إلى أين ؟!!
:::::::::::::::::::::::::::
[
بَلدٌ جميل، وشَعب سعيد ].
هذا أقل ما يمكن للمرء أن يصف به مملكة
السويد على امتداد النصف الثاني من القرن العشرين تقريباً.
سياسة متزنة، عدالة اجتماعية، حريات مكفولة
للجميع،
حضور دولي مشهود، صناعة رائدة، إعلام
مهني هادف، رُقِيّ في مستوى التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية والخدمية و …
وباختصار، ساسة مُتَمَرٍِسون يحظَون بثقة
شعب متصالح مع نفسه، وذلك في ظل رخاء وأمان يحلم به الآخرون.
لكن، يبدو أن جنة الأرض هذه، ومنذ مطلع
القرن الحادي والعشرين فصاعداً لم تعد كالسابق.
فلقد فقدت الكثير من ملامحها، وذلك في
ظل بروز ظاهرة تحالفات سياسية، قد تأخذ بنظر الاعتبار مصلحة الحزب قبل أي شيء آخر.
لِتَطفو على السطح إخفاقات خطيرة، منها
فساد مالي وإداري لا يمكن إنكاره، مستقبل غير واضح ينتظر الشباب، زيادة نسبة العاطلين عن العمل إلى جانب الغلاء وتَدنّي المستوى المعيشي و …
والأخطر من كل ذلك، ظاهرة تنامي المافيات
والعصابات التي تهدد الأمن المجتمعي، وما ينتج عن ذلك من حالات العنف والقتل وتهريب المخدرات والسلاح و …
وبكلمة واحدة، لو إستمر الوضع على هذا
المنوال، فقد لا تجد السويد بعد عقود موطئ قدم لها بين الدول المتطورة.
والسبب يعود بالدرجة الأولى إلى الإعلام
الفاشل متمثلا بالشاشة الصغيرة.
حيث أن أفلام ومسلسلات العنف والجريمة
والمَشاهد الساديُة و …
تتمتع بمساحة لا بأس بها من بين برامج
بعض قنوات التلفزيون السويدي، وذلك أمام مرأى ومسمع صُنّاع القرار بطبيعة الحال.
وبالمقابل، لا شك أن جيل المراهقين والشباب،
يشكلون بدورهم حصة الأسد من بين مشاهدي مثل هذه الأفلام .
فَيميلون من حيث لا يشعرون نحو العنف
والجريمة، ويضيع المستقبل.
فهل سيفكر عُقَلاء القوم بِحل جذري لهذه
الكارثة !!…
كيف ومتى ؟!!…
يقول الشاعر محمود درويش في قصيدته الرائعة
: لا شيء يُعجبني
:
يقول
مسافر في الباص، لا شئ يُعجبني لا الراديو ولا صُحف الصباح، ولا القِلاع على التلال، اُريد أن أبكي.
========