كتب احمد عبد السلام في موقع كتابات وادعى فيه كذب واقعة غدير خم.. سأقول له من ذكر الجليل المتعالي في سورة النحل (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) وكذلك قوله تعالى في سورة الانفال (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ).. وسأتناول بالتفصيل ماكتبه احمد عبد السلام .. وعلى الرغم من سيل الاساءات التي حفلت به كلماته.. سأتخذ الجانب الموضوعي في القضية وبكل روية وتمعن وارجو من احمد عبد السلام والاخرين الاعتماد على المصادر عند الكتابة والتصدي لموضوعة حساسة وتاريخية ومثار جدل وقد ادت الى صراع دموي عبر التاريخ بسبب التدليس والتزوير وكتمان الشهادة الحق.. علينا ان نحيا على بينة ونموت على بينة كما امرنا الباري عز وجل ..
.. لكن قبل ان ابين لك المصادر على صحة بيعة الغدير فانك تحدثت عن الدر المصفى الذي لو تمعنت في حياته ومآثره لماتجرأت على قولك ولما تجرات على ماكتبت . وهل تعتقد ان بيعة الغدير هي اكبر من ابي تراب .. كلا انه لم يطلبها بل هي هبة رب السماء وهو قد خاطب ربه ( ماعبدتك خوفا من نارك ولاطمعا بجنتك ، وجدتك اهلا للعبادة فعبدتك).. وهل يحتاج الكرار الى الغدير ان كان تعني زعامة وهو الذي قال للدنيا ( اذهبي غري غيري) ، وهو الذي اكد بأن هذه الدنيا لديه كعفطة عنز.. هل نكران بيعة الغدير تعني شيئا لديه وهو الذي رفض ان يأخذ درعه من اليهودي ووقف امام القاضي ليحكم بينهما .. ذلك الدرس المشع بنور العدل الذي هو علي ولا عدل على الارض بلا علي ( ع )( ابحث عن هذه الواقعة ) .. وهو الذي قال عن قاتله (ان العفو لدي قربى)، وهو الذي وضع جمرة في يد اخيه عقيل بن ابي طالب حين طلب منه ان يمنحه عطية من بيت المال..الا تخجل من التجاوز على من قال عنه الرسول الكريم ( علي مع الحق والحق مع علي ، اينما يدور يدور معه).. الا تخجل من التجاوز على من قال عنه الرسول الكريم ( انت مني بمنزلة هارون من موسى ولكن لانبي من بعدي).. كيف تجرأت على من اخاه النبي..هل تعرف حادثة اختيار المصطفى لعلي في المؤاخاة بين المهاجرين والانصار.. المؤاخاة حدثت بين واحد من الانصار وواحد من المهاجرين ،الا النبي والوصي فكلاهما من المهاجرين.. هل بعد هذه البينة حاجة الى ادراك ومغزى ان كنتم تعون المغزى والدرس.. الم يهاجر مع النبي الخليفة الاول كما تدعون فلماذا لم تحدث المؤاخاة بينهما واختار عليا .. تمعن فيها وستعرف مغزاها ياهذا.. تمعن في اية المباهلة وستعرف في القرآن ان النبي ( ص ) وعلي المجتبى من نفس واحدة (من سورة آل عمران بآية المباهلة ، و هي : ﴿ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ .. وجاء في صحيح مسلم : و لما نزلت هذه الآية : ﴿ … فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ … ﴾ دعا رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) عليا و فاطمة و حسنا و حسينا فقال :” اللهم هؤلاء أهلي ” .وانا اسألكم هل جاء الرسول بـ ( عائشة او ام سلمى .. الخ ) لكي يباهل بهم كما تدعون انهن من النساء التي اشارت اليهن اية التطهير.. ولماذا لم يقل القرآن ويشخص الاسماء ولماذا قال القرأن ان علي هو نفس محمد (ص)(ام ان القرآن كان يعني احدا من الصحابة وان الشيعة زوروا الحقيقة!!!).. هل تستطيع ان تنفي من المقصودين في هذه الاية ، ولماذا لم يباهل النبي ( ص ) بصحابته ومنهم ابي بكر وعمر وعثمان.. كيف تحكمون ياهذا وانتم تفضولون وتنحازون الى الذين قال عنهم الرسول (ص) وسماهم ( ابناء الطلقاء) وتشككون بابناء الرسول وهم الحسن والحسين ونساء الرسول وهي فاطمة الزهراء تحديدا وليس غيرها من النساء ، وتشككون بنفس الرسول وهو علي.. ألا ساء ماتحكمون.. هل تريد المزيد من الادلة ؟؟
1 – كتب احمد عبد السلام قوله (يدعي قسم من أئمة التشيع في القصه المشهوره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم الثامن عشر من ذي الحجه خطب خطبة في (غدير خم) ومن أهم ما أوصى به صلى الله عليه وسلم في الخطبه هو أن علي إبن أبي طالب سيكون خليفته من بعده. ويدعون بأن من شهد هذه الخطبة من الصحابة اكثر من مائة الف، وعلى راسهم الشيخين أبوبكر الصديق وعمر رضي الله عنهما وقد قاما بتهنئة علي كرم الله وجهه بعد نهاية هذي الخطبة.)..
