أصدرت وزارة التعليم العالي والبحث والعلمي قرارات مهمة سيكون لها أثر في ترصين مخرجات التعليم في العراق، ومنها شمول الاختصاصات العلمية والأنسانية في الكليات الاهلية في الامتحان التنافسي للمواد جميعها ويستثنى منها اللغة العربية والانكليزية.
وقبل ايام أقرت هيأة الرأي في الوزارة قراراً مهما جداً يقضي بإلغاء نظام العبور للاختصاصات كافة الأنسانية منها والعلمية، وبهذا القرار الجريء تكون الوزارة قد كثفت من الحلقات التي تُسهم في رفع مستوى مخرجاتها، وأنهت التسيب وعدم المبالات لدى بعض الطلبة الذين يعتقدون أنهم في نهاية المطاف سيحصلون على الشهادة بغض النظر عن مستواهم العلمي وحضورهم في الدرس الاكاديمي.
وتحسب هذه المرة للوزارة حين أقرت تطبيق هذا القرار بدءاً من الموسم الدراسي المقبل، على أن يستمر الطلبة في المراحل الدراسية الثلاث التي سبق وجودها هذا القرار بالاستفادة منه.
وقد أنتبهت اللجان المختصة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لمخاطر هذا النظام وشخصت سلبياته المتعددة، التي منها التساهل الذي يبديه التدريسيون تجاه المشمولين في مواد التحميل، كما أن الطالب يترك مادة أو اثنتين على أمل شموله في نظام العبور مع ضمان النجاح في هاتين المادتين في السنة اللاحقة من دون جهد، فضلا عن التساهل الكبير الذي تبديه بعض الجامعات مع هولاء المحملين.
وعلى الرغم من أن الظروف القاسية التي يمر بها الطلبة المتمثل بعضها في الوضع المادي الصعب الذي يعاني منه بعضهم، إلا أن المحافظة على ترصين مخرجات التعليم هو أهم بكثير من مدارات الوضع الطارئ للطلبة، فليس من الصحيح أن نسمح للجوانب الأنسانية في التأثير في مستوى التعليم في العراق.
والشيء المفرح الآخر اننا بدأنا نسمع عن قرارات أخرى في الطريق سيتم اتخاذها تتعلق بترصين إجراءات منح اللقب العلمي للتدريسيين، وزيادة عدد حراس البوابة في طريق الحصول على اللقب
العلمي لما له من أهمية كبرى في عملية رفع مستوى مخرجات الوزارة، فمن دون رفع كفاءة التدريسيين لن نتمكن من الحصول على مخرجات علمية تتمتع بالكفاءة.
إلغاء نظام العبور في الجامعات ملاحظة
إلغاء نظام العبور في الجامعات ملاحظة
د. غالب الدعمي
رئيس قسم الصحافة في جامعة أهل البيت، دكتوراه والماجستير من كلية الإعلام- جامعة بغداد..
مقالات الكاتب