23 ديسمبر، 2024 10:50 ص

إلتحالف السعودي ما له وما عليه

إلتحالف السعودي ما له وما عليه

يتضح لكل متابع ان التحالف العربي المزعوم قام بسبب عدة أسباب ترتبط بشكل مباشر او غير مباشر بالارادة السعودية بعيدا ً عن إرادة الدول المشتركة فيه وانه تم شراء مواقف الدول المشتركة في هذا التحالف لعدم وجود مبررات فعلية لاشتراكهم في هكذا تحالف فهي مبررات سعودية محضة تتمحور أساسا ً حول محاول أضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة بعد توسعه بشكل واضح وواسع في العقد الأخير وحتى وصل اخيرا ً الى الحديقة الخلفية للسعودية وأصبح يهدد أمنها القومي كما يُزعم وبأعتبار اليمن ذات حدود مشتركة مع السعودية تقدر ب١٠٠٠ كم فهذا يوضح مدى النفوذ الإيراني وحجمه في المنطقة مرورا ً بسوريا وبقاء الخيار الإيراني “الأسد” وكذلك وجود حزب الله في لبنان والمعارضة البحرينية وكذلك استمرار النظام العراقي وتحقيق انتصارات متتالية على داعش وعدم تاثر هذا النظام بشكل قد يسبب اسقاطه ، كل هذا ولد شعورا ً فعليا لدى السعودية بتراجع نفوذها بشكل مخيف في هذا الدول بعد ان كان النفوذ السعودي يمثل محور التحرك في هذه الدول ، هذا من جانب اما الجانب الاخر وهو الخوف من توقيع الاتفاق النووي واعتبار ايران دولة نووية وكل المؤشرات تشير الى قرب ذلك فالتحالف هو محاولة لاستدراج ايران وإدخالها في حرب تعطل المفاوضات والمنتظر منها إلغاء الاتفاق ، وأما السبب الاخر فهو يعتبر رسالة الى الولايات المتحدة الامريكية بقوة المملكة واحتفاظها بقدرتها على تكوين جبهة قوية وأنها مازالت تشكل الورقة الاقوى في المنطقة بسبب التحول الواضح في السياسة الخارجية الامريكية تجاه ايران على اعتبارها اللاعب الإقليمي الابرز في المنطقة والمنهج البراغماتي الامريكي القاضي بدعم الاقوى ، وهذا هو سبب ضم باكستان وتركيا الى التحالف العربي ! لتكوين جبهة بالضد من المحور الشيعي في المنطقة ، فباكستان وتركيا دول غير عربية وهذا يقطع الطريق امام كل محاولات عَرْبنة التحالف ، فهو محور سني في قبال المحور الشيعي المتفوق على الارض ومحاولة تغيير التوازنات المائلة بأتجاه الكفة الإيرانية الشيعية
التحالف العربي المكون ضد صنعاء يعتبر تحالفاً هشا ً ومرحليا ً وغير استراتيجي لكونه قام على متناقضات عدة ستكون هي السبب الرئيس في تقويضه ، كونه قام بداية ً على تكوين قوات مشتركة بشكل مفاجئ بعد ان جمدت هذه المادة التي اقرت أساسا ً في عام ١٩٥١ وتم احيائها طائفيا ً لعدم قدرة العرب على اتخاذ قرارات مستقلة بمعزل عن التأثيرات الدولية ” الإسرائيلية الامريكية ” وحيثما تغيرت المصلحة الامريكية بأتجاه دعم الاقوى ” براغماتية المنهج الامريكي ” والتي هي ايران فسيتحول التوازن بالاتجاه الاخر والمنطقة على أبواب توازنات جديدة اذا ما تم الاتفاق النووي في المدى القريب ، اما اذا وضعنا سيناريوهات للعمل العسكري ضد صنعاء فسيكون :-
أ : اما ان يكون التدخل بجنود مصريين وهذا شي مستبعد بسبب الضروف المصرية الحرجة الغير داعمة لمثل هكذا تدخل وهكذا تحرك سيكون من الاولى ان يكون بأتجاه تحرير سيناء من المتطرفين وليس بأتجاه اليمن ، وكذلك السيسي غير مستعد بالمجازفة بما تحقق من انتصارات بالضد من الاخوان داخليا ً بأعتبار ان التيار الشعبي المصري رافض لإشراك مصر في هكذا حرب ليس لها فيها لا ناقة ولا جمل ، وكذلك مما سيرتب من ترسيخ فكرة المرتزقة المصرية وسيكون تناقضا ً عقائديا ً في الجيش المصري ، اما لو نظرنا الى العلاقات المصرية السعوية فليس من المتوقع إدامة زخمها بهكذا احداث بسبب التناقض في التوجهات الشعبية بين السعودية الوهابية ومصر الاخوانية .
٢: وأما ان يكون التدخل بقوات ( تركية باكستانية ) وهذا ايضا ً مستبعد ، فحتى الإعلان عن اشتراك باكستان في التحالف كان بشكل غامض اضافة الى ان التصريحات الباكستانية كانت تشير بأنها ستقف بالضد من اي اعتداء على الحدود السعودية ولم تشر الى إمكانية استخدام قواتها في غير ذلك ، اما الموقف التركي فهو وان كان داعما ً لأي عمل يسهم بأضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة فهي غير مستعدة لتدخل حربا ً بالنيابة عن السعودية في ظل تباين المنطلقات الاخوانية الوهابية بينهما ، وكذلك ان اردوغان غير مستعد بالمجازفة بشعبيته المتذبذبة منذ حادثة مد سكة الحديد بوسط حديقة اسطنبول وإعطاء تبريرات للمعارضة للعمل على شن الحملات بالضد منه
٣: ان يكون التدخل سعوديا ً بقوات برية تدخل الاراضي اليمنية فهذا سيشكل مفترق طرق وسيؤدي الى انكسار للجيش السعودي الذي لم يستطع ان يقف بوجه الحوثيين في ما سبق ولن يكرر ذلك الان لكون الحوثيين أصبحوا خبراء في حرب الشوارع والاشتباك الميداني لخوضهم عدم معارك بهذا الشكل وتمتعهم بعقيدة ارسخ واقوى من العقيدة الطائفية للجيش السعودي الذي لن يصمد كثيرا ً بوجه المقاتلين الحوثيين
٤: ان يستمر التحالف بضربات جوية فقط وهذا ما هو مرجح في الوقت الحالي ولكنه سيثبت ما ارادت السعودية إخفائه او العمل لإثبات عكسه وهو ضعف القدرات والامكانات السعودي ة وأنها لم تعد القوة الابرز في المنطقة وليست الممر الوحيد الذي يمر من خلاله كل شيء في المنطقة وميل ميزان القوى بالاتجاه الاخر النقيض له
فيعتبر تحالفا ً ضعيفا ً عبثيا ً في ظل المعطيات الآنفة ولن يحقق ما كان مرجوا ً منه لعدم وجود مشتركات فعلية ومصالح عملية بين أعضاء التحالف غير الجانب الطائفي فهو تحالف سني وليس تحالف عربي.