23 ديسمبر، 2024 1:49 م

إلتزام واشنطن بحليفاتها لحد شعرة معاوية

إلتزام واشنطن بحليفاتها لحد شعرة معاوية

في 2003 حين منعت أنقرة واشنطن من إستخدام قاعدة انجرليك ضد العراق، راهن بعضهم على القطيعة بينهما، لكن العاصمتين ظلتا متحالفتين، وما أشبه اليوم 2014 بالأمس 2003 إذ امتنعت انقرة من استخدام واشنطن للقاعدة نفسها ضد داعش، وبرزت المراهنة تلك من جديد فضلاً عن القول، ان واشنطن تبحث عن حليف يحل محل انقرة في اشارة منهم الى أربيل التي تعد حليفة لواشنطن منذ فرض الحظر الجوي على جزء من جنوب كردستان في 1991 وإن لم يوثق تحالفهما في معاهدة أو إتفاقية ما. وعمق من هذه الحقيقة، أن أربيل لما هددت بالأحتلال من قبل داعش، هبت واشنطن للدفاع عنها، ما يعني أن أربيل صارت في منزلة الكويت لدى واشنطن عندما حررتها من الاحتلال العراقي عام 1991، وصارت في منزلة انقرة لديها أيضاً في نشرها للبتريوت على حدود الاخيرة مع دمشق لحماية انقرة من أي عدوان، وليس بخاف، ان الكويت والعربيات الخليجيات حليفة لواشنطن وان لم يوثق تحالفها معها في معاهدة وما شابه.

لن تتخلى واشنطن عن تحالفها مع انقرة كما ان تحالفها مع اربيل لن يكون على حساب انقرة.

ان الخلافات بين المتحالفين وارد، لكن من غير أن تتوج بالطلاق واذا كانت واشنطن ترى في الموقف التركي من داعش خروجاً على جزء من سياستها، فأن مواقف حليفاتها العربيات: السعودية و الامارات والبحرين وقطر والاردن تتطابق مع التركي من داعش إذ تراجعت تلك الحليفات عن قصف داعش، ولما كانت تركيا والدول العربية تلك وحتى واشنطن متهمة برعاية داعش، الامر الذي يفيد، ان علاقات واشنطن بتلك الدول لن تتصدع بسبب داعش، وقد تتوطد اكثر جراء الاندفاعات الايرانية الحالية في المنطقة. ثم أن واشنطن تسعى لأدامة تحالفاتها مع تلك الدول حتى إذا كانت في حجم شعرة معاوية، فعلاقاتها مع بغداد هشة رغم الاتفاقية الاستراتيجية بينهما، بيد أن الاولى تجد في الثانية حليفة لها، تسلحها وتدربها وو.. الخ في وقت لم تتحمل بغداد التواجد العسكري الامريكي على أراضيها اكثر من (8) سنوات 2003-2011 بالمقابل فأن انقرة تحملت وما زالت ذلك التواجد على اراضيها لما يقارب ال 60 عاماً. فهل يعقل والحالة هذه، ان تحتفظ واشنطن بعلاقاتها مع بغداد، وتدير ظهرها لأنقرة؟

*[email protected]