سؤال …. نتوجه به لكافة أبناء العراق بدون استثناء … و خاصةً من لديه حس و طني و غيرة على أرضه و عرضه … من الفقير البائس الذي يبحث في القمامة ليسد رمق أطفاله … إلى الغني الذي أتخمته أموال الحرام … إلى الأمي اللاهث وراء السراب … إلى المثقف العراقي الواعي , إلى العامل الذي يبحث عن عمل شريف يحفظ كرامته و كرامة عائلته … , إلى الفلاح الذي يبحث عن ماء ليسقي زرعه و ضرعه كي يعيش بعز و كرامة …. إلى الأستاذ الجامعي الذي أصبح يخاف على حياته من الكاتم ؟ و إلى الخريج الذي يبحث عن وظيفة في بلد وصلت نسبة البطالة فيه أرقام خيالية , إلى الطبيب الذي يضع حراسة على بيته و على عيادته خوفاً من التصفية لأنه يمارس أشرف و أنبل مهنة إنسانية عرفتها البشرية ألا وهي إنقاذ حياة الناس كل الناس , إلى شيخ العشيرة الذي يمثل الرئيس و القائد و الحاكم العادل في حل مشاكل و فض النزاعات و الخلافات بين أبناء عشيرته و العشائر الأخرى و الدفع بالتي هي أحسن من أجل إطفاء نار الفتن و التقاتل , إلى علماء و خطباء و مراجع الدين الذين درسوا في الحوزة العلمية في النجف أو قم أو الأزهر الشريف و ختموا كتاب الله لينشروا المحبة و الألفة و العدل و مخافة الخالق وحده و قول كلمة الحق عند سلطان جائر الذي يعتبر من أعلى درجات الجهاد عند الله و التصدي للظالم و السارق و القاتل , إلى القضاة و الحكام الذين درسوا القانون و الأحكام الشرعية و الوضعية ليحكموا بكتاب الله من أجل إحقاق الحق و رد الظلم عن المظلوم من أجل سيادة العدل و القانون في بلد يعتبر أول من سن القوانين و الشرائع على وجه الأرض ألا وهي شريعة حمورابي التي يفتخر فيه العالم و يحترمها إلا …. نحن العراقيين ؟.
بضميركم بربكم …ماذا ننتظر بعد كل هذه المهازل و هذه الكوارث التي حلت بأرضنا و مدننا و عاصمتنا و قرانا و أريافنا و وحدتنا الوطنية التي هي فوق كل الاعتبارات … من تغيب للعقول و مصادرة للحريات و قتل و تهجير و إقصاء و تهم على الهوية و المذهب و الديانة و الاسم و اللون و الهواية و تطبيق الشعائر الدينية و المذهبية و المهنة و الهواية و المناطقية و اللهجة و المخبر السري و الوشاية و النفاق و تلفيق التهم و غيرها من الأمور التي يأخذ بسببها المرء ليزج في غياهب السجون أو يصبح أثراً بعد عين , عندما نقرأ و نشاهد يومياً عن ما يجري في هذا البلد المنكوب حيث و صل عدد العراقيين المفقودين و المخطوفين في دولة اللاقانون و دولة فرعون الجديد أرقاماً تفوق مجموع المفقودين في العالم أجمع حسب إحصائيات الأمم المتحدة .
