سآخذكم اليوم في سفرة الى عالم الغرائب والعجائب في دولة المصائب ، أرجو ان اكون موفقا في شرح تلك الزوايا المترادفة في عالم القماقم المصنوعة من الفافون والتنك لتعم الفائدة المتوخاة من ( مسلتة ) البهائم التي نعيشها كل يوم رغما عنا .. وحتى اكون منصفا لابد الى الإشارة بما جادت بها قريحة الأشيقر الخنفري مؤخرا ؛ تقول القريحة : { بدلا ان تشتري البيض كل يوم ، تعلم كيف تبيض } شكرا للخنفري على هذه الصورة التي ستكون عنوانا لما سيأتي في قوادم السطور . هذا اليوم سنتكلم عن حلويات عربية الهوية تركية الهوى شامية القد حجازية اللمى ( ويايابه ) على اللمى المتدلي كعنقود من الكرز الشهي .
جاء في الصفحة ( هلكد ) من كتاب البعرور في الزمن الميسور لمؤلفه عباس بيزه مانصه : تتكون كلمة داطلي من مقطعين : دا و طلي ، والـ دا هما حرفان من الدال والألف بمعنى : هذا وفق اللهجة المصرية الدارجة ؛ اما كلمة طلي فلها عدة معان منها : تأتي بمعنى خروف – للمذكر والمؤنث – وحين نجمع الحرفين نقول : هذا طلي وهذه نعجة ؛ وهناك إشتقاقات ترادف الكلمة الثانية ( طلي ) .. منها ” يلط ” بمعنى ( يجربع ) والجربعة من إختصاص كل من سعد البومة وطارق ابو فالوله ، والثاني تجدوه يوميا في إحدى بارات العرك المقابلة لمحطة وقود السعدون . ومنها ” اللطلطة ” و ” ملطلط ” بمعنى : دايح – دياحة ، بحسب ورودها في سياق الكلام ولحاقه ، واللطلطة نسأل عنها جماعة ” ما ننطيها ” فهم أعلم الناس باللطلطة ” . ومن مشتقات ( طلي ) ترد كلمة لواط ولياطة وطليان – بكسر الطاء – وهذه نجدها عند أخينا الذي مات دون ان يحظى بالمدلولة ، نتركها للمختصين . وهناك إشتقاق آخر ( طلى ) بالألف المقصورة وهي من اسماء الخمر ( سلوا كؤوس الطلى هل لامست فاها ، وإستخبر الراح هل مست ثناياها ؟ ) .. وتأتي بمعنى الصبغ طلى يطلي فهو طالٍ أي صباغ . ومن المشتقات ايضا كلمة ” يطل ” بمعنى يمد بنظره نحو شئ ما ، ويدنو برأسه كالحشري الذي يشبه اخينا ابو خابصها تسعان ( الملطـلط ) والمشتقة من كلمتنا موضوعة البحث . هذا ماتيسر لي من معان وردت في كتاب البعرور .
سآخذكم أيضا الى تلك المعاني التي وردت في تبيان معنى الدشداشة السوداء وعلاقتها الصميمية بـ ( العرقجينة ) . لأن الأخ العبادي أحب ان يظهر للناس بهما ، والحق يجب ان يقال ، إن الدشداشة والعرقجينة مفصلتان على أبي يسر ، وإنهما يلبقان عليه تماما انصحه ان يستمر بإرتدائهما دفعا للحسد ومن النساء النفاثات في العقد واللاتي تقف حنان وعاليه في مقدمتهن جميعا ناهيك عن ناهده ام براطم اجارنا الله وأياكم من شرورهن جميعا .
عرقجينه .. كلمة من مقطعين .. عرق و وجينه ؛ فالعرق معروف ويقسم الى نوعين أ- رباني ب – بشري ؛ والرباني مايترشح عن الجلد حين تعرضه للحرارة او حين بذل جهدٍ ما ، اما البشري فيقسم الى عدة انواع منها الزحلاوي والمستكاوي والاوزو وبعشيقة والقجق وغيره ، وكل هذه الانواع تؤدي غرضا واحدا ألا وهو النعنشة والفرفشة وبالتالي تقود صاحبها الى ارتكاب الفواحش ما ظهر منها وما بطن ؛ والفواحش يمكنكم ان تسألوا عنها حزب اللغوة وباقي السرسرية شلع من الشمال لليمين ، ومن الأمام الى الخلف ! .
وكلمة ( جينه ) بمعنى ماص باللغة العصملية أي ان المعنى العام ” مص العرق ” ولكم ان تتخيلوا ماذا يحصل لو مصيتم العرك القجق ؟ وخاصة على معدة خاوية ! .. المهم نحن في هرج ومرج ، بلدنا تكتنفه المصائب وتحيط به من كل جانب وقائدنا يرتدي العرقجينه ويتناول الداطلي ليضحك على نفسه قبل غيره ، فأية مهزلة نعيشها صحبة هؤلاء ؟ ومالذي سيحصل لهذا البلد المبتلى ؟ السرقات حدث ولاحرج وكل السراق طلقاء ، الفساد قد نخر العظم ، والفاسدون يسرحون ويمرحون ؛ فمتى تتوقف يا سيد عبادي عن اكل الداطلي وتلتفت الى العراق ، أبقيام الساعة موعدنا ؟ أم سنظل حائرين مرددين تك تك يم سليمان … ياعمي الغراب زوجني بنتك ؟
دعوة الى وزارة امور داخله بمنع تناول الداطلي بطريقة سلمية . فالداطلي سبب من اسباب ارتفاع ضغط الدم وتهيج القولن فهل يرضيك ذلك ؟ الجواب لا ، لكن الذي حصل في منفذ زرباطية دليل على قوتنا وسيادتنا امام الولي السفيه .. أبو لسان مكسور .. اخوتي للمرة الاولى تأدبت مع السرسرية اما في المرة القادمة سأرفع ( قبق ) المانهول لتروا العجايب . فلا تفوتكم الفرصة .. ولكن أرتدوا الكمامات فالرائحة لاتطاق .
