لكم الله ياقوم يونس ..لكم الله يأهل هذه القرية الآمنة
كم انت عزيزة على الله ياقرية يونس..كم انت عصية على الاعداء وعلى مر العصور وتقلبات الاحوال والازمان ببركة حفظ الله لك وامتداد متاع الله لك الى حين..سبحانه الذي اصطفى اهلك من بين القرى ((فمتعناهم إلى حين))
المتتبع لآي وقصص القرآن الكريم وخاصة فيما يتعلق بجانب الدعوة يلحظ بوضوح ان كل انبياء ورسل الله (على رسولنا وعليهم الصلاة والسلام) عانوا من صلف اقوامهم وتمردهم واستهزائهم بالرسل ودعوتهم بل وصل بهم الامر الى تسفيههم وإيذائهم بل حتى قتلهم…وبعد استحالة هدياتهم وخوفا على القلة المؤمنة من الافتتان والتصفية على أيدي اكابر مجرميها عجل الله لهذه الاقوام المتغطرسة المتجبرة العذاب
((فكلا اخذنا بذنبه فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الارض ومنهم من اغرقنا وماكان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون))
(إلا قوم يونس)
(فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين))
إن رب العزة تباركت اسمائه امتدح اهل هذه القرية من بين كل القرى ويعلم في علمه المسبق مدى طيبة اهلها فهم يختلفون عن كل خلقه..
إن خالط الايمان شغاف قلوبهم سيكونون بعدها رجال من طراز خاص في التضحية والصبر والجلد وكل صفة يحبها الله في عباده …
تلك الصفات التي كانت في علم الله جل جلاله, غابت عن ناظر سيدنا يونس عليه السلام ..فلم يصبر على دعوتهم فهجرهم الى غيرهم ..فأراد ربنا ان يبين لنا ان رسله وانبياءه عليهم الصلاة والسلام هم بشر مثلنا يصيبون ويخطئون ,وأن العصمة لرسله
(في الأيحاء لا في الآراء )
فأختار هذا النبي الطيب ان يتركهم ويركب البحر لينقل دعوته في وجهة اخرى لم يهجرهم للراحة فكان بهذا الرأي قد جانب الصواب ..فأراد ربك ان يعطي لنبيه وللبشرية درسا بليغا بالصبر والمطاولة على تحمل عبئ الدعوة ..فساقه الله الى ان
( يلتقمه الحوت وهو مليم)… فضج الى الله منيبا داعيا بدعوته العظيمة التي ارتجت لها السماوات والارض
((وذا النون اذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين ))
من عبق هذه القصة العظيمة ودلالاتها التي ستبقى خالدة الى ان يرث الله الارض ومن عليها ..ابعث بصرخة مدوية لتسمع من اصم الله اذنيه واعمى بصره وبصيرته واضل الطريق فسولت له نفسه تدنيس هذه القرية الطاهرة التي حباها الله وحفظها من كل سوء… كفوا اذاكم ولملموا فلولكم وارحلوا عنها قبل ان ينزل بكم غضب الجبار .
كيف سيكون حسابكم عند الله ياطغاة وجبابرة الارض!! وانتم تعيثون فيها فسادا؟؟
إشترك الجميع في قتل اهلها الآمنين.. اهلكتم الحرث والنسل ..موتاهم ملقاة في الازقة والشوارع ..جرحاهم تنزف دون علاج اطفالهم تصرخ رعبا ورضعهم يموتون بجفاف رزقهم في اثداء امهاتهم بسبب ظلمكم.. شيبهم وعجائزهم تيبست الدماء في عروقهم اهلها الان يتضورون جوعا وعطشا..إقتحمتموها بحجج واهية وكذب مكشوف ومسميات سئم اهلها من سماعها (مكافحة الارهاب ..اجتثاث البعث..ترسيخ الديمقراطية…المصالحة الوطنية…)وفي الطرف الاخر(عودة الخلافة واقامة حكم الله ..نشر العدل..طرد المليشيات الصفوية)……
جعلتم من اهلها دروعا بشرية لتصفية الحساب فيما بينكم ..دعوها لاهلها وارحلوا عنها ..سنوات عجاف مرت وهذه المدينة الطيبة تئن من بطشكم قطعتم اوصالها عطلتم مفاصل الحياة فيها اذقتم اهلها الذل والهوان كنتم اقسى عليها حتى من المحتل
تحملت هذه المدينة من جوركم الكثير
اي نوع من البشر انتم؟؟؟ كلكم نسخ مكررة للاجرام ( تنظيم داعش الفاحش/احزاب تدعي الاسلام جورا/ احزاب علمانية / مليشيات المالكي مجرم العصر او كما يحلو لاتباعه مختار العصر/عصائب الباطل/ منظمة غدر/مليشيا المهدي /حزب اللاة/…)…
(الا لعنة الله على الظالمين )
حتى فرعون وقارون واكبر عتاة الارض كان لديهم حيز من الرحمة خلت منها قلوبكم المتحجرة وجميعكم يدعي الاسلام والانسانية بهتانا وكذبا.
أجزم انها ستكون مقبرتكم ونهايتكم قدر الله وساقكم الى مهلككم!! اي مصير اسود كالح بإنتظاركم؟؟؟…
(وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون)
الا قوم يونس …الا قوم يونس