27 ديسمبر، 2024 9:52 م

 إلى أين يريد ترامب بأمريكا والعالم   ؟

 إلى أين يريد ترامب بأمريكا والعالم   ؟

يظهر إن  الرئيس ترامب و من على شاكلته في  الولايات المتحدة الأمريكية يرفضون  استيعاب  فكرة إن العالم تغير ولم تعد أمريكا صاحبة العصا الغليظة التي    تهدد العالم  وترهبه بها   و القوه الوحيدة فيه   عسكريا  واقتصاديا  .،، وهي اليوم   غير مستقره بسبب أوضاعها  السياسية الداخلية المضطربة  بسبب إدارة ترامب الغير مرغوب بها في الداخل الأمريكي والعالم    وترامب محاصر من الكونكرس  الذي يضع       العراقيل إمام إدارته وتشهد على ذالك  العقوبات التي أصدرها   على روسيا  واقرها ووقع عليها ترامب مجبر وعلى مضض   رغم معرفته إن العقوبات  على روسيا جاءت  بالضد منه    أضف لذالك   صراع ترامب المكشوف مع الخارجية الأمريكية    والبنتاكون  أما  الساسة الأمريكان أصحاب القرار والعمق السياسي الاستراتجي في واشنطن  ينظرون لسياسة الرئيس ترامب  وتعامله مع العالم بشكل عام  وأوربا بشكل خاص سوف تدخل   الولايات المتحدة الأمريكية وتنقلها   إلى مرحلة فوضى سياسة  ،  والكل يعرف كيف وقفت هلري كلنتن  ودعمها الرئيس السابق  اوباما من منع وصول ترامب  للبيت الأبيض  و الحقائق تثبت إن ترامب ضعيف أمام أعدائه السياسيين  وهو الرجل الذي يصفه الأمريكان والأوربيين    بغريب الأطوار   لا يمتلك إستراتجيات وأراء ثابتة اتجاه السياسة الخارجية  الأمريكية  وتوجه له الانتقادات  لاعتماده   على  التقارير  الشفوية التي تنقل إليه من إدارته   و يبني عليها في قراراته وتعامله مع الخارج ،  و اليوم يعاني من مواجهة الإعلام الأمريكي والأوربي الذي يقف  بالضد منه   لتعامله مع هذا الإعلام بحده وتعالي   وللإعلام الدور الأساسي والمهم في تأليب الأوضاع على الرئيس ترامب  والاصطفاف مع المعارضة   التي  يحاول ترامب إقناعها والتقرب إليها بالمال الذي ابتزه  من الخليج  والسعودية على وجه الخصوص

