم .
قلة الشرفاء ..هل ينتخون؟
ان الشرفاء القلّة , من بين ( القطيع ), الذي أنتخبه الشعب العراقي, بالخديعة أو بالإغراءات المادية أوالمعنوية أو أستغلال السذاجة الشعبية التقليدية ,الذين انتخبهم الشعب العراقي, في (مجلس النواب) , عليهم وبأسرع وقت, لفت نظر رئيس الحكومة نوري المالكي, وما يسمى بوزراء (الهجرة) و(حقوق الإنسان) و(وزارة المالية) , الى تخصيص المبالغ اللازمة, لتغطية نفقات وتعويضات إعادة من يرغب من العراقيين إلى العراق, وإعادة ممتلكاتهم الشخصية المسلوبة منهم, سواء من قبل المتنفذين في الحكومة, او من اللصوص, الذين شجعتهم الفوضى الأمنية, في الاستحواذ على بيوتهم ومحالهم التجارية, ومعالجة إعادة الموظفين, وتقاعد المتقاعدين, وانتظام الطلبة, ومعالجة جميع الشؤون القانونية, لتعويض هؤلاء المواطنين, عن سنوات الحرمان والبعد عن العراق .. ولا يتصورن احدا, من فرسان الزمن الأمريكي, (الذين ربما لاتعنيهم هذه المعضلة), أن المقيمين في( سوريا) , مرتاحون لليالي (دمشق) , ونسيم (قاسيون) , و(فلافل) و(حمص) , مطاعمها الرخيصة, وشققها المعلقة في( جرمانة), وسراديب دورها العتيقة ,,فهؤلاء الأخوة الكرام , يمضون كل ليلة بألف ليلة, بعيدا عن العراق, الذي يشكل نسغ الروح في حيواتهم !
فهل (بعد المولد من حمص ياأعضاء (مجلس النواب) ؟
ليسمح لي القراء الأفاضل, مخاطبتكم بأسمائكم الصريحة ,لأناشد نخوتكم ,وأقول أن عليكم يا بهاء الأعرجي,صباح الساعدي ,مهى الدوري ,سلمان الجميلي ,عالية نصيف,عتاب الدوري, سليم الجبوري, وجعفر الموسوي, ومن ينضم لكم من شرفاء المجلس,العمل السريع, والدءوب ,لتشكيل هيئة إغاثة نيابية, تقدم مشروعا سريعا ,الى (مجلس النواب) , لإقراره , يلزم الحكومة, التي أعيانا الصراخ ,لكي تلتفت لهذه المشكلة الاجتماعية الخطيرة, من أجل اعادة العراقيين المقيمين في (سوريا) وتكييف الظروف القانونية وألاجرائية, لتسهيل اعادتهم الى العراق وتعويضهم عن مافقدوه ,وضمان الحياة الكريمة لهم, وألاّ فان من شرف القول والأمانة في النصيحة ,أن نقول لكم , أن لم تفعلوا شيئا لإغاثة هؤلاء المواطنين سيكون كل منكم شريكا في موت ودمار كل فرد من هذه العائلات الكريمة, التي تركت( الجمل بما حمل ), من أجل الأمن والأمان, الذي أخفق سياسيوا النفوذ, في تحقيقه على أرض السلام ( العراق) .. شركاء في تدمير الحياة الأنسانية لهذه العائلات, وسيحاسب الله على إخفاقات وأخطاء وخطايا السياسيين اللآهين عن مصالح الشعب العراقي!
و( بدون زعل ) سوف أستمر في تناول هذا الموضوع, من زواياه المختلفة تباعا .. منتظرا ردودكم, وما انتخيتم لتحقيقه, في قريب قادم الأيام ..وعندما تتجاهلون هذه النخوة المفترض أن تأتي منكم وليس مني, فأني سأعلن على الملأ وبوسائل الإثارة الصحفية التي خبرناها جيداعبر 47عاما, ومن خلال عديد المواقع الشريفة العاملة في مصلحة الشعب العراقي , لنقول للشعب العراقي هؤلاء السادة أيضا, لايفعلون لكم شيئا !.. وأنا بانتظار أراء القراء الأفاضل, في تصعيد وتعميم الاهتمام بهذه المشكلة الوطنية والإنسانية الخطيرة , ولتعملوا,( فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) !
_________________________________
ورود الكلام ..
(ألا كلكم راع وكل راع مسئول
عن رعيته ) الامام علي بن أبي طالب ( ‘)
( متفق عليه )
تذكير : لست بعثيا أو تكفيريا , أو عميلا لأية جهة , ولم أقبض من أحد طيلة حياتي, سوى عائدات عملي المهني, وغير مستعد لقبول أية عطايا ,من أي مخلوق كان, فقطار العمر في عرباته وفير حمل ما يغطي قادم الأيام .