23 ديسمبر، 2024 7:58 ص

إلى الأمام سرّ… داعش وصلت

إلى الأمام سرّ… داعش وصلت

الديمقراطية العراقية ماتزال عرجاء مراهقة لاتجيد الغزل ولامداعبة المشاعر ولاتوزع عشقها بعدالةٍ، تهجر إلى الابد، عيوب الدستور كثيرة،الفساد يغزو المؤسسات الحكومية ، المشاريع متوقفة، قرارات خاطئة وقفتا لعقود طويلة ، المصالحة السياسية لم تبتعد عن ولائم واحضان بين بعض المتشيخين الجُدد ، الامن لم يستقر ، التطرف الديني المقيت ينتشر،القادة لم يفهموا بعد أنهم أصبحوا قادة،الحدود مفتوحة ، لم نصدر الكهرباء ؟،   الخدمات معطلة ومُعطلة،الفوضى تسود في بناء الدولة الديمقراطية المنشودة كل ذلك صحيح، فلو اردنا ان نكتب كل الاخطاء والانتقادات والملاحظات لما توقفنا الا ونحن نكتب كتابا من  عشر اجزاء، العجلة نحوو الامام بطيئة في هذا البلد مثل مشي السلحفاة لكن مالعمل ؟
السؤال المطاطي، يحجب الهدف المُعلن ويولد خلفه اسئلة مطاطية آخرى لاتقل أهمية عنه  منها:  ، هل نسكر سكرة الأحباط ونتوقف لتاتي داعش تحكما بخليفتها المخفي الذي لايعرف له مقر ولامستقر وصاحب الطلة الوحيدة؟، هل ننسى كل تلك الدماء الزكية التي سقطت جراء عمليات داعش الارهابية ؟، لنقول لانستطيع ان نكمل الطريق، هل يعقل أن حكماء العملية السياسية وصلوا إلى طريق عقيم للحوار فيما بينهم؟، هل ينبغي أن يستمر كل هذا الغل والحقد وداعش ترفع شعار: قادمون يابغداد؟، هل ينام  السياسيون ملء جفونهم والموصل والفلوجة اسيرة مبتلية عند اوغاد العصر؟
الواقع يقول أنه، ليس هناك خيارٌ عند الكتل السياسية  سوى حفظ ماء الوجه و الاستمرار في بناء الدولة والتخلص من مشي السلحفاة واستكمال الطريق حتى النهاية، النهاية المطلوبة بناء دولة ديمقراطية يتساوى فيها العراقيون جميعاً بالحقوق والواجبات والحاكمون مقيدون بدستور (العدل اساس الملك ) تلك الدولة لن تاتي بالنوم الرغيد والاجتماعات الحمراء المليئة بالقبل والاحضان الكاذبة وخناجر الغدر والمال السياسي الخارجي ، بل عبر التخلص من عيوب التأسيس ومراجعة دقيقة لاخطاء الماضي القريب ،  قبل كل ذلك عليهم أن يضعوا (أما – أو) ، أما ان يؤمنوا بالعراق الجديد الخالي من داعش وعصابات التطرف، فيدخلوا تحت كساء البُناة الجدد الذين يقدمون مصلحة البلاد والعباد على مصالحهم الخاصة والامتيازات اللعينة التي يحصلوا عليها بلا قيود أو أن يؤمنوا بالحكم الداعشي فيذهبوا  معهم غير مأسوف عليهم ولاهم يحزنون ، في هذه المرحلة الحساسة من تأريخ  العراقي السياسي والامني ليس هناك مجال للمجاملة واللعب على جناحين (في النهار مع الدولة وفي الليل يرتمون بحضن داعش)،لايحتاج اليوم أن نُذكر اننا في موقع عنق الزجاجة.
يبدو أن الدرس القائل “السياسية فن التحاور” اصبح بالياً و قديماً  لاحيزا له في اجندات قادة الكتل الذين يديرون القرار السياسي ، بعد أن رفعوا مبدأ تطليق الحوار سلوكاً ومنهحاً منذ وقت بعيد حتى راحوا يفرغون خلافاتهم عبر شاشات الفضائيات والمواقع الالكترونية ، لن يتمكن العراقيون من هزيمة داعش مادام جبهتم السياسية منخورة والحضن السياسي لداعش يعيش شهر العسل ،المنطق يفرض أنه ليس امام قادة الكتل السياسية طريقا سوى الحوار الجاد البعيد  عن البروتكولية والمصالحة السياسية الحقيقية المنسجمة مع القضاء العراقي ..فداعش يقترب حكمها إلينا عبر خلافاتكم تذكروا أن الوقت كالسيف أن لم تقطعوه قطعته داعش علينا وعليك ..مالكم كيف تحكمون ؟