18 ديسمبر، 2024 7:44 م

إلى أبو فدك – أرجو أن تجيب على هذا السؤال – 2

إلى أبو فدك – أرجو أن تجيب على هذا السؤال – 2

قبل أن أعلق قليلاً على سؤال الأمس ونطلق العنان للسؤال الثاني الى السيد أبو فدك هداه وهدانا الله جميعاً ، أحب أن أوضح ماذا أبغي من هذه الأسئلة التي سوف لا يتعدى عددها عدد أصابع اليد الواحدة والتي تغطي ثلاثة أيام قبل وبعد وفاة الرسول محمد (ص) ومن قبلها التركيز على كون ان ابن عم الرسول كان طفلاً عمره ٨ سنوات عند بعثة محمد (ص) هو الى اقناع القارئ من متابعة حركة المجتمع في ذلك الزمن بشكل علمي بعيد عن قال فلان وقال علان ان الله ورسوله لم يوصيا لأحد بعينه ; لا أبو بكر ولا علي ولا غيرهما بخلافة الرسول، وإنما تركا الأمر الى الآية (وأمرهم شورى بينهم) أن تأخذ مجراها .. وبالتالي نحذف من رؤوسنا الملف المدمر للأمة من ان الشخص هذا أو ذاك قد اغتصب حق أول من أسلم من الأطفال علي بن أبي طالب في خلافة الرسول ..
قبل سؤالنا الثاني أحب أن أضيف الى التعليق عن السؤال الأول جملة تخالف أو تضعف ما ذهبت اليه في سؤالي الأول وهي من أدبيات أهل السنة والجماعة .. أما الاضافة الثانية هي من أدبيات الشيعة والتي على عكس ما يعتقد القارئ فإنها سوف تدعم وتقوي الطريقة التي طرحت بها السؤال الأول !! أهل السنة والجماعة يقولون انه بالاضافة الى اعتقاد أهل المدينة بواجب اختيار خليفة للرسول بأسرع وقت ، الا انهم كذلك يعللون التأخير في دفن الرسول باضافة سبب آخر مهم وهو ان الصلاة على الرسول لم تكن جماعية لضيق المكان وكذلك للسماح لأكبر عدد من الناس للصلاة عليه (الرسول توفى في حجرة وحضن زوجته عائشة بعد أن استأذن بقية نسائه بأن يبقى في حجرة عائشة) حيث لم يخرج جسد الرسول ودفن في مكانه (أي حجرة عائشة) … أما رواية الشيعة من ان الأنصار والمهاجرين (٩٩%) من سكان المدينة المنورة قد تركوا جسد الرسول ثلاثة أيام منشغلين ويتصارعون بينهم بمن سيصبح الخليفة من بعده .. وهذا بحد ذاته يدعم الفرضية التي ذهب فيها سؤالي الأول من (أ) ان الله ورسوله لم يختارا الشخص الذي سيخلف الرسول بعد موته والدليل على ذلك هو حركة ٩٩% من رجال أهل مدينة الرسول لاختيار ومبايعة خليفة لهم وولي أمر المسلمين قبل دفن الرسول .. و (ب) لم يقترح أحداً من ال ٩٩% من الرجال البالغين من أهل مدينة الرسول اسم علي بن أبي طالب كمرشح للمنصب وكذلك لم يقبل علي اقتراح أبو سفيان بن حرب (والد معاوية) له بالترشح للمنصب !!
أما سؤالنا الثاني الى السيد أبو فدك فهو : اذا كان الله ورسوله قد اختارا علي خليفة للمسلمين فلماذا سمح علي الى عمر بن الخطاب أن يأمر وينهي ويُطاع في مسألة رفض عمر لطلب الرسول أثناء مرضه الشديد أن يأتى للرسول “بقلم وورقة” ليكتب أو يوصي لأمته بشيء مهم ؟؟ لماذا لم يمارس علي “صلاحياته” التي كفلها له “الدستور” !! لماذا لم يخرج علي بن أبي طالب على “الصحافة” ليوضح لنا موقفه مما فعله عمر بن الخطاب بدلاً من ترك الموضوع الى أبو فدك ليقتل بعد ١٤٠٠ سنة عدداً من المسلمين كلما قرأ عن تلك الحادثة !!!
كأنني يا أبا فدك كنتُ معهم في الغرفة وقد سمعت عمر بن الخطاب يخاطب القوم ويمنعهم من تنفيذ طلب الرسول بالقول ان الرجل يهجر .. اذ كان الرسول بسبب ارتفاع حرارة جسمه العالية ينام ويصحو وينام ويصحو ، والرسول بشر مثلنا ممكن ترتفع حرارة جسمه فوق الأربعين درجة مؤية (قل انما أنا بشرٌ مثلكم) (وأنا أتفق مع رأي عمر مما فعل) ..
الشاهد علي بن أبي طالب لا في تلك الجلسة ولا بعدها شاهدناه يتصرف على انه “السيد النائب” !!