18 ديسمبر، 2024 11:58 م

إلقاء المسلمون من أعلى سطح بيت ابوسفيان

إلقاء المسلمون من أعلى سطح بيت ابوسفيان

يتساءل الكثير من الأشخاص حول سر مقولة النبي الشهيرة عند دخول مكة حيث قال ((من دخل بيت ابوسفيان فهو امن)) وفسرها البعض على انها تعني حفظ كرامة وهيبة ابوسفيان عند قريش حيث جعل له النبي بعض الوجاهة لأنه كان سيدا في قومه ويحب الفخر ,,لكن وان صح هذا التفسير إلا أن النبي محمد “ص” لا يطلق الكلمات جزافا وعلاجا لمشكلة انية وقتية بل عادة ما تكون كلماته نهجا  وحجة ورسالة لكل من ألقى السمع وهو شهيد حيث انه لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى اذ استطاع النبي محمد ان  يسنّ بهذه الكلمة الشهيرة نهجا للتسامح الديني والإنساني والوعي والإدراك بان الإسلام نزل رحمة للعالمين وجاء للهداية وليس للإبادة الجماعية ولتكون هذه الكلمة لُبنة أساسية في بناء مجتمع مُتراص متين مبني على أساس الاحترام المتبادل والمدنية والتسامح ورفض ثقافة الثأر والوعيد والانتقام لأنها لا تولد الا مزيدا من العنف و الثأر والانتقام المتبادل أيضا لكن الذي حصل اليوم ان ثقافة ابوسفيان هي التي سادت والثقافة الأموية هي التي راجت وان البيت الذي جعله النبي أمنا و أمانا لمن دخله هو نفسه اليوم من يُلقى من على سطحه كل من يختلف ويخالف في الرأي أو العقيدة وهو ذات البيت الذي يروج لثقافة الإقصاء والتهميش والثأر والعودة الى الوراء هو ذات البيت الذي لم يستطع ان يندمج مع بيئته ولم يكن بوسعه إلا إلغاء الآخر ونفيه جسدا وروحا وفكرا ,, بيت ابوسفيان اليوم منصة ومنبرا للصراخ بالثأر والقتل والتدمير لم يفلح النبي “ص” في جعل هذا البيت آمنا إلى الأبد  لان هذا البيت أسّسَ على غير هدى على العصبية المقيتة والطائفية البغضاء التي قبلت بالإسلام على مضض اليوم أتباع بيت ابوسفيان وسكنته فهموا إسلاما اخر غير ما جاء به النبي وهو إسلام المصالح والانغلاق الذاتي ورفض كل جديد وممارسة ثقافة القتل على الهوية وقطع الرؤوس واكل الأكباد ان عقولهم المأسورة للغرائز ومشايخ الفتن والساكنة في بيت ابوسفيان القائم  بناءه على ثقافة الحقد والعداوة والبغضاء لا ننتظر منها صفح وتسامح نبينا المُرسل رحمة للعالمين ولا ننتظر منها أن ترفع شعار النبي محمد “ص” يوم دخل مكة فاتحا ونهى احد أصحابه عن قوله اليوم يوم الملحمة.. بل قال له  قُل اليوم يوم المرحمة اليوم تؤوى الحرمة.