23 ديسمبر، 2024 2:57 م

إلى جلالة ملك الأردن … أقيلوا وزير خارجيتكم يرحمكم الله

إلى جلالة ملك الأردن … أقيلوا وزير خارجيتكم يرحمكم الله

منذ أن سقط نظام الطاغية صدام عام 2003 لم يتوانى الأردن من السعي الحثيث والعمل على محاولات إضعاف العملية السياسية الناشئة الجديدة في العراق لإعتبارات شتى ولعلّ أولها وليس آخرها ( الخشية من إمتداد تأثيرات الوضع الجديد في العراق إلى الأردن ) ، ولذلك بدأت حلقات التآمر من دول الجوار على التجربة الناشئة الجديدة في العراق وشكل الأردن رأس النفيضة في تلك الحلقات بدءا من إيواء عائلة الطاغية المقبور بحجة أنهم ضيوف على ( جلالة الملك ) في الوقت التذي كانت فيه رغد إبنة المأفون صدام تدير حركات التآمر من الأردن ، وفي خطوة لاحقة أصبحت حدود الأردن مدخلا لعتاة الإرهابين من مختلف دول العالم إلى العراق بل إنّ قيادة التنظيمات الإرهابية التي عملت في العراق كانت أردنية بأمتياز ، إذ بقي ( أبو مصعب الزرقاوي ) الأردني قائدا لتنظيم القاعدة الإرهابي وأدار حتى مقتله كل عمليات الذبح والتفجيرات في مختلف أنحاء العراق ، وظلت الأردن على طول الخط ملاذا ومأوى لكل القتلة والمجرمين العاملين على إضعاف العملية السياسية وإسقاطها ، ومقرا لكلّ المؤتمرات التي تسيء إلى العراق والعراقيين .
ورغم كلّ ذلك فقد سعى العراقيون على بذل كلّ الجهود من أجل عدم إستعداء دول الجوار ، وفي ظلّ هذه الظروف فإنّ الإرهاب الأعمى طال الأراضي الأردنية  ، ممادفع بالحكومة الأردنية إلى التخفيف من دعمها للمجاميع الإرهابية وبخاصة تلك التي تعمل من الأراضي الأردنية للإضرار بالعراق وأهله وتكشفت الأمور فيما بعد لكي يعرف العراقيون إنّ تلك الخطوة لم تكن من أجل سلامة العراق وأهله وإنما لأن العراق منح الأردن نفطا بأسعار تفضيلية يحلم بها الأردنيون ، ورغم ذلك فإن الذي حصل عليه العراقيون كان إنقطاع دخول قوى الإرهاب من خلال الحدود الإردنية  فقط ، إذ بقيت الأراضي الأردنية مأوى لكل من يريد بالعراقيين سوءا ومن أركان النظام المقبور وعوائلهم الذين بقوا ضيوفا على (جلالة الملك ) وبقيت المؤامرات ومؤتمرات الخونة تعقد في الأردن ، وبقي بهائم القاعدة والتكفيريين من الأردنيين يدخلون العراق من دول الجوار الأخرى لينشروا الرعب والموت والقتل والدمار في مختلف مدن العراق ، والسجون العراقية تحوي على أعداد يعتدّ بها من هؤلاء المجرمين .
ومع بداية التظاهرات التي عمت بعض مدن العراق والتي أسماها البعض ب(الحراك السلمي أو إنتفاضة أهل السنة أو حراك المدن الست المنتفضة ) أو ما الى ذلك من تسميات فإنّ الأردن رجع إلى واجهة أحداث العراق عندما بدأ قادة هذه الحركات بإدارة عملهم من الأردن ، بل إنّ قيادة العمل الديني ( أو الشرعي إن كان شرعيا حقا ) والمتمثل بشيخ الفتنة وإمام القتلة ( عبد الملك السعدي ) الذي اتخذ من الأردن ملاذا آمنا له ، وبدأ  الحراك السياسي المعادي للعراق يدار إنطلاقا من الأرض الأردنية ، وأتخذ شيوخ الإرهاب من أمثال ( علي حاتم السليمان – رافع الرفاعي – محمد طه حمدون – خميس الخنجر ) وعشرات آخرين من عتاة المجرمين والإرهابيين ممن يزعمون بإنهم شيوخ عشائر وعشائر العراق منهم براء ، إتخذوا من الأراضي الأردنية ملاذات آمنة ومنطلقا للإساءة إلى العراق والعراقيين .
