18 ديسمبر، 2024 6:27 م

إلى الشباب العراقي الثائر جيل المستقبل

إلى الشباب العراقي الثائر جيل المستقبل

أيها الشباب الواعي انتم لا تحتاجون الى من يدلكم على مكامن الألم الذي انتم تشعرون بمرارته لأنه المكم انتم ولكن النصيحة واجبة. انتم جيل المستقبل القريب والبعيد وعليكم تقع مسؤولية رسم مستقبل أنفسكم

و بلدكم بأيديكم فلا تنتظرون من مرجعيات سياسية او دينية او داخلية او خارجية ان تستغلكم لأغراضها الخاصة ومنافعها. انتم جيل الالفية وما بعد الالفية الذي لا تمنعه حدود من الاطلاع على ما يجري وراء الحدود وكيف تعيش الشعوب وما هي حقوقها. ها هو لبنان بعد أربعين سنة من الحكم المبني على أسس طائفية ومذهبية ثار لأن ذلك النظام لم يوصله الا الى الفساد والتدهور الاقتصادي والبطالة على ان ما يحصل في العراق هو اشد واقسى وافسد رغم ان العراق يمتلك ما لا يملكه لبنان من موارد تكفي ان يعيش اضعاف من شعب العراق بمستوى جيد لولا فساد الطغمة الحاكمة من الأحزاب منذ عام ٢٠٠٣ وتدخل الدول الإقليمية المجاورة والدولية في شؤونه.

انتم أيها الشباب الواعي لستم اقل شأناً من اللبنانيين ولا شابات العراق اقل شأناً من بنات السودان. ان لم تنقذوا بلدكم من مصيبة النظام الطائفي السياسي الفاسد والفاشل الجاثم على صدوركم اليوم فسوف لن يكون لكم مستقبل بعد الان. ان مستقبلكم مرتبط بثورتكم لتغيير النظام وانت لا تستجدون من أحزاب فاسدة بعض الدراهم والمعونات او ان يتم توظيفكم ببطالة مقنعة تؤدي الى انهيار الدولة عاجلاً ام آجلاً او بحزم ترقيعيه لكي يتم بواسطتها التغطية على فساد المفسدين وفشل الفاشلين وعمالة الخونة او بيانات تحقيقية لكي يلجموا بها افواهكم بعد ان قتلوكم وارعبوكم كبيان عادل عبد المهدي الذي ظهر اليوم بمظهر الدكتاتور الركيك وهو الذي يتحمل مسؤولية قتلكم. العراق لا يمكن ان ينهض مع نظام سياسي عجز عن اصلاح ابسط الخدمات لمدة ١٦ سنة وسرق مئات المليارات من الأموال والنفط وهدم البنى الاقتصادية والزراعية والعلمية والصحية والتعليمية مما جعل العراق بلداً فاشلاً حسب التصنيف العالمي بحيث أصبحت بغداد عاصمته تصنف ضمن أسوأ المدن العالمية الى درجة ان دمشق وصنعاء قد تفوقت عليها (انظر الرابط في نهاية المقال). ليس ذلك فقط ولكن ماذا يعني ان يصبح العراق ساحة للحرب بين ايران وامريكا بل وتسيطر عليه ايران بحيث ترتفع فيه صور الخميني والخامنئي وغيرهما من الزعماء السياسيين الإيرانيين بشكل يثير العبودية والاستعلاء والسيطرة والتكبر؟! ونحن نعلم ان الخميني قتل من العراقيين بحيث لم يخلو بيت ولايوجد به شهيد عراقي قتله الخميني وحرسه وبعض الميليشيات العراقية مثل بدر والمجلس الأعلى وحزب الدعوة وغيرها ممن كانوا يقتلون العراقيين مع حرس خميني. كيف يمكن لبلد ان يتقدم وهو يبني اسسه على أسس طائفية ومذهبية وعرقية وليست وطنية؟ وكيف يمكن لدولة ان تنجح وهي تحت سيطرة مجموعات مسلحة خارجة عن سيطرة الدولة وان ولاء العديد منها ليس للعراق بل لدولة مجاورة هي ايران. انتم أيها العراقيون خرجتم من ظلم ودكتاتورية شخص ووقعتم او اوقعتم أنفسكم تحت ظلم وتخويف وقمع ودكتاتورية الأحزاب الحاكمة سواء العربية اوالدينية اوالكردية. هذه الأحزاب كلها فاشلة وجميعها فاسدة ولا تصلح للحكم وسوف لن يتقدم العراق خطوة واحدة للأمام وهي تحكمه. لا نحتاج الى تعديد الأمثلة والجرائم والفشل والفساد الذي احدثته حكومات ما بعد ٢٠٠٣ كلها دون استثناء لان الجرائم ماثلة امامكم واستهانة هذه الأحزاب بكم لا يغطيها غربال ولكن مقتل وجرح عشرات الالاف خلال ٥ أيام من مظاهرات سلمية من قبل قوات يفترض ان يقودها عادل عبد المهدي وهو مصدر اوامرها او نهيها هي خير دليل على ذلك الاستهتار والظلم وعدم المسؤولية والفشل خاصة وهو جاء بخطابه الركيك الذي وصف به نتائج لجنته التحقيقية بالمهنية تلك اللجنة التي ادانته هو بتقريرها غير المهني والترقيعي. وهو اما ان يكون قد فشل في منع القناصين من استهداف المدنيين او سكت عنهم خوفاً وفي كلا الحالتين فهو مدان وفي الحالة الأخيرة شيطان اخرس. يبدو انه كان يغط بنوم عميق خلال الأيام الخمسة التي تم بها قتل الشباب المظلوم في وطنه وكان خير له ان يستقيل قبل ان يقدموه كبش فداء رغم انه هو الذي يجب ان يحاكم ويقال وليس اكباش الفداء الذين قدموهم.

