8 أبريل، 2024 2:58 م
Search
Close this search box.

إلى أي مدى يستمر الشعب العراقي صامتا” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

تزدحم الآراء والتحليلات والصور ، التي تنقل عن واقع العراق وتشظيه ، وتضع سيناريوهات عديدة لمستقبله ، بضوء معطيات الواقع . المؤثرين الداخلي والخارجي ، هما العاملان الأبرز في رسم ملامح الصور المأساوية التي يتعرض لها ، لاسيما التصاعد الأخير ، وعلى خلفيات طائفية .

المؤثر الداخلي ، ومحركاته السياسية ينطلق بصبغة طائفية ، بعد كل هدوء نسبي، ليؤجج الصراع والاحتراب الداخلي .انعكاس هذا الصراع يبدو واضحا”وجليا” ،في المناطق المختلطة ، إذ تمثل في أعمال العنف الأخيرة ، وشملت تفجيرات المساجد في بابل ، وديالى ، فضلا” عن استهداف المدنيين العزل في مقاهي ديالى ، وأسواق بغداد الجديدة .

القوى السياسية العراقية ذات الهوية الدينية /الطائفية ، ومن كلا المذهبين ، تبحث عن فضائها السياسي داخل الوسط الذي تعتقد أنها تمثله، ولأجل ذلك فهي تعمل بدراية ، اوغير دراية لاستثمار هذا الصراع والاحتراب ، بغية تحقيق مكاسب سياسية وضمن هذا الفضاء الضيق ، لاسيما وإنها مقبلة على انتخابات مجالس المحافظات هذا العام ، ومجلس النواب بعد اقل من عامين

المحرك الداخلي للعمل السياسي في العراق ، يستند دائما” على المحرك الخارجي، الإقليمي والدولي ، وبالتالي فأن المؤثر الأبرز في العنف المتأجج داخل ، هو المحرك الخارجي ، وليس العكس . الأزمة الأخيرة بين المملكة العربية السعودية ، وجمهورية إيران الإسلامية ، وعلى خلفية إعدام المعارض السعودي ، نمر باقر النمر، وردود الأفعال الإيرانية المنفلتة والغير منضبطة ، تجاه السفارة والقنصلية السعوديتان ، في طهران ومشهد ، أفضى إلى تعقيد الموقف بينهما ، وقطع العلاقات الدبلوماسية .هذه الأزمة الخارجية ، وجدت لها صدى داخل العراق ، وتبني الموقف الإيراني ، دون النظر إلى مصالح العراق، وبالتالي تأزم الوضع الداخلي طائفيا”، واشتعل المحرك الداخلي طائفيا” ، ومن نفس القوى السياسية ذات الهوية الدينية/ الطائفية ، وعندها لم تسلم الحكومة من هذه الأزمة ، وذهبت لتعطي انطباع يبتعد عن الحياد ومراعاة مصالح العراق العليا، وفشلت في إدارة آثار هذه الأزمة ، وكلفها ذلك خسارة وزير الخارجية ، الدكتور الجعفري جولته المكوكية في المنطقة لإجراء مصالحة بين السعودية وإيران .

أن الفتنة التي تشتعل نيرانها بين فترة وأخرى داخل العراق ، أصبحت واضحة لكل مراقب ، بل ربما لكل مواطن واعي ، بمحركاتها الداخلية والخارجية ، وهي تستنزف دماء وأموال العراقيين دون تمييز ، ودون مبرر حقيقي ، باستثناء الحرب التي تخوضها قواتنا المسلحة الباسلة ، والمتطوعون العراقيون ، ضد داعش ، وهذه الأخيرة يتفق عليها العراقيين ، من خلال وحشيتها وتطرفها وإجرامها ، وهي بالتالي تجد متنفس داخل فضاء الفتنة الطائفية ، وتكسب مناصرين جدد، مع كل أزمة يمر بها العراق وعلى خلفية طائفية ، وهذا لايصب في مصلحة القضاء عليها والخلاص منها .

التظاهرات التي استمر للأشهر الستة الماضية ، خففت غلواء التطرف الطائفي ، وحجمته ضمن مديات ضيقة لم تتجاوز تصريحات السياسيين ، ووسائل الإعلام التابعة لهم . وبالتالي فأن الفضاء الوطني الجامع للشعب العراقي ، وعلى أساس الإصلاح ومحاربة الفساد ، وبناء العراق الجديد بمؤسساته الديمقراطية ، وضمن تيار مدني وطني ، أزعج المتصيدين في مستنقع الطائفية النتن ، وحجمهم كما ذكرت ، وبالتالي فأن مستقبلهم السياسي مهدد ، وحضورهم الحالي أيضا”محل اتهام ومساءلة الشعب عن جميع الأفعال السلبية التي تعرض لها العراق .

الصراع الذي يتعرض له العراق بين الساعين لبناء الدولة المدنية ، دولة المواطنة ، وميدانهم ساحات التظاهر ، وصفحات التواصل الاجتماعي ، وبعض القوى السياسية ذات اللبوس الوطني المهشمة ، تدعمهم بذلك قناة البغدادية الفضائية ، مع الأحزاب والقوى السياسية ذات الصبغة الطائفية ، ومن كلا المذهبين ، والتي تبحث عن حضورها وسط الأزمات المتتالية على العراق ، الأمنية ، والمالية ، وغيرها من الأزمات ، التي تشكل رافعة لها، بسبب امتلاكها للمال السحت والسلاح ، ووسائل الإعلام .

وهنا فأن إجابة السؤال التالي ، ربما تفضي لتحقيق السيناريو الأقرب :

إلى أي مدى يستمر الشعب العراقي صامتا”على مايجري ضده ، دون أن ينخرط في ساحات التظاهر والاعتصام ، لتغيير حاضره ومستقبله …..؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب