23 ديسمبر، 2024 8:20 م

إلى عمار الحكيم .. ضع يدك بيد نوري المالكي وكفى استهتارا بإرادة أبناء شعبك

إلى عمار الحكيم .. ضع يدك بيد نوري المالكي وكفى استهتارا بإرادة أبناء شعبك

نقلت وسائل الإعلام لهذا اليوم خبر مفاده , أنّ رئيس كتلة المواطن عمار الحكيم قد اتّفق مع رئيس كتلة متّحدون أسامة النجيفي , على ضرورة توّفر ( المقبولية ) داخليا وإقليميا ودوليا في المرّشح لرئاسة الوزراء , في محاولة منهما للالتفاف على الدستور أولا وعلى الاستحقاق الانتخابي ثانيا , والمتابع لخطاب كتلة المواطن ورئيسها عمار الحكيم تحديدا بعد الانتخابات , سيجد أنّ هذا الخطاب يترّكز ويدور حول نقطة جوهرية واحدة , وهي الالتفاف على الاستحقاق الانتخابي الذي أصبحت معالمه واضحة كالشمس في رابعة النهار .
فبالأمس القريب خرج علينا السيد باقر جبر الزبيدي على قناة البغدادية ليضع لنا آليّة جديدة لاختيار المرّشح لرئاسة الوزراء من التحالف الوطني العراقي , هذه الآليّة قائمة على التفاهم والتوافق بين الأطراف الرئيسية الثلاث التي تشّكل هذا التحالف , من دون اعتماد ثقل كل طرف من هذه الأطراف وما حققه من نتائج في الانتخابات , يعني باللهجة الشعبية ( تتساوى الكرعة وأم شعر ) , معتبرا هذا شرطا ملزما لإعادة بناء التحالف الوطني الجديد .
وبعد باقر الزبيدي يطّل علينا اليوم السيد عمار الحكيم هو الآخر بمصطلح جديد يريد أن يغني به علم السياسة , وآليّة جديدة لاختيار رئيس الوزراء بديلة عن الدستور العراقي وسياقاته في اختيار المرّشح لرئاسة الوزراء , وهذه الآلية الجديدة قائمة على ضرورة توّفر ( المقبولية ) داخليا وإقليميا ودوليا , وأنا واثق تماما أنّ السيد عمار الحكيم يعلم علم اليقين , أنّ هذا الخطاب تجاوز صارخ على الدستور العراقي وسياقاته في اختيار المرّشح لرئاسة الوزراء كما جاء في المادة 77 أولا من هذا الدستور , كما وإنّ هذا الخطاب يشّكل استهتارا فاضحا ومرفوضا لقناعات الشعب وخياراته والتفافا على الاستحقاق الانتخابي .
ولا اعتقد أنّ سياسيا يمتلك ذرة من الاحترام لإرادة شعبه وسيادة بلده , يمكن أن يتّفق مثل هذا الاتفاق المشين والمخجل , فإذا كان حقد السيد عمار الحكيم الشخصي على نوري المالكي , هو الدافع الذي يدفعه لعقد مثل هذه الاتفاقات اللا دستورية واللا أخلاقية ويجعله يتّخبط بهذا الشكل , فعليه أن يعلم أنّ الطريق الذي يسلكه مع أعداء الوطن العراقي , لم ولن يقرّبه من أبناء شعبه , وهذا الاتفاق شّكلّ صدمة لكل عراقي وطني وغيور على بلده وشعبه .
وأتوجه للسيد عمار الحكيم وأقول له استحلفك بدماء شهيد المحراب ودماء كل شهداء آل الحكيم , هل رأيت بلدا واحد في العالم يضع موافقة دول العالم الأخرى شرطا لانتخاب رئيسه أو رئيس حكومته ؟ ألا تعلم إنّ ما تطالب به يمّثل انتهاكا صارخا لسيادة بلدك ؟ وتجاوزا فاضحا على دستوره ؟ واستحلفك بربك هل هذه المقبولية التي ابتكرتها تنسجم مع الدستور ؟ فإذا كانت لا تنسجم مع الدستور , فلماذا هذا إذن هذا التجاوز وأنت تطرح نفسك قائدا سياسيا لشعبك ؟ , فهل من قواعد القيادة الخروج على الدستور والانتقاص من إرادة الشعب ؟ , أنا أجزم أنّك قد توّرطت بهذ ولم تكن تدرك أبعاده السياسية والقانونية والأخلاقية , فإذا كنت حريصا يا سيد عمار على مصلحة بلدك وشعبك كما كان أبوك السيد عبد العزيز رحمه الله وعمك شهيد المحراب رضوان الله عليه , فأنا أدعوك دعوة خالصة إلى الله سبحانه وتعالى , أن تضع يدك بيد نوري المالكي وتتفق معه على تشكيل حكومة الأغلبية السياسية , فهذه الحكومة هي أملنا الوحيد في الخلاص من مأزق حكومات التوافق والمحاصصات الطائفية والقومية اللعينة , وحينها تكون قد قمت بعمل سيخّلده التاريخ لك ولآل الحكيم جميعا .