23 ديسمبر، 2024 2:38 م

إلى الدكتورة حنان الفتلاوي.

إلى الدكتورة حنان الفتلاوي.

معروف أن المجتمع العراقي، مجتمع إسلامي عشائري، ويسميه المتحضرين الجدد مجتمع ذكوري، وجنابك في صلب هذا الواقع جغرافيا وعشائريا، وتحسبين على الإسلاميات، مظهرك المحتشم يدل على هذا الانتماء.

هكذا بيئة كما معروف، يكون للمرأة تعامل وتقييم خاص، بعض المتشددين يصل به التعصب لوصفها بأنها عورة، وله مبررات قد يتقبلها البعض، والأكثر انفتاح وتحضر، يطالب لها بالحقوق التي نص عليها الدين الإسلامي، ويعتبر الحديث عن المساواة، خروج عن ربقة الإسلام، وأيضا بمبررات واقعية، تقنع من يبحث عن الحقيقة لا الجدال.

هنا نقف لنقيم موقعك أيها الدكتورة، كإسلاميه ومن بيئة عشائرية جغرافيا، كما اتفقنا، يضاف لذلك ميزة أخرى، انك طبيبة، والطبيب فيه ميزات وصفات، ربما تختلف نسبيا عن المجتمع بصورة عامة، حيث يغلب عليه طابع الكياسة، وحسن تقدير الأمور.

ذهبنا إلى مسيرتك، منذ أن تركتي الطب، إلى العمل السياسي، ماذا بقى من حنان الفتلاوي، كانتماء عشائري وجغرافي وفكري وأكاديمي، فال فتله من العشائر العريقة الأصيلة، التي حافظت وتحافظ على الأعراف، والقيم العشائرية وتعتز بها، والحلة مدينة العلماء والفقهاء، مدينة إسلامية منذ القدم، وأنجبت فطاحل العلماء، وأهلها حريصون كل الحرص، على الحفاظ على هذه الصفة، التي هي محل تفاخر للأجيال، من أهل الحلة ومن كل أهل العراق.

أين أنتي من كلا الانتماءين، هل زيارتك لخميس الخنجر، وحديثك عن اللقاء، بأسلوب المرتاح والمنشرح، الذي أعطى للشيطان أن يذهب مذاهب شتى، بسبب طريقتك في وصف اللقاء والشخص.

تهجمك على المرجعية العليا، بطريقة لم نسمعها من أعداء المرجعية، ومن لا يتبعوها تناسب انتمائك الإسلامي.

هجومك على السيد العلاق وحزب الدعوة، بألفاظ بذيئة، وصلت إلى عبارات لا يكتبها أو يلفظها الرجال فيما بينهم.

دفاعك عن البعثيين، وتهجمك على الجمهورية الإسلامية، يناسب حجابك المحتشم.

أيها الدكتورة، أنتي مطالبة بالإجابة عن أسئلتنا، لأننا نعتز بالحلة، ونحترم آل فتله، ونقاتل على الإسلاميات من أخواتنا وبناتنا، نريد إجابات عن سكوتك عن الفساد طيلة ثمان سنوات، ونطالب بردود عن دفاعك عن الفشل، الذي أدى إلى أن يخسر العراق ثلثي أرضه، والآلاف من أبنائه البررة، وخسارة أموال الفقراء والمحرومين، لتصبح خزينته المليارية خاوية، نريد تبرير لاعتراضك على اتفاق الحكومة الاتحادية مع إقليم كردستان، وسكوتك عن تسليم شخص واحد، مبلغ تريليون دينار تحت عنوان إعانة المهجرين، بأي بلد في العالم يحصل هذا.؟ لكن الغرض شراء ذمة هذا الشخص، ليدعم ولاية ثالثة من الفشل.

لنا الحق أن تعللي لنا، مواقفك المنحازة للفشل، وأنتي الطبيبة الذي لها القدرة، على التروي وانتظار التحاليل والأشعة، قبل كتابة الوصفة وتوجيه المريض، نعرف الحقيقة، لكن نتغافل احتراما لانتماءاتك، ونمني النفس أن تعودي لتلك الانتماءات، قولا وفعلا، أو تتخلي عنها، فقد تجاوزتي كل خطوطها الحمراء…