أضف لذالك الملفات التي تفتحها المحاكم الأمريكية ضده  وهذه مشاكل كبيره بالنسب لرئيس اكبر دوله في العالم   عليه أن يعمل بهدوء وحكمه ورويه بدون مشاكل وإرهاصات وتقاطعات مع صقور أمريكا  ما جعلته   يختلف برأيه مع الموقف الأمريكي الرسمي اتجاه قضايا العالم   في مقدمتها العلاقات  والتعاون  الأمريكي الأوربي الروسي الصيني والموقف من  الصراع الفلسطيني الإسرائيلي  وهي إشكالات    تتضح من سياسة  الرئيس الأمريكي في خلطه للأوراق من اجل  الابتزاز وتحقيق المصالح  بعيدا عن  العقلانية السياسية    في  التعامل مع   الأوربيين   هذا التعامل الذي لم يجيده ويحسنه ترامب معهم   بعد أن  انعكس  بشكل سلبي  على الولايات المتحدة الأمريكية    حيث بانت بوادر الخلافات بين واشنطن وأوربا في  إعلان اترامب انسحابه من اتفاقية المناخ التي تلزم الدول الصناعية بالحد من تلوث الغلاف الجوي  بالغازات   وكذالك الاتفاق النووي الإيراني    وحديث  ترامب مع القاده الاوربين  بعنجهية عاليه   يطالبهم  الدفع  مقابل تحمل الولايات المتحدة أكثر واكبر أعباء حمايتهم  من خلال حلف الناتو كما يدعي ،؟  وتمسكه   بفرض  الحماية الكمركيه على الواردات    وهو   غير مكترث وضربا بعرض الحائط اتفاقية ألتجاره  الحرة عبر الأطلسي  والاتفاقيات الدولية للتجارة الحرة بشكل عام        وهذا  يعني إقدام ترامب على هدم مبنى العولمة على  رؤوس  الجميع  و  كل هذه الخلافات والأزمات مع أوربا سبقتها الخلافات مع الصين   التي اعتبرها الرئيس اترامب  ابرز التحديات بوجه الولايات المتحدة الأمريكية  وعلى هذا الأساس جاء إعلانه سوف  يعمل على الحد من تدفق السلع الصينية  إلى أمريكا  ليشجع الاستثمارات  المحلية الأمريكية   والحقيقة أن كل هذه الممارسات والتوجهات الترامبيه  تواجهها الرأس ماليه الأمريكية كونها تضر بمصالحها   ولن  تسمح لترامب  المساس بها  و هو  يحاول عزل أمريكا عن جاراتها  ببناء الأسوار  ومثال على ذالك عزمه  بناء السور العازل  بين أمريكا   والمكسيك بحجة الحد من الهجرة  إلى  أمريكا    و في نفس الوقت  يعمل على  وضع  الأسوار والحواجز الكمر كيه بين أمريكا وكندا ألجاره الشمالية     والواضح   إن  ترامب الرئيس القادم من خارج النخب السياسية  الأمريكية  وبخطاباته الشعبوية العنصرية المليئة بالوعود ينطلق من معتقد    ما زالت أمريكا بمقدورها جمع  الأوربيين والصين وروسيا  بعصا واشنطن  الغليظة التي بمقدورها إجبارهم   على الانصياع  وتقديم الولاء والطاعة وألان   بعد كل هذه ألمقدمه لنطلع  ونتابع  ما حدث  وما هي ردود أفعال الأوربيين والصين    اتجاه   مواقف الرئيس الأمريكي   ترامب    و ما جاء  في تعليقات    المستشارة الألمانية  إنجيلا ماركل   وردها بقوه  على مواقف وقرارات وتصريحات  الرئيس ترامب    بقولها  لدينا هنا 6  ضد واحد  ملمحه  بمقدور أوربا عزل أمريكا   والمضي بتصميم  وثقه عاليه بقدرات أوربا وقادتها   في الاتفاق النووي مع إيران بدون أمريكا    بعد أن جاء رد إنجيلا ماركل   صادما  عندما  علقت    على مطالبة ترامب أوربا بالدفع مقابل حمايتها   ،، وهي تقول  أفضل أن ترفع ألمانيا ميزانيتها العسكرية معتمدتا على قوتها الخاصة  وعلى  أوربا    بدلا من الدفع لأمريكا مقابل الحماية  يعني خرجت ماركل  لتعلن وتقول على أوربا عدم الاعتماد   الكلي على  الولايات المتحدة الأمريكية  وان يتحمل الاتحاد الأوربي مسؤولياته  اتجاه  السياسة الأمريكية الجديدة التي ينتهجها    ترامب اتجاه أوربا   لقد جاءت تصريحات المستشارة الألمانية ماركل واضحة ،، وهي تعلن و تقول    لأوربا أصدقاء  وشركاء جدد  عليها  تطوير علاقاتها  معهم  في الجوانب الاقتصادية    وهي تقصد بذالك  الصين وروسيا  والهند  ملمحة بعدم  قبول التجاوزات و التلاعب  بالاتفاقيات التي احتاجت الكثير من الزمن والحوارات  والجهد لبنائها   وتحقيقها وتنفيذها  بهذه التصريحات والتعليقات والردود   أرادت   ماركل   تأشير الملامح والنهج الجديد للاتحاد الأوربي

