نقلت وسائل الإعلام لهذا اليوم خبر مفاده , أنّ رئيس كتلة المواطن عمار الحكيم قد اتّفق مع رئيس كتلة متّحدون أسامة النجيفي , على ضرورة توّفر ( المقبولية ) داخليا وإقليميا ودوليا في المرّشح لرئاسة الوزراء , في محاولة منهما للالتفاف على الدستور أولا وعلى الاستحقاق الانتخابي ثانيا , والمتابع لخطاب كتلة المواطن ورئيسها عمار الحكيم تحديدا بعد الانتخابات , سيجد أنّ هذا الخطاب يترّكز ويدور حول نقطة جوهرية واحدة , وهي الالتفاف على الاستحقاق الانتخابي الذي أصبحت معالمه واضحة كالشمس في رابعة النهار .
فبالأمس القريب خرج علينا السيد باقر جبر الزبيدي على قناة البغدادية ليضع لنا آليّة جديدة لاختيار المرّشح لرئاسة الوزراء من التحالف الوطني العراقي , هذه الآليّة قائمة على التفاهم والتوافق بين الأطراف الرئيسية الثلاث التي تشّكل هذا التحالف , من دون اعتماد ثقل كل طرف من هذه الأطراف وما حققه من نتائج في الانتخابات , يعني باللهجة الشعبية ( تتساوى الكرعة وأم شعر ) , معتبرا هذا شرطا ملزما لإعادة بناء التحالف الوطني الجديد .
وبعد باقر الزبيدي يطّل علينا اليوم السيد عمار الحكيم هو الآخر بمصطلح جديد يريد أن يغني به علم السياسة , وآليّة جديدة لاختيار رئيس الوزراء بديلة عن الدستور العراقي وسياقاته في اختيار المرّشح لرئاسة الوزراء , وهذه الآلية الجديدة قائمة على ضرورة توّفر ( المقبولية ) داخليا وإقليميا ودوليا , وأنا واثق تماما أنّ السيد عمار الحكيم يعلم علم اليقين , أنّ هذا الخطاب تجاوز صارخ على الدستور العراقي وسياقاته في اختيار المرّشح لرئاسة الوزراء كما جاء في المادة 77 أولا من هذا الدستور , كما وإنّ هذا الخطاب يشّكل استهتارا فاضحا ومرفوضا لقناعات الشعب وخياراته والتفافا على الاستحقاق الانتخابي .
ولا اعتقد أنّ سياسيا يمتلك ذرة من الاحترام لإرادة شعبه وسيادة بلده , يمكن أن يتّفق مثل هذا الاتفاق المشين والمخجل , فإذا كان حقد السيد عمار الحكيم الشخصي على نوري المالكي , هو الدافع الذي يدفعه لعقد مثل هذه الاتفاقات اللا دستورية واللا أخلاقية ويجعله يتّخبط بهذا الشكل , فعليه أن يعلم أنّ الطريق الذي يسلكه مع أعداء الوطن العراقي , لم ولن يقرّبه من أبناء شعبه , وهذا الاتفاق شّكلّ صدمة لكل عراقي وطني وغيور على بلده وشعبه .
وأتوجه للسيد عمار الحكيم وأقول له استحلفك بدماء شهيد المحراب ودماء كل شهداء آل الحكيم , هل رأيت بلدا واحد في العالم يضع موافقة دول العالم الأخرى شرطا لانتخاب رئيسه أو رئيس حكومته ؟ ألا تعلم إنّ ما تطالب به يمّثل انتهاكا صارخا لسيادة بلدك ؟ وتجاوزا فاضحا على دستوره ؟ واستحلفك بربك هل هذه المقبولية التي ابتكرتها تنسجم مع الدستور ؟ فإذا كانت لا تنسجم مع الدستور , فلماذا هذا إذن هذا التجاوز وأنت تطرح نفسك قائدا سياسيا لشعبك ؟ , فهل من قواعد القيادة الخروج على الدستور والانتقاص من إرادة الشعب ؟ , أنا أجزم أنّك قد توّرطت بهذ ولم تكن تدرك أبعاده السياسية والقانونية والأخلاقية , فإذا كنت حريصا يا سيد عمار على مصلحة بلدك وشعبك كما كان أبوك السيد عبد العزيز رحمه الله وعمك شهيد المحراب رضوان الله عليه , فأنا أدعوك دعوة خالصة إلى الله سبحانه وتعالى , أن تضع يدك بيد نوري المالكي وتتفق معه على تشكيل حكومة الأغلبية السياسية , فهذه الحكومة هي أملنا الوحيد في الخلاص من مأزق حكومات التوافق والمحاصصات الطائفية والقومية اللعينة , وحينها تكون قد قمت بعمل سيخّلده التاريخ لك ولآل الحكيم جميعا .