كم رائع أن يسير الشخص في الشارع في أي بلد في العالم وهو مرفوع الرأس يفتخر بقادته ورؤساءه ومنجزاتهم التي جعلت منه مواطنا من الدرجة الأولى متمتعا بكل حقوقه ومتطلبات الحياة الأخرى.
وكم هو أروع عندما تشعر بان المسؤول في دولتك والذي انتخبته أنت يحقق لك طموحك وترى برنامجه الانتخابي واقعا ملموسا أمام عينيك دون أن يصوّر نفسه بطلا ومغوارا فيما فعل ويفعل.
ولو أردنا أن نستعرض عدد هذه الدول لعجزنا عن إحصاءها، ففي هولندا مثلا حيث أقيم يتعايش مواطنو 175 جنسية بود ووئام واغلبهم فخورين ببلدانهم وقادتهم إلا نحن العراقيون نخجل عندما نقول بأننا عراقيين نتيجة للمهازل والمخازي التي تسطر سيرة قادتنا اليوم … كل يوم نرى مسؤولا جديدا غارقا في وحل الفساد من أكبرهم إلى أصغرهم !!! وربما يكون الأمر طبيعيا لو إن هذا المسؤول نال عقابه وجزاءه جراء أفعاله المشينة بحق بلدة ومواطنيه بل على العكس نراه يزداد قوة وصلابة في مركزه ووظيفته وكان السارق في عراق اليوم هو القوي والمتسلط والمتمكن.
المضحك في الأمر إن بعض السادة من حكام العراق اليوم كانوا يعيشون هنا في هولندا بأوضاع اقل ما يقال عنها بأنها أوضاع ضعيفة ماديا واجتماعيا وكلهم دون استثناء كانوا يعتاشون على رواتب الرعاية الاجتماعية التي تصرفها الحكومة الهولندية لهم ولعوائلهم … نراهم اليوم وقد أصبحوا مليونيرات لا يتكلمون بآلاف الدولارات بل بملايينها !! وعندما تسأله يقول لك دون خجل أو استحياء بأنه كان تاجرا عندما كان يعيش في المنفى!!! كما الحال لأحد قادتنا الأمنيين الذي كانت بسطيات الفواكة والخضر مرافقا دائما له وعندما تقلد منصبه في العراق وأثرى منه بدا يتحدث بأنه كان يعمل بتجارة الذهب والألماس عندما كان في بلاد المنفى في أوربا !!! ولا نعرف كيف تحول بائع الخضرة إلى تاجر للذهب والألماس؟؟
وكذلك هو حال محافظ بغداد الحالي صلاح عبد الرزاق الذي كان يعيش في مدينة وسط هولندا ومنذ أن وطأت قدماه الأراضي المنخفضة لغاية عودته إلى العراق كان يعتاش على رواتب الرعاية الاجتماعية واليوم تراه يسير بموكب مؤلف من خمسين سيارة ويرافقه في سفراته خمس طهاة لأعداد الطعام له!!!! غير ملايينه التي تعمدت في البنوك كلها من منصبه الذي استلمه في العراق بعد الاحتلال.
دلوني على مسؤول عراقي نزيه وشريف لم يكتب في كنيته بأنه فاسد أو سارق أو مختلس أو قاتل أو ممول لأعمال إرهابية وبالأخص السادة المسؤولين الذين كانوا متسكعين في بلاد المنافي على اختلافها قبل أن يمهرهم بسطال السيد بيرمر ليكونوا مسؤولين في عراق الديمقراطية اليوم؟؟؟ رئيس الحكومة وابنه البار متورطون بملفات فساد لا يعلم بأقيامها إلا الله والراسخون في هذه الملفات … رؤوساء كتل سياسية ودينية متورطون بملفات قتل وفساد وسرقة بمليارات الدولارات وكذلك حال البرلمانيين والوزراء وغيرهم من المسؤولين في بلاد لامكان فيها للشريف والنزيه والمخلص.
متى يمكننا السير في شوارع العالم ونحن مرفوعي الرأس لنقول لكل العالم انظروا إلى بلادنا وقادتنا فهم قدوة وفخرا لنا كما يفعلها الإماراتي والقطري وغيره من باقي بلدان العالم؟؟؟ أم إن هذا اليوم لم ولن يأتي مادمنا عراقيين؟؟ أخزيتمونا أخزاكم الله.