23 ديسمبر، 2024 3:35 م

إلى سنّة العراق … هل تنازلتم عن كركوك والمناطق المتنازع عليها ؟

إلى سنّة العراق … هل تنازلتم عن كركوك والمناطق المتنازع عليها ؟

خطابي هذا موّجه إلى كل القيادات السنيّة , السياسية منها والدينية والعشائرية , فلا شّك أنّ الجميع قد اطلّع على تفاصيل الاتفاق الخياني الذي أبرمته الحكومة الاتحادية في بغداد مع حكومة إقليم كردستان حول النفط , ولا شّك أيضا أنّ الجميع قد اطلّع على هول المصيبة وحجم الكارثة التي حلّت بالوطن بموجب هذا الاتفاق , وأجزم أنّ القيادات السنيّة السياسية المتغاضية عمدا , تدرك تماما أنّ حكومة العبادي قد سلّمت بموجب هذا الاتفاق مفاتيح كركوك والمناطق المتنازع عليها إلى مسعود من أجل ضمّها إلى خارطة كردستان لاحقا تنفيذا  لما يسّمى بالمادة 140 , حيث أنّ هذا الاتفاق الخياني قد أقرّ لحكومة كردستان احتلالها لكركوك والمناطق المتنازع عليها بعد العاشر من حزيران , فتسليم نفط كركوك لمسعود هو الخطوة الأولى نحو تسليم كركوك بالكامل خلال الفترة اللاحقة , وليس خافيا على القيادات السنيّة أنّ هذا الاتفاق الخياني الذي لعب فيه المجلس الأدنى ورئيسه عمار الحكيم الدور المحوّري , هو جزء من اتفاقات سرّية بين المجلس الأدنى والقيادات الكردية على تسليم كركوك والمناطق المتنازع عليها وضمّها إلى خارطة إقليم كردستان , وهذا الأمر ليس سرّا حيث أنّ عمار الحكيم وكل قيادات المجلس الأدنى قد صرّحوا بأكثر من مناسبة , أنّ كركوك كردستانية , وإنّ مطالب العرب والتركمان مبالغ فيها .
وإذا كان عامة أبناء السنّة قد انشغلوا بداعش والحرب على الإرهاب , ولا يعلموا ماذا يدور في الساحة السياسية وماذا يخطط لهم , فإنّ قياداتهم السياسية تدرك تماما أنّ مطالب الأكراد فيما يسمّى بالمناطق المتنازع عليها , تقع جميعا في مناطق السنّة وليس ضمن مناطق الشيعة , وهذه القيادات تعلم أنّ 29 عقدا نفطيا من مجموع 52 عقدا نفطيا أبرمتها حكومة إقليم كردستان مع شركات النفط العالمية , تقع في هذه المناطق المتنازع عليها والتي استولت عليها حكومة الإقليم تحت مرئى ومسمع القيادات السنيّة المتغاضية , وتغاضي هذه هذه القيادات عمّا يخطط وينّفذ على أرض الواقع , هو خيانة لثقة الجماهيير التي انتخبت هذه القيادات , فسكوت هذه القيادات وتغاضيها عن هذا الاتفاق الخياني وعدم التصدي له , يعّد تواطئا وقبولا لهذا الاتفاق الخياني , وإذا كان البعض من هذه القيادات يعتقد أن غض الطرف عن هذا الاتفاق في هذا الوقت مطلوب من أجل حسم الصراع مع الشيعة حول تقاسم الحكم , فأقول لهذا البعض الساذج أنّ هذا السكوت والتغاضي ستترتب عليه أثارا مدّمرة على مستقبل البلد ووحدته , وحينها سيكون الخاسر الأكبر هم سنّة العراق وليس أحد سواهم , فليس هنالك من طريق يا سنّة العراق سوى رفض هذا الاتفاق الخياني المذّل.