26 نوفمبر، 2024 1:12 ص
Search
Close this search box.

إلى فضائيات الشؤم: متى تتوقفونَ عن المُتاجرةِ بدماءِ العراقيين وبنَكَّباتِهم ؟

إلى فضائيات الشؤم: متى تتوقفونَ عن المُتاجرةِ بدماءِ العراقيين وبنَكَّباتِهم ؟

من / مهاجرٍ مُضْطَرَّ.. إلى / فضائياتِ الشؤم و الشر… في الزمن المُغبَّر.
من منا لا يعرفُ المثل القائل ” إذا كنت لا تستحي ففعل ما شئت ” ؟ .  وبافتراض استبدال كلمة من المثل؛ فلن يتغير المعنى “إذا كنتَ لا تستحي (فَبُث) ما شئت”؛ لأن البث هو جهود متظافرة، حصيلتها عمل إعلامي أما صحيح أو (قبيح).

أيتها الفضائيات المأجورة أو المُتاجرة بتجارة بائرة، أحسنوا انتقاء ضيوف برامجكم ممن تسمونهم (محللين، خبراء، وزراء) وتحاورونهم في الأستوديو أو عن بُعد ببثٍ مباشر، تستضيفون من تطلقون عليهم شتى الأوصاف المُجَّمِلة – التي لا تتفق مع قُبح تاريخهم، ولا مع سوء حاضرهم.. تخاطبونهم بألقابٍ علمية لاتتطابق مع تحصيلهم الدراسي، وبرتبٍ عسكريةٍ وهميةٍ لا تتطابق مع مهنية الجندية الشريفة ولا تأهيلهم القيادي، أُكرر تخاطبونهم برتبٍ لا يحلمون في يومٍ من الأيام أن يحملوها على أكتافهم.

المُشخَّص على بعض مقدمي البرامج في بدء برنامجه- تعوَّدهم بإعطاء (المُستضاف) جُرعة التنشيط الأولى؛ فينهال بمديح المستضاف حتى (ينتفخ إلى ما قبل الانفجار) بمقدمات يُشَخصُ منها وضع (قشرة الموز) تحت قَدَم المُستضاف لكي ينزلق و(ينطَّب) حيث يريد المُستضيف… منها عبارة لايكاد ضيفاً من الضيوف السابقين إلا سمعها وانتعش بها على باطلٍ من القول هي: (حديث لا تنقصه الصراحة).

نستفهم منكم عن وصفكم المُبالَغ فيه لمعظم المُستضافين، إذا كان كل مستضافٍ تختارونه صريحاً؛ فمن هو الضِمنيّ إذاً؟  وعليكم أن لا تقعوا في خطأ المرادفات، وتعتبرونا أخطأنا؛ فالصَّرِيحُ والصادق صفتان تختلفان في المعنى، الصريح تعني الخالصُ مما يشوبه، وشديد الوضوح – الذي لا لبس في طرحه، وعكس الصريح – ضِمنيّ، في حين عكس الصادق (كاذب)، ولكي لا تطول بنا السطور…  أرجعوا إلى معاني المفردات في قواميس اللغة .. فكيف طابقتموها؟!.

متى كان (………) (شفافاً) صريحاً أو صادقاً مع نفسه ليكن صريحاً – صادقاً مع الغير؟  خصوصاً في مرحلة حساسة من أهجن فترات تاريخ العراق العاصر– التي لم يتوقف خلالها التسقيط السياسي يوماً واحداً بسبب المصالح الفردية والفئوية – بعيداً عن مصلحة العراق سوى بالادعاء؛ والسبب الكامن وراء هذه الظاهرة من التقارب والافتراق المزاجي بين السياسيين هو (الصعود) الذي بُنيَّ على أباطيلٍ، وليس على باطلٍ واحد.

تختارون عنواناً و(شخصية) يَنشَّد لها بسطاء الناس؛ لعلهم يشاهدون ويسمعون ما يمَّكنَهُم من ربطِ خبرٍ بتحليلٍ بواقع جديد؛ وصولاً إلى بارقة أمل – تُعينهم على تحصيل أرزاقهم التي قطعتموها، وتُشبِعُ بطونهم وبطون أُسرهم التي جوَّعتموها، وتعيدهم إلى بيوتهم التي هَجَروها.

وسرعان ما يبدأ (ضيفكم) يناور بالإجابة على الأسئلة؛ فيمدح نفسه وكأنه صاحب الضمير الأوحد، ويذم الغير؛ وكأنهم سبب الخراب الحاصل في العراق (المُحَرَر) المتحوِّل من (دكتاتورية) كانت إلى (ديمقراطية) صارت.

 البث الفضائي ليس مخصص لشريحة منتخبة، أو لمتلقٍ مُنتقى داخل العراق أو خارجه؛ لذا فما أن تنتهي الاستضافة حتى تنكشف (عورة) المُستضاف والمُستضيف، وتعود آمال المساكين الذين انتظروا البرنامج إلى خيبة أملٍ جديدة…. بانتظار مُستضاف خائب آخر، كما هو الديدن في كل استضافة إلا  “ما قَلَّ و نَدَّر” .

لقد كنتم أحد أسباب: كثرة التدمير، وزيادة التهجير….. ولله المُشتكى، وإليه المصير.

انتقوا من يُضَّمد الجروح وليس من يزيدها نزفاً؛ فقد أوشك الدم العراقي أن ينضب.

أما إذا بقيَّت بعض الفضائيات على نهجها المُفَرِّق لوحدة الدين، والمُفَرِّق لأخوَّة العراقيين، والمُمَزِّق لجغرافية العراق؛ فعلى كوادرها أن يتحملوا شتائم العراقيين لهم في كل وقت وحين: كمقدمين، ومخرجين، وداعمين بالنص، وممولين، وسياسيين متسترين وراء أكاذيب الإعلام؛ التي تُجَمِّل صورهم بالمساومات والرشاوى؛ وهذه حقائق كشفها نشير غسيل البعض للبعض (منهم وعليهم)، وليس اتهامات لا تستند على قرائن.

 إن لم تُحسنوا صياغة رسائلكم الإعلامية؛ فلا أحسَنَ لكم، ولا بارك الله بجهدكم.. أنتم وكل متسبب بجرحٍ عراقي – قديماً أو حديثاً. وهاهي النتائج المُخزية (بفضل) تسِلُط جُهال السياسة، وعدم مراعاة مهنية وأخلاقيات الإعلام؛ التي صيَّرت العراق في آخر قوائم تقييم الدول غير الآمنة، وأمسى مما لا خطأ فيه بأن يوصف (بالدولة الفاشلة).

شئتم أمْ أبيتم .. أن الشريحة المظلومة في المجتمع العراقي ممن يحلمون بمستقبل يُنهى مجازر الدم، وانعكاسات التدهور الأمني يقولون لكم بالصورة والصوت وبدون (مونتاج):

 لا بارك الله بجهودٍ تعرف الصواب وتنتهج الخطأ…

والسلام فقط على أُناسٍ خصهم الله تعالى بقوله: (.. الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ). ﴿ آل عمران -٨٩﴾

فهل أنتم تائبون ؟؟؟.

أحدث المقالات