أعلن مؤخراً عن إعتقال قوات أمنية ( مائة وخمسين عنصراً ) من حماية وزير في دولة العراق ( الحديث ) بتهمة الإرهاب ، نعم مائة وخمسين فقط من مجموع ( لا أدري ) … وإحتجت بعض الأوساط السياسية ( المتحفزة ) على هذه الخطوة وإعتبرتها إعتداءً على مكون ٍ في وطن المكونات … وتبودلت الإتهامات وثارت ثائرة الأتباع والأنصار و( المهاجرين ) وساد الصراخ والوعيد بالعودة إلى الصراعات الطائفية المقيتة التي دمرت بلدنا وشعبه ، وإنبرى أحد الحاقدين على وحدة العراق ليشتم المكوّن الآخر بأسلوب ٍ سافل رخيص وغير مسؤول ، ورفعت ( مختلف ) البيارق والأعلام وشعارات التنديد والتهديد الإنفصالية ( المهيئة مسبقاً وعند توفر الفرصة المناسبة لإنطلاقها ) ، وإندفعت الأقلام المأجورة التي تعتاش على تفكيك أواصر الأخوة بين أبناء البلد الواحد لتجتر سموماً تدسها للقاريء المتعب … و راح المطبلون وهرع (المناضلون) والطائفيون والمنافقون من أجل قشة ربما ستقصم ظهر البعير … وكل ذلك ربما يجر العراق إلى الكارثة التي لا يدرك أبعادها أحد ٌ إلا الله .
وقبل هذا سبق أن إعتقلت هذه القوات عناصر من ( فوج آخر ) … نعم من فوج ٍ واحد من حماية نائب الرئيس المتهم بالأرهاب أيضاً !!! ولست أدري ما حماية رئيس الدولة ورئيس الحكومة وكم عدد أفواجهما ؟ وما هي أرتال مواكبهما ؟ وكم يتأخر المتعبون المضطهدون في الأرض عن الوصول إلى أعمالهم كي يمر السادة الكرام بأمن وأمان ، أو عندما يمر موكب عمامة ٍ ما ( سوداء أو بيضاء ) يحرسها الملثمون ، وليذهب أبناء ( الخايبة ) إلى الجحيم …
كنت أظن أن هذه الثورة وهذه الجموع قد إنتفضت لهذه الغطرسة وهذا الغلو في أعداد حماية شخص واحد في بلد ( الفساد ) والنفط والجياع … شخص واحد من مجموع مئات من مسؤولي آخر زمن ، لو جمعنا أعداد حماياتهم الخاصة لهالنا ما نجد … ولهالنا ما يُصرف لها من قوت أعداد كبيرة من الأرامل واليتامى والمعاقين وبما يكفيهم ويجنبهم شر الحاجة و العوز .
ما هـذا ؟؟؟ ما هذا أيها الشعب المسكين المستكن ؟؟؟ إنتفضتم وإهتزت الأرض تحت أقدامكم وعلا صراخكم وقطعتم الطرق وأرزاق الناس وعطلتم العمل لأيام …. من أجل ماذا ؟؟؟
أتريدون حرق العراق وتدميره مرة أخرى دون وعي ٍمنكم ، أم بترصد ٍمع سبق الإصرار من بعضكم ، أو تحقيقاً ( دون إدراك ) لأجندة ٍ معادية ، وأنتم من يجب أن يدافع عن وحدته وعروبته ؟؟
أنسيتم الجياع من أهلكم ؟؟؟ أنسيتم الأزقة الموبوءة في مدنكم ؟؟؟ أنسيتم طوابير الخريجين الشباب من أخوانكم وأبنائكم ممن عانوا من البطالة دهراً وراحوا ينعون شهاداتهم وهم يدفعون بعرباتهم و( بسطياتهم ) على الأرصفة ؟؟؟ أنسيتم مأساة الكهرباء والماء الصالح لشرب الآدميين في القرن الواحد والعشرين ؟؟ أنسيتم أبسط حقوقكم كمواطنين في بلد من أغنى البلدان ؟؟ أنسيتم الفساد الذي إستشرى في كل مفاصل الدولة العتيدة ؟؟؟ أنسيتم من هرب بالمليارات وتستر عليه قومه ..؟؟ أنسيتم رواتب المتقاعدين البؤساء التي لا تسمن فلسانها ولا تغني من جوع ، وهل نسيتم الرواتب الفلكية التي تكفي ليعيش بها الآلاف منكم و يتقاضاها مسؤول واحد بشهادة مزورة كي ( يخدم ) دولته العريقة لأربع سنوات فقط بنفاقه وإرهابه وغياباته وإجازاته المستمرة وسياراته المصفحة الفارهة ، كي يستلم فيما بعد راتباً تقاعدياً يعادل أربعين ضعفاً لمن خدمها بجد ٍ وإخلاص ٍأربعين عاما ً دون غياب يوم واحد ؟؟ أنسيتم من يريد أن يستقطع ويستولي على أرضكم العربية الطاهرة في كركوك ونينوى وديالى وغيرها كما إستولى على سلاح جيشكم الذي يوجه الآن فوهاته لصدور أبنائكم ؟؟ هل نسيتم كل ذلك وإنتفضتم من أجل أمر ٍلا يرقى إلى ما نطمح إليه كشعب مغلوب على أمره ؟؟؟
الله أكبر أيها الناس ، ماذا دهاكم ؟ أأنتم سكارى ؟ هل أثملتكم مصائبكم وأدمنتم الصمت على البلوى ؟
ما هذا يا أهلي ويا أبناء بلدي ؟؟ هل نسيتم التفجيرات والمفخخات التي فقدنا – ولم نزل – أغلى أحبابنا وشبابنا بسببها وبسبب الإختراقات الأمنية ( المزمنة ) ، والأهم من هذا وذاك إختلافنا والتفريط بوحدتنا وإخوتنا ؟؟؟ أنسيتم التهجير والدماء والقتل على الهوية ؟؟ هل نسيتم الصراعات القذرة التي راح ضحيتها مئات الآلاف من أبناء بلدنا ؟؟ أنسيتم الجثث التي كانت تطفو على مياه الأنهار ، وتلك الأشلاء المجهولة والممزقة بلا رؤوس ؟؟ ولماذا ؟؟ كل هذا بسبب مصالح ضيقة لكبار ٍ مهووسين بالصراعات … ونحن من جعلنا منهم كباراً بخنوعنا وإستكانتنا المذلة … نجوع ونشقى ونرضى بكل الإذلال ولكننا ننتفض وبمغالاة دون روية من أجل من شبع وأتخم من شبعه ونضع ذلك في موضع ( الإستهداف ) لمكوّن والنيل من الكرامة بقصد ( التسقيط ) وكل مكوناتنا تشكو البؤس ، أما ما نعانيه جميعاً – وأقول جميعاً – من الضيم والغبن لا يمت للكرامة بشيء ؟؟؟ !!!!
ما هذا إيها الصامتون طويلاً ؟؟ ألا يمكنكم تقويم الإعوجاج في مسيرة بدأت بزرع الفتنة بينكم ؟؟ ألا يمكنكم رفع صراخكم هذا من أجل كرامة ٍ حقة … كرامة سلبها منكم ساستكم في ضوء النهار .
لتعلموا جميعاً ولتدركوا جيداً إن كل ساستنا هؤلاء دون إستثناء وكل الكتل السياسية التي صدعت رؤوسنا بشعارات ٍ وطنية زائفة ، هؤلاء لم يقدموا ما يجب أن يقدموه لنا مقارنة مع ما يتمتعون به من إمتيازات وثراء وسلطان … يوم في دبي وبيروت ويوم آخر في لندن وعمان ، يتمتعون بكل مباهج الدنيا بأموالكم وقوت عيالكم وأنتم نائمون في الظلام وقانعون بالعوز والفاقة والحرمان .. إن ما يسعون إليه هؤلاء هو السلطة والنفوذ والإثراء على حسابكم وحساب مصلحتكم ومستقبلكم ومستقبل أهلكم وأبنائكم … أصبحنا جميعاً ضحية صمتنا وإرهابهم وفسادهم وكذبهم وإدعاءاتهم الزائفة ، فلا تنتظروا خيراً ممن يبخل عليكم بما هو حق لكم …
عليكم أن تتعلموا كيف تسترجعوا حقوقكم الأساسية من أعينهم ، ولا تنشغلوا بمصالح و(حمايات) الكبار وأنتم بلا حماية ولا أمن ولا أمان … إنهم قادرون على الوصول لما يبتغون بأي وسيلة ومهما كانت دناءتها وأنتم إحدى وسائلهم ، فهي نار وأنتم وقودها فلا تتعبوا النفس في الدفاع المتطرف عن أي شخص ما ، ولتعلموا إن أكثرهم إرهابيون ضد بعضهم ونحن من يدفع الثمن في كل وقت .