الرد / يااحمد عبد السلام ان خطبة (غدير خم) لم تكن من ادعاءات او تدليس ائمة الشيعة كما كتبت وانما وردت في قائمة المصادر ومن مدونات علماء السنة وسأبدأ بابن تيمية .. وحتى لاتلقي الكلام جزافا وكان عليك ان تعود الى مصادر علماء السنة وهذا يثبت اما انك غير مطلع ولم تبحث في هذه المسألة أو انك تريد ان تلقى الكلام على عواهنه .. فهل كان ابن تيمية وابن كثير واحمد بن حنبل والالباني من ائمة الشيعة ؟؟؟ أ – .. يقول ابن تيمية وهو المعروف ببغضه للشيعة: ” وثبت في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم أنه قال : خطبنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بغدير يدعى ” خم ” بين مكة والمدينة (ابن تيمية : حقوق آل البيت ص 13( …
ب – كما روى ابن كثير في البداية والنهاية في الجزء 7 ص249 من طريق الحافظ عبد الرزاق عن معمر عن ابن جدعان عن عدي عن البراء بن عازب قال : خرجنا مع رسول الله )ص) حتى نزلنا غدير خم بعث منادياً ينادي فلما اجتمعنا قال : ألست أولى بكم من أنفسكم ؟
قلنا : بلى يا رسول الله (ص)
قال : ألست أولى بكم من أمهاتكم ؟
قلنا : بلى يا رسول الله
قال : ألست أولى بكم من آبائكم ؟
قلنا : بلى يا رسول الله (ص).
قال : ألست.. ؟ ألست.. ؟ ألست.. ؟
قلنا : بلى يا رسول الله
قال : من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه
فقال عمر بن الخطاب : هنيئاً لك يا يا بن ابي طالب، اصبحت اليوم ولي كل مؤمن
ج – اما من كتاب فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج2ص707ح967 : ” عن يحيى بن آدم ( ثقة ) عن رياح الحارث قال : جاء رهط إلى علي بالرحبة ، فقالوا : السلام عليك يا مولانا . فقال : كيف أكون مولاكم ، وأنتم قوم عرب ؟ ، قالوا : سـمعنا رسول الله يقول يوم غدير خم : من كنت مولاه فهذا مولاه . قال رياح : فلما مضوا اتبعتهم فسألت من هؤلاء ؟ قالوا : نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري “. ذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الرابع ص340 وعلق عليه ( قلت : وهذا إسناد جيد رجاله ثقات ) ، وكذا علق عليه محقق كتاب فضائل الصحابة وصي الله بن محمد عباس بقوله ( إسناده صحيح)……….
د – وفي كتاب واقعة صفين للحافظ الثقة إبراهيم بن ديزيل ص165-166 :
” حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي ( وهو ثقة من رجال البخاري كما قال الألباني في الإرواء ج4ص194) ، قال : حدثنا ابن فضيل ( ثقة محتج به في الصحيحين كما قال للألباني في الصحيحة ج2ص89 ) ، قال : حدثنا الحسن بن الحكم النخعي (ثقة ) ، عن رباح بن الحارث النخعي ( ثقة ) ، قال : كنت جالسا عند على عليه السلام ، إذ قدم عليه قوم متلثمون ، فقالوا : السلام عليك يا مولانا ، فقال لهم : أو لستم قوما عربا ! قالوا : بلى ، ولكنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلى مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره، واخذل من خذله. قال : فلقد رأيت عليا عليه السلام ضحك حتى بدت نواجذه ، ثم قال : اشهدوا . ثم إن القوم مضوا إلى رحالهم فتبعتهم ، فقلت لرجل منهم : من القوم ؟ قالوا : نحن رهط من الانصار ، وذاك – يعنون رجلا منهم – أبو أيوب صاحب منزل رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال : فأتيته فصافحته ..