بدون أمريكا وبريطانيه  والاستعداد لقيادة أوربا بعيدا عن المسار الأمريكي الجديد الذي  ينتهجه  الرئيس ترامب  إن كل هذه التلميحات والتصريحات التي جاءت بها المستشارة الألمانية  إنجيلا ماركل   أرادت  القول من خلالها   لم يعد بمقدور  أمريكا قيادة   أوربا   بهذه الأفكار والمواقف  التي يتخذها ترامب اتجاهها ،  وكل ما تحدثت وصرحت به المستشارة الألمانية جاء محط إعجاب وتأيد القادة الأوربيين وعلى الخصوص الرئيس الفرنسي مانؤيل ماكرون المتضامن  معها  بقوه  ،، واما الصين ردت بوضوح      على تصريحات وقرارات اترامب   وتجسد ردها  عمليا وبدون كثرت كلام      بشق و تفعيل  طريق الحرير الجديد الذي  يربط المدن الصينية  الصناعية    بكل روسيا  ووسط أسيا  وتركيا وأوربا   على الرغم  من  قلق  الصين   اتجاه  تصريحات الرئيس  ترامب  التي  وصف بها الصين بالعدائية      لكن الصين تؤمن  وتعتقد رغم كل تصريحات ترامب  ليس بمقدور الولايات المتحدة الأمريكية الانعزال  عن واقع العولمة  وطوفانه   الذي يجتاح العالم    كذالك لدى الصين  موقف وتحفظات على العقوبات الثانوية التي تفرضها  أمريكا على الشركات الصينية  والإفراد الذين تثبت تعاملاتهم مع كوريا الديمقراطية بالإضافة إلى تخفضها و موقفها  الذي يعبر عن عدم الرضا   للنهج الأمريكي باتجاه التعامل مع كوريا الديمقراطية  وتعارض بشده  نشر نظام الردع  الصاروخي للمنطقة عالية الارتفاع   ( ثاد)  في كوريا الجنوبية  لتأثيرها  على الأمن الصيني وما يقال عن الرئيس ترامب انه يريد التعامل  مع العالم  بالتهديد والعنجهية العسكرية  والعالم اليوم بأمس الحاجة الى سياسة الحوار في حل أزماته   وليس عن طريق   روحية الابتزاز  وأساليب الشقاوات  و يجب  أن يدفع الجميع لأمريكا مقابل حمايتها كما فعل مع الخليج والسعودية   و ترامب يتناسى إن  الولايات المتحدة نفسها  فشلت في تحقيق الانتصارات  في حروبها  في العراق وسوريا وأفغانستان  وهي تتخوف وتخشى القتال على الأرض  و  النزول الى  الميدان خوفا على أرواح جنودها     بعد خسائرها ألمعروفه في العراق والواقع   ترامب بعد فوزه  وانتقاله الى البيت الأبيض واجه معارضه شديدة  وقويه لأفكاره وتصريحاته  اول المعارضين  المؤسسة العسكرية التي   جعلته يتراجع عن الكثير من قراراته منها   تقليل الموازنة العسكرية واضطرته الذهاب    الى  زيادة موازنة البنتاغون  وبدء  يعمل عكس تصريحاته  بالنئي عن التدخلات  الغير مبرره في شؤون الدول  بل ما نلاحظه   زاد من تدخلاته  في كوريا وسوريا والعراق  وشرق أوربا  وباشرت أمريكا بإجراء تجاربها البالستية   على صواريخ مضادة للصواريخ   البالستيه  مؤكدتا المضي في سباق التسلح  والتلويح بخيار القوه في وجه إيران  وروسيا والصين  وكوريا الديمقراطية  وترامب يواجه ألعزله في الداخل الأمريكي     نهايك عن  دور الإعلام  الذي يندد وبشده  بسياسة الرئيس ترامب    الذي  يواجه المحاكم وملفات  وتهم التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة  الأمريكية  كل هذه عوامل ضغط تأتي  انعكاساتها سلبيه  على السياسة الداخلية والخارجية الأمريكية    و على الطرف الأخر يواجه ترامب  تحديات كوريا الديمقراطية    ومبادلة رئيسها تهديدات ترامب بالتهديدات  ورغم كل هذه الظروف التي يواجهها الرئيس الأمريكي ما زال يعمل على  ابتزاز العرب ومصادرة إرادتهم وثرواتهم  و بشكل علني  لا توافق عليه أوربا  كونها  تريد حصتها من هذه الثروات ،  وهذه السياسة التي  يمارسها ترامب تدلل على إن هذا الرئيس  ليس لديه أجنده واضحة وخارطة طريق  بعد أن ظهرت عليه ملامح ابتزاز العالم    بالشكل الذي جعل أمريكا تفقد مصداقيتها  في  عهده  وهذا يعني أن هناك تخبط واضح  في السياسة الأمريكية   التي  تعطي صوره واضحة على   أن واشنطن  تريد السيطرة على سيادة الدول   والمشكلة مع كوريا من هذا الباب ،.   وأمريكا لا تقبل أن يقول لها احد لا  وترامب تنقصه  ألحكمه والخبرة والتجربة  وتصريحاته وسلوكياته متناقضة  أفقدت أمريكا هيبتها  بتبادل المواقف و السجلات والتهديدات مع كوريا الديمقراطية  والملاحظ على أمريكا أنها كلما  تتلقى ضربه في مكان تتحول إلى مكان أخر تبحث فيه عن رد اعتبارها  وهي لا تريد لأحد  امتلاك   ناصية العلم والمعرفة

