23 ديسمبر، 2024 6:09 ص

 

کلما مرت الاعوام أکثر على عراق مابعد الاحتلال الامريکي، فإن المتابع يرى ويسمع کلما ماهو عجيب وغريب، ولاسيما بعد أن آلت الامور فيه الى يد الاحزاب والميليشيات التابعة للنظام الايراني التي صارت تعبث وتسرح وتمرح فيها کما تشاء بحيث أصبح العراق يبدو مثل”حارة کل من إيدو ألو”، إذ صارت هذه الاحزاب والميليشيات لاتأبه ولاتکترث للقوانين والانظمة المرعية وتتصرف وکأنها الآمرة الناهية وکيف لا والحکومة العراقية لاتجرٶ على إصدار وتنفيذ أي قرار يمس النظام الايراني ويقف في طريق نفوذها.

عندما يٶکد النائب عن تحالف الفتح، وليد السهلاني في مؤتمر صحفي عقده في مجلس النواب بحضور عدد من نواب التحالف، وبصريح العبارة: إيمانا منا بمشروع الثورة للاسلامية واعتقادا بأن الحشد يمثل صمام امان لهذا البلد، نعتقد ان هناك بعض التصريحات التي تصدر لبعض الشخصيات السياسية في مفكرة الغاء الحشد، فمن يفكر هكذا فهو يدعو إلى الغاء العراق! ويطلق العنان للسانه ليلغي دور وجهد الجيش والقوات الحکومية العراقية ويجعل الفضل کله للحرس الثوري الارهابي والميليشيات التابعة له حينما يضيف قائلا: ما تحقق من استقرار في العراق ليس بفضل الجيش او مكافحة الارهاب ولكن بفضل الحشد والحرس الثوري الايراني!

هذا الکلام الغريب من نوعه يطلق من جانب عضو في مجلس النواب العراقي حيث يفترض فيه أن يکون أکثر الناس دفاعا وحرصا على السيادة الوطنية للعراق، وأن يکون أکثر المدافعين عنه والمتصدين لکل من يتعرض لهذه السيادة، ولکن الذي جرى هو إنه يطلق تصريحا بالغ الوقاحة والصلافة بحيث يتخرص بکل بلاهة عن إلغاء العراق فيما لو کانت هناك نية لإلغاء الميليشيات العميلة، ونسأل لو کان هذا اللانائب عن العراق بإطلاق هکذا تصريح في أي بلد، فهل کان سيبقى حرا طليقا أم کان سيخضع لمسائلة ومحاکمة؟

الدور والنفوذ المشبوه للنظام الايراني ومايجري بسببه في العراق، الى الحد الذي حدث وجرى مالم يکن على البال ولا على الخاطر، فإنه يٶکد مرة أخرى التصريح المهم جدا الذي أطلقته زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي في عام 2004، وحذرت فيه من نفوذ النظام الايراني حينماقالت:”نفوذ نظام الملالي في العراق أخطر من القنبلة الذرية بمئات المرات”، ولاريب من إن ما قد شهدناه ونشهده في العراق يٶکد بکل وضوح حقيقة خطورة هذا الدور وتعارضه الکامل مع مصالح العراق والشعب العراقي ولا ولن يرى العراق الامن والاستقرار والخير والسٶدد إدا مابقي نفوذ وهيمنة هذا النظام مهيمنا عليه.