ولعل الغريب في الأمر هو ذلك السكوت المريب للحكومة العراقية على مثل تلك التجاوزات ، حتى بلغ السيل الزبى ولم يعد من الممكن السكوت على ذلك الكم الهائل من التجاوز على العراق والعراقيين وبخاصة بعد أن قررت قوى ماأطلقت على نفسها ظلما وعدوانا تسمية ( المعارضة العراقية ) ، الإجتماع في الأردن سعيا للنيل من العملية السياسية في العراق ، رغم إنّ المجتمعين  على أرض الأردن لم يكونوا في أحسن الأحوال سوى مجموعة من حثالة الإرهابيين والقتلة وشيوخ الفتنة والسوء يتقدمهم ( كبيرهم الذي علمهم السحر ) شيخ الفتنة وزعيم القتلة ( عبد الملك السعدي ) الذي كان له الدور الأكبر في الفتن التي جرتها فتاواه على العراق والعراقيين والتي كان من ثمراتها إحتلال الموصل من قبل أتباعه ومن يأتمرون بأمره من داعش وكلاب القاعدة والتكفيريين وبهائم البعث وكلّ من يريد بالعراق والعراقيين السوء .
والأغرب في الموضوع رد فعل الحكومة العراقية الخجول إتجاه هذا العمل المخجل الذي ارتكبته الخارجية الأردنية  بحق العراق والعراقيين ، فكل مافعلته هذه الحكومة إنها استدعت سفيرها لدى الاردن ( للإستفسار ؟؟؟؟!!!!!!) منه عن الموضوع وكأنهم يسألون عن أمر مبهم ، ( 300 ) من عتاة المجرمين والإرهابيين ومروجي الفتن تعرفهم الأردن قبل غيرها ويعرفهم القاصي والداني والحكومة العراقية على إستحياء تريد أن تستفسر !!! .
ماهذه الإنبطاحية ياحكومتنا الرشيدة ولم كلّ هذا الخوف والوجل من تسمية الأشياء بمسمياتها ، وإلى متى يبقى مصير هذا الشعب مرتهن بيد ثلة من الأفاقين من حكام دول الجوار ، والعجيب في الأمر إنّ وزير خارجية الأردن يخرج من على شاشات الفضائيات وهو يسفه الجريمة التي أرتكبتها بلاده بحق العراق والعراقيين عندما قال بأن الأردن لم ترتكب مايمس المصالح العراقية وأنّ الحكومة الأردنية لم ترع المؤتمر ، ولاندري ماهو المقياس والمعيار الذي وضعه ناصر جودة وزير خارجية الأردن لما يضر بالمصالح العراقية من عدمها ، ثم على من تريد الضحك ياسيد جودة وهل يبرر لك عدم رعاية دولتك للمؤتمر عقد مؤتمر الخيبة والخيانة على أراضي دولتك ، ألم تسمع ياسيد جودة كيف طردت حكومة البحرين أحد مسؤولي الدبلوماسية الأمريكية لأنه أجرى حوارا فقط مع المعارضة البحرينية وأمريكا هي من تعلم ولية نعمة البحرين والراعية لها ، فكيف سولت نفسك ياسيد جودة وأنت سيد الدبلوماسية الأردنية أن تسمح لتلك الحثالات أن تجتمع على أرض بلادك في هذا الوقت العصيب الذي تمرّ به بلاد وادي الرافدين ، والأعداء تتناوشه من كلّ حدب وصوب  ثمّ يأتي سيادتكم ليوجه لنا هذه الطعنة النجلاء في الظهر .
ولذلك نوجه رسالة عاجلة إلى جلالة الملك عبد الله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية فنقول له : ياجلالة الملك لاتظننّ إنّ الأردن بعيد عما يجري على الساحة العراقية والإقليمية وقد هددت داعش إنّ الخطوة القادمة بعد العراق ستكون الأردن لإنها الحلقة الأضعف ولايغرنّ جلالتك الإتفاقيات المعقودة مع أمريكا ، فلدى العراق مع أمريكا إتفاقيات تفوق مابينكما ، لكنّ أمريكا لم تحرك ساكنا وهي ترى بأم عينيها إنّ داعش إحتلت ثلث العراق وتهدد أمن الباقي ، ياجلالة الملك العراق والعراقيون هم سندك وظهير دولتك المضمون ولعل موقف العراق في دعم الأردن إقتصاديا ( وليس بمنة من أحد بل واجب الأخوة ) من خلال بيع النفط بأسعار تفضيلية ، أو حجم التبادل التجاري الذي تجاوز السبعة مليارات دولار سنويا فضلا عن الأصول المالية للآلآف العراقيين في الأردن دليل ساطع على ماأقول .
ياجلالة الملك ، لقد أساء السيد ناصر جودة للدبلوماسية الأردنية ، كما أساء للعلاقات الأخوية بين العراق والأردن بعمله وتصريحاته ، وأقل ما يطلبه الشعب العراقي من جلالتكم هو إبعاد هذا الرجل من سدة السلطة الدبلوماسية الأردنية وإعفاءه من منصبه ولعل في الأردن آلاف الرجال الخيرين ممن تثقون بهم في إدارة ملف الخارجية الأردنية ، إنها رسالة من إخوتك العراقيين الذين خبرت مواقفهم في دعم الأردن سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وفي كل المجالات الأخرى فهل نرى من جلالتكم إستجابة لرغبات إخوانكم العراقيين ، اللهم هل بلغت … اللهم فآشهد …