كم عقد و كم عام و شهر ننتظر بعد …؟ كي نرى بصيص النور في نهاية النفق العراقي ؟ , و كم مليون روح تزهق بعد كي تتحقق العدالة , و كم ترليون دولار أو دينار تبذخ كي يتحقق البناء و الإعمار و تعاد الخدمات و الجيش و الشرطة و الأمن و الأمان …. ؟ لماذا نسمح للمالكي و عصابة حزب الدعوة الإسلامية الذي تحول للدعوة للقتل و الترويع و الأخذ على الشبهة …. إنهم يسيرون بنا بمحض إرادتنا و خنوعنا و سكوتنا على الباطل نحو الهاوية نحو المجهول نحو الشرذمة و التقسيم …. إلى متى نقف متفرجين على حفنة من السراق و اللصوص الأميين المزورين حتى لشهادات المدارس الابتدائية … يشغلون أعلى و أرفع المناصب و الوزارات , في حين أبناء العراق من حملة الشهادات العليا يتسكعون في المقاهي و الشوارع و يغسلون الصحون في المطاعم ؟؟؟ , إلى متى نسكت على هذا الإهمال المتعمد و على عدم توفير الخدمات البسيطة من ماء و كهرباء و نظافة عامة ؟ , لماذا أصبح هم العراقي و شغله الشاغل فقيراً كان أم غنياً تأمين الكهرباء و النفط و قنينة الغاز و بانزين المولد لمنزله كي يقي نفسه و أهله حر الصيف و زمهرير الشتاء و لا يستطيع أن يفكر بشيء آخر ؟ , إلى متى نقف موقف المتفرج على هذه الشلة التي جعلتنا نعيش في الأوهام و الأحلام و شغلت عقولنا و سرقت سنوات عمرنا في صراعات و اتهامات يكيلونها لبعضهم البعض منذ أن دخلوا العراق مع المحتل و حتى الآن ؟ , أين التحقيقات في الجرائم الكبرى التي ارتكبت و ترتكب و لازالت تسجل بأسماء مجهولة , حتى الآن لم نعرف و لم نتحقق من أي جريمة تم ارتكابها بحق العراقيين …. من قتل محمد باقر الحكيم ؟ من فجر المراقد في سامراء …. من فجر جسر الأئمة …؟ من قتل خيرة أبناء العراق الذين تظاهروا ضد الاحتلال و الحكومة معاً , من يقف وراء هذه الجرائم مجتمعةً بما فيها الجريمة الكبرى و هي جريمة الاحتلال …. لماذا و كيف و متى …. و ما الذي تحقق و كم هي خسارة العراق بالأرواح و المعدات و الثروات و غيرها التي سببها هذا الغزو البربري و من هو المسؤول أمام الله و هذا الشعب عنه جرائمه و من يعوض العراق و شعبه الخسائر التي لحقت به و التي تقدر بأكثر من 73 ترليون دولار و لم لا يعرف كم يساوي الترليون الواحد فليعلم بأنه = 1000 مليار دولار ؟.
سكوتنا أيها الناس و عدم خروجنا و عدم كسرنا لحاجز الخوف الذي كسره أبناء تونس و مصر و سوريا و جميع الشعوب التي أسقطت الأنظمة القمعية و الطائفية بما فيها الشعوب الأوربية بالأمس القريب التي أسقطت المعسكر الاشتراكي و ها هي تنعم بالحرية و التطور المذهل في جميع مجالات الحياة بحث أصبحت تتفوق على الدول الغربية و الرأس مالية …. و نحن العراقيين مع الأسف مثل … بول البعير للأسف و كما يقول المثل تراجعنا إلى الخلف مئات السنين , لأننا سمحنا لهؤلاء باسم المظلومية و الطائفة و المذهب و ممارسة طقوس متخلفة الغرض منها إلهائنا و شل عقولنا كي نصبح كالقطعان يسوقوننا متى ما أرادوا و يذبحوننا متى ما شاءوا , بدون ثورة علمية حقيقية و وقفة عز و كبرياء بوجه هذه العصابة التي يقودها أبن طويريج لم و لن يتحقق شيء و سنسير من سيء إلى أسوء , لأن نوري المالكي سيبقى يفتعل المشاكل و الأزمات بينه و بين خصومه ليس من أجل العراق و شعبه بل من أجل الحفاظ على المناصب و المكاسب التي كسبها و الأموال التي نهبها هو و أبنائه و عشيرته و أصهاره و أنسابه و أسياده , نعم هذا الرجل قد استقوى علينا بأسياده الأمريكان و الإيرانيين الفرس ألد أعداء العرب , و استأثر بالكرسي و السلطة أيما استئثار و هو ذاهب بنا حتماً إلى الهاوية و التقسيم و الشرذمة و القتل و التشريد و التدمير حتماً و لا يعنيه إطلاقاً هموم و مآسي و حرمان هذا الشعب المغلوب على أمره …. اللهم فأشهد….اللهم فأشهد … اللهم فأشهد إني قد بلغت .
[email protected]