لقد خذلونا بإمتياز … ولا أحد منهم قد قرأ عن رئيس الأورغواي صاحب (الفولكس واكن ) الزرقاء الشهيرة وراتبه البالغ (إثنا عشر ألف وخمسمائة دولار ) والذي يتبرع بـ 90 0/0 منه للفقراء من شعبه ليعيش مع زوجته المسنة بلا مصفحات ولا حماية إلا حماية الله لمن يؤمن بالله وبالشعب .
إفتح هذا الرابط لترى الفارق بين الثرى والثريا ….
http://www.youtube.com/watch?v=QQ6PL8WNUK8
يا ساسة بلدي …
أخاطبكم
أو ( بعضاً ) منكم
أوغاد ٌ ولصوصٌ أنتم
لا أستثني أحداً منكم
مهما كنتم … عرباً أو كرداً …
شيعتكم و سنتكم
مهما كانت مذاهبكم
دبابات المحتل الغاشم
حملتكم
فعبثم في وطني منذ حللتم
خزائن بلــدي في يدكم
مصائر شعبي في يدكم
شردتم وسرقتم …هجّرتم
بإسم الدين وفتاوى الغــدر
بإسم الشرق وبإسم الغرب
شباباً وشيوخاً ..أطفالاً ونساءً
قتلتم .. وذبحتم
من أنتم ؟؟؟
دمرتم بلدي … أحرقتم
ما كنا نعرف غير الحب
ما كنا نعرف
إلا إسلاماً يجمعنا
وطناً مهما أنّ جريحاً…
يأوينا … يطعمنا
حتى جئتم أرضي ووطأتم
بنوايا السوء …
بالغلّ وبالحقد تمترستم
لثارات الأمس سعيتم بغباءٍ
من أنتم ؟؟؟ وكيف أتيتم ؟؟
نحن نشك بصدق نواياكم
فلقد جئتم من أجل النهب
ومن أجل الكذب علينا
من أجل السلب
وحملتم كل معاولكم
ومنا بعد الهدم تمكنتم
كم أرملة ٍ ؟ كم أم ٍ ثكلى ؟
كم طفل ٍأشرف ، أسمى منكم
يتمتم
من أجل صراعات ٍ
حول مغائم من وطني
وخلافاتٍ تطفو كاذبة
ثم لتوزيع غنائمكم … رحتم
والشعب … وما الشعب ؟؟؟
( طز ٌ) بالشعب …
ليأكل حجراً ولينطح جبلاً
ما دمتم قد أتخمتم
وا أسفي ….
شعبٌ لا يقلبُ عاليها سافلها
وهو العارف من أنتم
يتضوّر جوعاً وينام على القهر
يملك زرعاً … أرضاً بروافدها
و بحاراً من نفط
يتوسل …
يستجدي لقمته منكم
والبعض يدافع عنكم
رغم الضيم
ورغم الحاجة … رغم العوز
يدك الأرض … يثور
وينسى أن الفتنة
جاءت معكم
عجبي من شعب ٍ لاه ٍ خدر ٍ
لا يعرف غير الشيخين
وغير المشي لأميال ٍ
ملايين تلطمُ … لو ثارت
كثورة من يسعون لنصرته
ومن خذلوهُ بمحنته
قسماً بجلال الله …
لأعادوكم من حيث أتيتم
كانوا سبعين وفارسهم
بثورته إهتزت أركان الأرض
وراح شهيداً عملاقاً
من أجل الإصلاح
يذكرهُ التاريخ بفخر ٍ
من أجل الحق ومن أجل الرفض
أفلا يا أهلي ….
أفلا أدركتم
يا ساسة بلدي ….
أوغاد ٌولصوصٌ أنتم
يُمهلكم ربٌ مقتدر ٍ
ومهما ساد البغي
وساد الظلم
فلا يهملكم
وقريباً جداً
سينهض شعبي من غفوته
عنز ٌ أنتم
وما يأكلهُ العنز
كالدباغ سيسلخكم شعبي
ويخرج منكم كل السحت
و مهما كنتم
عرباً … كرداً
سنتكم وشيعتكم
وليحيا وطني
ويحيا شعبٌ
لابد له يوماً
أن يلفظكم