هـ – ويقول ابن حجر : ” إن حديث الغدير صحيح لا مرية فيه . ولا التفات لمن قدح في صحته ولا لمن رده .ويقول كذلك ” إن حديث الغدير صحيح لا مرية فيه وقد أخرجه جماعة – كالترمذي والنسائي وأحمد وطرقه كثيرة جدا ، ومن ثم رواه ستة عشر صحابيا وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته . وكثير من أسانيدها صحاح وحسان ولا التفات لمن قدح في صحته ولا لمن رده ..ابن حجر الهيثمي : الصواعق المحرقة – ص 42 – 44 . يقول ابن كثير في تفسيره ” وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال في خطبته بغدير خم ابن كثير : تفسير القرآن العظيم ج 4 – ص..يقول سبط بن الجوزي : ” اتفق علماء أهل السير على أن قصة الغدير كانت بعد رجوع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من حجة الوداع في الثامن عشر من ذي الحجة جمع الصحابة وكانوا مائة وعشرين ألفا وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه. نص ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على ذلك بصريح العبارة دون التلويح والإشارة . يقول الإمام مسلم في صحيحه : ” وعن زيد بن أرقم قال : قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوما فينا خطيبا بماء يدعى ” خما ” بين مكة والمدينة فحمد الله ووعظ وذكر ، ثم قال : أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله . . . ثم قال وأهل بيتي . . . ” ولهذا يقول ابن حجر كما تقدم – ” إن حديث الغدير صحيح لا مرية فيه ، ولا يلتفت لمن قدح في صحته ولا لمن رده ” . صحيح مسلم : ج 7 – ص 122 – 1وأخرج الحافظ النسائي في الخصائص : عن زيد بن أرقم قال : لما رجع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات ثم قال : كأني دعيت فأجبت وإني تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض . . . ثم قال : إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن : ثم أخذ بيد علي ( رض ) فقال : من كنت وليه ، فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . . . فقلت لزيد : سمعته من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : نعم ، وإنه ما كان في الدوحات أحد إلا ورآه بعينه وسمعه بأذنيه..النسائي : الخصائص – ص 39 – 40 – 41 .وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم عن زيد بن أرقم قال : ” لما رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من حجة الوداع ونزل غدير ” خم ” أمر بدوحات فقممن ،فقال : كأني دعيت فأجبت ، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله تعالى وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، ثم قال : إن الله عز وجل مولاي ، وأنا مولى كل مؤمن ، ثم أخذ بيد علي ( رض ) فقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . . . ” . يقول الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وقد أخرجه الحافظ الذهبي في تلخيصه على المستدرك . . . ” الحاكم : المستدرك على الصحيحين – ج 3 – ص 109 وأيضا الحافظ الذهبي في تلخيصه .وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم عن زيد بن أرقم قال : ” لما رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من حجة الوداع ونزل غدير ” خم ” أمر بدوحات فقممن ،فقال : كأني دعيت فأجبت ، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله تعالى وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، ثم قال : إن الله عز وجل مولاي ، وأنا مولى كل مؤمن ، ثم أخذ بيد علي ( رض ) فقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . . . ” . يقول الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وقد أخرجه الحافظ الذهبي في تلخيصه على المستدرك . . . ” الحاكم : المستدرك على الصحيحين – ج 3 – ص 109 وأيضا الحافظ الذهبي في تلخيصه .
اما المصادر الأخرى للحديث فجاءت لدى:ـ ابن حجر العسقلاني : الإصابة – ج 2 – ص 15 – وأيضا ج 4 – ص 568 . المقريزي ..الخطط – ج 2 – ص 92 . الإمام أحمد في مسنده : ج 1 – ص 331 ط 1983 . البيهقي : كتاب الاعتقاد – ص 204 – وأيضا 217 ط بيروت – 1986 .السيوطي : الجامع الصغير – ج 2 – ص 642 . السيوطي : تاريخ الخلفاء ص 169 . المحب الطبري : الرياض النضرة – ج 2 – ص 172 . ابن خلكان : وفيات الأعيان – ج 4 – ص 318 ، 319 . الخطيب البغدادي : تاريخ بغداد – ج 7 – ص 437 . ابن قتيبة : الإمامة والسياسة ج 1 – ص 109 .يقول سبط بن الجوزي : ” اتفق علماء أهل السير على أن قصة الغدير كانت بعد رجوع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من حجة الوداع في الثامن عشر من ذي الحجة جمع الصحابة وكانوا مائة وعشرين ألفا وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه . . . الحديث . نص ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على ذلك بصريح العبارة دون التلويح والإشارة .
.. وهكذا يكون قول احمد عبد السلام ارتجاليا غير صحيح وغير موثق ولم يعتمد المصادر فلماذا يااحمد عبد السلام تكتب قولك بأن علماء الشيعة هم من اخترع ونسج قصة بيعة الغدير وتتهمهم بالكذب والتزوير ؟؟ اترك الامر لك واتمنى ان لا ينطبق عليك قول القرآن ( وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا)..
[email protected]