18 ديسمبر، 2024 7:56 م

إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي

إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي

عندما لا تستطيع الدفاع عن وزير في الحكومة اللبنانية فكيف ستدافع عن لبنان ، فانت لا تستحق أن تكون رئيساً للوزراء ، تصريحكم المخزي حول الهجوم على وزير الإعلام جورج قرداحي بأنك تؤكد أن تصريحات قرداحي لا تمثل الحكومة اللبنانية .

الرجل أبدى رأيه حول مسألة اليمن وهذا من حقه وكان هذا قبل أن يتسلم منصبه ألوزاري ، وكان محقاً فيما قاله كإنسان يكره الحروب والدمار ويومياً نرى القتلى والجرحى في كل مكان .

هذا الكرسي الملعون الذي تجلس عليه جلس عليه الكثيرين قبلك ولا تتصور انك ستبقى فيه للأبد وخوفكم من قبلتك السعودية التي أهانت لبنان وشعبه عندما احتجزت سعد الحريري لولا التدخل الفرنسي لكان الان محبوساً في السعودية ، وأين هو الان ؟

انتهى دوره ، وتملقكم لا يجدي نفعاً .

انت فاهم السياسة بالمقلوب لتصورك بهذا تصريحك سوف تلقى الدعم المطلوب من السعودية التي تهاجم وزير الإعلام جورج قرداحي وتعلن وتشدد على أنك وحكومتك حريصين على نسج أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية وتدينان أي تدخل في شؤونها الداخلية من أي جهة ، وتنسى التدخل السعودي ( الإقليمي والدولي ) الفاضح في الشأن اللبناني ، يعني تسمح بالتدخل السعودي ومرتاح نفسياً ، وتقبل الهجوم على وزير في الحكومة اللبنانية الذي يمثل الدولة اللبنانية .

وتقبل بالتدخل السعودي في اليمن وقتل الأبرياء كل يوم ولا تريد ان يبدي رأيه في هذه المسألة ، يعني تحاسبون وتتبرءون ممن يبدي رأيه ، إن كنت تعتقد انك على حق فعليك ان تفكر بإنسانيتك لا بمنصبك الذي تخاف عليه .

ومحاولاتك لطرق أبواب السعودية من أجل الحصول على دعم باءت بالفشل والسعودية قالت إنها لن تدفع أموالاً ( حزمة الإنقاذ ) بسبب حزب الله وتفرض عليكم تغيير المعادلة في لبنان ، أليست هذه إهانة للسيادة اللبنانية وشعبها أم انكم لا تهمكم هذه الاهانات اليومية ، وهل نسيت زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى الرياض ولقاءه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ومحاولته التي بائت بالفشل لتعنت السعوديين .

وهل نسيت عندما استقبلت السفير اللبناني في الرياض فوزي كبارة موضحاً لكم بأن المسؤولين السعوديين لا يرغبون في أيّ إتصالات .

تتكرر الإهانات يوماً بعد يوم ولا تحرك ساكناً وكأن شيئاً لم يكن ، أنت تمثل دولة وعليك أن تحافظ على كرامتها وكرامة شعبها .

وفي لقاءك مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي قلت أن السعودية هي قبلتي السياسية والدينية وبالتالي لم تقفل أبوابها بأي حال وعندما أؤدي صلواتي الخمس يومياً أتجه نحو القبلة في السعودية . كلامك هذا يعني انك تصلي للسعوديين وليس لله ، ولا تقوم بتسويق نفسك للسعودية كشخصية سنية بل عليك ان تفتخر بلبنانيتك أولاً لا بمذهبك فلبنان فيه من جميع الطوائف ولا تعتقد ان السعودية تعترف بك كرئيس للوزراء ما لم تقدم الطاعة العمياء وتبعد الشريك الرئيسي في لبنان وهو جزء لا يتجزأ من الشعب اللبناني .

إحترم وزرائك وإحترم السيادة اللبنانية .