واليوم  تهرب من مواجهة كوريا الديمقراطية إلى فنزولا  وبهذا السلوك  الأمريكي الغير معهود  تخلق فوضى عارمة في العلاقات الدولية والتي  بدتها مع أوربا والصين  والعقوبات على روسيا والمواجهة الحاده مع كوري   وصولا لتهديد فنزولا بالتدخل العسكري  والاشتباك الدولي ،؟ و الأمريكان منقسمين  في الداخل اتجاه سياسات اترامب  وبشكل خاص اتجاه كوريا وفنزويلا   بعد أن صرح رئيس كوريا ألجنوبيه  قائلا   لا    نريد  انطلاق  عمليات  ضد كوريا الديمقراطية من أراضينا ونحن  نبحث  عن حوار معها    لا الحرب  و لا انطلاق عسكري لضرب كوريا الديمقراطية  من   أراضي   كوريا الجنوبية  بدون موافقة شعبها وحكومتها هذا هو تصريح الرئيس الكوري الجنوبي    والحقيقة ما زالت كوريا الجنوبية  مستعمره أمريكية  والقوات الأمريكية تسيطر على قواتها    وهكذا تصريحات ومواقف من قبل حلفاء واشنطن نفسها تعني رفض   الغطرسة والهيمنة الأمريكية واستبدالها بالحوار والتفاهم في حل النزاعات والخلافات ،  وأمريكا    تواجهها قوى صاعده    في مقدمتها الصين وروسيا أضف لذالك موقف الاتحاد الأوربي المتغير اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية ،  وأمريكا تهدد الدول بالحرب والنار  والدمار والويلات  وان تهديدات أمريكا بشن الحرب على كوريا الديمقراطية   يرفضها حلفاء أمريكا نفسها   مثل اليابان  وكوريا الجنوبية  ولا تريد الحرب ،؟

والواقع  منذ فتره وأمريكا تعمل على إخضاع الدول الأسيوية  لسيطرتها  وهذا يتضح من تصريحات ترامب وتوصيف الصين بالعدو  وتواصل العقوبات على روسيا  وتهديدات لكوريا الديمقراطية والقول  إذا تورطت  واشنطن هذه المرة في حرب مع كوريا وفنزويلا  كما تورطت في العراق  واستنزف اقتصادها ،، وما ابتزاز ترامب  للسعودية  بمليارات الدولارات الا لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي  الذي أنهكته التدخلات والحروب التي تشن على الدول تحت  شعارات  الديمقراطية وحقوق الإنسان  وفي ظروف فيها  الوضع  الأمريكي غير مرتاح من الناحية السياسية  والاقتصادية   على الرغم من أن أمريكا تشعل نيران الحروب لبيع  وتصريف أسلحتها  ولم نشهد  يوما إن أمريكا  اطف  نيران الحروب  بل هي من يقوم   بإشعالها   في  العالم