انتم أيها الشباب الثائر مرهون بكم اسقاط النظام المحاصصة الطائفية واستبداله بنظام وطني ليس فيه مكان للأحزاب الدينية الطائفية ولا للعملاء والأجانب وانتم وليس مرجعيات متقوقعة على نفسها لا تدري ماذا يحصل في العالم انتم أصحاب الشأن وليس عبيداً لمعمم هنا وهناك فالدين ليس عمامة ولكنه عمل وقد اثبتت ال ١٦ سنة العجاف كذب وتدليس وشعوذة العديد من العمائم ناهيك عن كونهم سراق. هؤلاء العمائم يريدونكم كما يشاؤون ليقولوا لكم اقعدوا فتقعدون وناموا فتنامون وابكوا فتبكون وتظاهروا فتتظاهرون ورددوا شعار كذا وكذا فترددون واقعدوا في بيوتكم فتقعدون لان ذلك كله استهتاراً بعيشكم وحياتكم وانتم فهمتم ذلك فيما سبق ولامكان له بعد اليوم. هؤلاء هم جزء من هذا النظام الفاسد الذي باركته منذ ٢٠٠٣ بعض المرجعيات الدينية وانتم اكتشفتم ذلك فرددتم (باسم الدين باكونا الحرامية). انتم عرفتم بأن الحسين ثورة وعمل وبناء وصرخة ضد الظلم وليس مشي ولطم وتطبير كما يريد الهائكم بها دعاة السياسة الفاسدة.

الذي ينفعكم أيها الشباب الثائر هو اسقاط النظام الطائفي الحالي واقالة الحكومة الطائفية وحل البرلمان ورئاسة الجمهورية والاتيان بحكومة انقاذ وطني لمدة ستة اشهر يتم خلالها إقامة انتخابات رئاسية ولست برلمانية كما جرى في تونس وتحت اشراف دولي من الأمم المتحدة. وتقديم كل من شارك في حكومات ما بعد الاحتلال للقضاء وفتح ملفات الفساد ابتداءً بالكبار من رؤساء كتل ووزراء ورؤساء واستعادة أموال الشعب منهم. ومن الاستهتار بكم هو ان بعض او جميع هذه الكتل الفاسدة وكبار سراقها صاروا هم الذين ينادون بحقوقكم ويطالبون بالإصلاح وينتقدون الحكومة من أمثال نوري المالكي وعمار الحكيم وحيدر العبادي واياد علاوي ومقتدى الصدر وفالح الفياض وغيرهم وهم انفسهم الذين اوصلوكم لهذا الواقع المزري وهذا الظلم الذي لايسكت عنه. هذا هو عين الاستهتار وهؤلاء جميعهم يجب ان يقدموا للقضاء على ما ارتكبوه من ظلم وجور وسرقات وفشل وفساد وعنصرية وطائفية وعمالة واستهتار بحقوق الشعب. انتم جيل العراق الجديد وهؤلاء امامكم هم الخصوم ومطالبكم يجب ان تكون بانهاء النظام الفاسد ويجب ان يتم تسليم الحكم لجيل الشباب ممن لم ينخرط بعمل سياسي طائفي ولايمت بصلة لهذ الأحزاب الطائفية.

وانتم أيها الشباب الغيور بسواعدكم تبنون وطناً جديدا فلا تنتظرون مرجعية دينية ولا غيرها تتأمر عليكم لان المرجعية يجب ان تكون هي التي تستمع الى أصوات المظلومين وتصطف معهم بكل معنى الكلمة وليس فقط بالشعارات والدعوات التي لاتغني من فقر ولاتسمن من جوع وعليها سحب يدها من الذين قتلوا الشعب وكانوا قد أتوا للحكم بمباركتها. كما وعليها ان تقول الحق ولو على نفسها خاصة فيما يتعلق بتدخل ايران وسيطرتها على الشأن العراقي بشكل يصل الى الاحتلال او حتى أسوأ منه. وان لم تفعل ذلك فانها تؤسس الى شرخ هائل بينها وبين الناس فالمرجعية الدينية يجب ان تكون وطنية قبل ان تكون مذهبية ويجب ان لا تميل الى كفة الظالمين حتى ان كانت هي التي ايدتهم فيما سبق.

انتم أيها الشباب العراقي سوف تجعلون من العراق قلعة للاسود والابطال وسوف تتخذون من الحسين نبراس ومن علي متراس ومن محمد قائداً ومن الدين موحداً لامفرقاً ومن الوطن بيتاً لامكان فيه للفاسدين والفاشلين والمرتشين والعملاء. واولاً واخراً تتوكلون على الله لان الله لايغير ما في قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ولكم النصر باذن الله العلي القدير.
https://mobilityexchange.mercer.com/Insights/quality-of-living-rankings