_نداء إلى كل مواطن عراقي..إذا كنت حاصل على جنسية أخرى..فعليك دفع الجزية..وإلا ستُرجم وستُجلد وتُعذب ومن ثم تُقتل ؟!
_فقهاء الوطنية السوداء..ينصبون المشانق لمكتسبي الجنسية الأجنبية!
_للراقصين على طبول..العروبة..كفاكم كذبًا ومناورات! كفاكم استعراضًا للعضلات! أصحاب السكاكاين والخناجر المسمومة التي تنهش في جسد أبناء العراق الأصلاء!
_لا آله إلا الله محمد رسول الله..نخشى من المستقبل، وليأتي يوما يصبح فيه كل عراقي حاصل على جنسية أجنبية خارج من الملة..وبحسب فلاسفة العروبة والوطنية والنزاهة والشرف!
عندما يُحتل بلدك ويرحل عنك الوطن.. يتوارى معه الحنان والإحساس بالاطمئنان والشعور بالأمان..ولكن..بعضهم من أدعياء العروبة المزيفة وكوميديا الوطنية، يحاولون عبثا البحث عن دور لهم في هذا الزمن الأغبر.. حتى ولو الجلوس على مصطبة الاحتياط أو كومبارس في أي مشهد هزلي في مسرحية تافهة كما هي مسرحية (الجنسية المكتسبة والعروبة الفارغة). الغريب بل الصدمة في الموضوع بدأنا نسمع بعض التصريحات والشعارات والتي هي في الحقيقة عبارة عن خزعبلات تصدر من شخصيات معينة، ينتقدون فيها كل عراقي حصل على (الجنسية الأمريكية أو الأوروبية)..حيث بات العراقيون أصحاب الجنسية المكتسبة في نظر البعض بلا وطنية ومتهمون بالعمالة وكره الوطن..بل.. أحدهم ذهب أبعد من هذا الطرح..ليربط أصحاب الجنسية الأجنبية بنهر دجلة؟! الله يرحمك جدي..أيام الطفولة عندما كان يمازحني يردد دائما ويصرخ.. لك أبني أنمار..(عرب وين طنبورة وين)! إذن في هذه الحالة وعندما يربط بعض (العباقرة) الجنسية بنهر دجلة، كان واجب على المصريين أن يمنعوا الراحل(أحمد زويل) العالم المصري في الكيمياء والحائز على جائزة نوبل..من حقوقه كمواطن مصري في نهر النيل من الشرب والسباحة وحتى الاستحمام.. لأنه يحمل الجنسية الأمريكية! ولكن الراحل زويل، اليوم مفخرة لمصر أم الدنيا ولكل المصريين..حيث تشاهد وتسمع على وسائل الإعلام المصرية، كيف يتفاخر المصريون بأبن مصر عالميا.
وفي السياق ذاته..العالم الإلماني الأصل(ألبرت آينشتاين) والمشهور ب..أبي النسبية..فهو من وضع النظرية النسبية الخاصة والنظرية النسبية العامة. آينشتاين وكما ذكرنا آنفا ألماني الأصل ومولود في سويسرا وأمريكي الجنسية..إذن..يجب على كل ألماني أن يرجم قبر آينشتاين كل يوم، وأن ينصبوا له المشانق في ساحات برلين تعبيرا عن رفضهم بحصوله على الجنسية الأمريكية!
السؤال..هل إذا حصل العراقي على الجنسية الأمريكية، الأوروبية، أو الجنسية الإيرانية، التركية..أو أية جنسية أخرى حرام؟!
البلادة التي يتمتع بها أصحاب الخطاب العروبي..ممن ينتقدون بل يرفضون الجنسية الأخرى، فهو بالنسبة لهم ليس أكثر من الكلام المثرثر يتسم بالنفاق والتدليس.. مجرد للاستهلاك الفيسبوكي لاأكثر ولاأقل. بدون أدنى شك..لا الجنسية العراقية ولا الأجنبية ولا حتى جنسية السماء تغير من حال الإنسان..لأن التقوى هي الشرف ولاأجمل من الأخلاق زينة للبشر. وفي الجانب الآخر من الحكاية علينا أن نقرأ الأحداث وتداعياتها وأن نُمعن في جوهر الموضوع؟
المواطن العراقي المسكين الذي ترك العراق وهاجر إلى بلاد العم سام، وغيرها من دول المهجر.. أو هُجر إلى دول الجوار وهناك طرقَ أبواب الأمم المتحدة مستجيداً، متوسلاً إليهم لكي يجدوا له دولة ما تستقبله وعائلته، بعد أن ذاق الأمرين في هذه الدول وتحديدا(الدول العربية)..غلاء معيشة، أرتفاع أقساط المدارس..حيث الكثير منهم منعوا أولادهم من الذهاب إلى المدارس بسبب تكلفة الدراسة القاتلة! والبعض من العوائل العراقية قسم أولاده إلى نصفين..جماعة تذهب للدارسة سنة والقسم الآخر يجلس في الشقة..على أن يتم تبادل الأدوار بين الأولاد السنة القادمة! ناهيك عن أيجار الشقق العالي..أما.. الكارثة الكبرى فهي قضية الإقامة وتجديدها كل عام، والدخول في دوامة (طلعت الإقامة لو بعدها في وزارة الداخلية..صدرت الإقامة لو دائرة الأمن لم توافق)؟ وهكذا تستمر مأساة المواطن العراقي! في الحقيقة أنا هنا لست بصدد أنتقاد حكومات الدولة العربية..إذا كانت محافظات كردستان عراقية ولايمكن للمواطن العراقي من المحافظات الجنوبية أو الغربية العيش فيها بدون الحصول على تصريح الإقامة؟!
أخيرا..نبقى عراقيون ونعتز ونفتخر بعراقيتنا..وألف مبروك لكل من حصل على جنسية أخرى، بعد مسلسل المعاناة والغُربة.