_أنجلينا جولي في الموصل تبكي حال الدمار والجثث التي مازالت تحت الانقاض.. وعدد من الكومبارس مايسمى( زعماء السنة) يناقشون الوضع السياسي للمحافظة ذاتها في فندق الرويال بعمان؟!
_جولي تلتقي أطفال الموصل البؤساء..ومايطلق عليهم(القوى السنية) في اجتماعات مكثفة في قصور زعمائهم العواجيز..كيف هي شكل التحالفات الجديدة، ومن سيمثل كذبا وزورا(سنة العراق) وعدد الوزارت والهيئات التي يسعى هؤلاء الانقضاض عليها!
_جولي.. ممثلة عالمية وحاصلة على جائزة الأوسكار وقد اختيرت عدة مرات المرأة الاكثر تأثيرا على مستوى العالم..والزعيم السلفي(محمود المشهداني) يطالب بتشكيل مجلس اتحادي ينتقل أليه كل قادة العملية السياسية في العراق بعد التقاعد.. ولكي لاتخسر بلاد وادي الرافدين التي حضارتها من 6000 عام، قيمة وقامة سياسية واسترتيجية من أمثال السيد (المشهداني).. يكون هذا المجلس بمثابة هيئة استشارية، يعطي من خلالها زعمائنا المخضرمين في السياسة والاقتصاد، النصائح والارشادات والتعليمات للسياسيين الجدد الذين سوف يقودون العملية السياسة في العراق من بعدهمّ! وبالتأكيد فأن كل زعيم داخل هذا المجلس يتمتع براتب ضخم وعجلات وحمايات خوفا عليهم، بالإضافة إلى الامتيازات الأخرى..وقانا الله وإياكم سرطان السلفيين!
_ المعلومات تشيرإلى أن (جولي) كانت في نيتها التبرع بمبلغ معين من المال إلى أهالي المحافظة من المنكوبين والنازحيين.. ولكن.. بعد أن شاهدت وأطلعت على العز والرفاهية التي تعيشها العوائل العراقية في مخيمات النازحيين ومدى توفر كل شيء لهم وكما يقول المثل العراقي(من الأبرة إلى السيارة)..حيث أشادت بالمجهود والعمل الدؤوب الذي قام به (القائد صالح المطلك) بصفته كان المسؤول الأول عن هذا الملف، حين قبض مليار دولار من الحكومة حصة النازحيين، بهذا رفضت جولي كل الاتهامات التي وجهت للمطلك والمتعلقة بسرقة المليار دولار!
لكن المهم..
1. دعونا من هلافيت السياسة، فهؤلاء لم ولن يقدموا أو يؤخروا شيئا في المجال العام..ومن يحاول ارتداء ثياب الكبار قبل أن تنضج تجربته فلن يمثل أية رقم في الشارع السياسي. ونعلم جميعا أن مايسمى (القوى السنية) بمختلف مسمياتها..ليبرالية، إسلامية، علمانية، اشتراكية..جميعهم وبدون استثناء محاصرون بالفضائح ومطوقون بالرذائل.. ويجب عدم الالتفات أليهم. لقد تعودنا أن يخرج علينا عرضحالجية الأحزاب والقوى(السنية) بهتافاتهم الفارغة التي لطالما يدعون أنهم يمثلون القوى الثائرة على التهميش والظلم الذي وقع على المحافظات الغربية.. وعلى حد وصفهم. لكنهم سرعان ماينزعون أقنعتهم ملهوفين للسلطة ومغانمها.. بيد أن الجفاف الرهيب الذي طال (الموصل، الأنبار، صلاح الدين وديالى) في عصر جبهة التوافق ومن ثم اتحاد القوى العراقية جعل هذه المحافظات صحراء من رجال من السياسة..لأنهم.. في الحقيقة لا قوى سياسية ولاهم قيادات وليس لهم أي تأثير شعبي ولم يسدوا أي فراغ..حيث.. المشكلة الأفدح هي أن هذه القوى السياسية( السُنية) تتكلم خارج حدود قدرتها وتأثيرها..بل هي منتفخة أكاذيب وأوهام. نحن أمام كارثة واضحة المعالم، عندما يلعب بعض من المنافقين بمصطلح(أهل السُنة والجماعة) فكلهم يتصارعون على تقديم وجههم القبيح، الذي جعل من(سُنة العراق) فرقة من الناس تسكن بقاعا خارج حدود العراق. واظن واضح لأي أعمى أن هؤلاء المهاويس منفصلون عن الواقع وفي عزلة تامة.. بعد أن أنكشفوا وتعروا أمام الشعب وتحديدا محافظاتهم التي كانوا ومازالو ينصبون عليها ويخدعونها.
2. كلنا حسنه ملص.. كلنا عباس بيزة..كلنا صالح المطلك..كلنا محمود المشهداني.. كلنا عز الدين الدولة.. كلنا أياً من القيادات السُنية!
في الحقيقة بعد الدراسة والبحث في (الكوكل) عن الصفات التي يتميز بها المذكورين آنفا لم أجد مايناسب هؤلاء سوى قصة (حسنه ملص وعباس بيزة)..
حسنه ملص.. هذه المرأة لم تأت شهرتها من كونها من أعتق بغايا محلة الصابونجية أو الميدان فقط.. ولم تدخل التاريخ لكونها اشهر عاهرة مبتذلة وقوادة..بل اشتهرت بعد ان ارتبط اسمها بقصة سياسية غاية في الطرافة.
ففي فترة حكم عبد الكريم قاسم حيث لم تجد ثورة 14 تموز 1958 شخصا يمثلها سوى فائق السامرائي الذي عُين أول سفير لجمهورية العراق في القاهرة، وعندما إحتدم الصراع بين عبد الناصر وعبد الكريم قاسم في ربيع 1959 إستقال السامرائي من منصبه ليقود المعارضة بوجه قاسم..حيث وصلت العلاقات السياسية بين العراق والجمهورية العربية المتحدة انذاك إلى مرحلة التأزم وتبادل الشتائم عبر أجهزة الاذاعات والصحف وشكل السامرائي تجمعا سياسيا بأسم(التجمع القومي).. ووضعت بتصرفه اذاعة صوت العرب والتي كانت تسب وتشتم نظام الحكم في العراق. وكان صوت مديرها أحمد سعيد ينتشر في الآفاق مجلجلا لنشر اخبار ونشاطات وبعض الامور الخارقة عن جمال عبد الناصر وبنفس الوقت كان يشنع ويذم الزعيم عبد الكريم قاسم. فما كان من المعسكر المناصر لعبد الكريم قاسم الا وارسل خبرا إلى المذيع الاشهر في أذاعة صوت العرب المصرية أحمد سعيد.. مفاده ان الشوعيين قد القوا القبض على السيدة الفاضلة العروبية المجاهدة (حسنه ملص) وراحوا ينكلون بها وبشرفها..كذلك تم القاء القبض على المناضل المجاهد (عباس بيزة).. وعباس بيزة كان من اشهر قوادي المنطقة أيضا.. فما كان من الاذاعي الكبير صاحب الصوت المجلجل أحمد سعيد الا وان راح يطلق تعليقات صارخة بدون ان يتأكد من الموضوع عبر الاذاعة الاشهر في تاريخ اذاعات العرب وقتذاك، يندد فيها بحكومة الزعيم وبالشيوعيين وهو يردد بالنص(إذا ماتت حسنه ملص كلنا حسنه ملص…كلنا عباس بيزة.. من المحيط إلى الخليج)..حيث اصبحت هذه الاذاعة مثارا للسخرية من قبل العراقيين. هذه واحدة من بطولات المناضلة حسنه ملص! ونحن اليوم نردد كلنا المطلك.. كلنا محمود المشهداني..والاسماء كثر من السياسيين الذين صدعوا رؤوسنا على أنهم يمثلون أهل السُنة في العراق.
أخيرا.. أعود لتقديم الشكر والتحية للرائعة انجلينا جولي.. والشكر موصول للقيصر كاظم الساهر لأني اقتبست بعض عبارات عنوان المقال من رائعته زيديني عشقا.. وارجوا المعذرة من المناضلة حسنه ملص والبطل عباس بيزة!