نشر التحليل في : جريدة الزمان و كتابات و كاردينيا والمثقف
مايحدث في هذه الايام في اقليم كردستان ‘ أذا اردنا ان نكون صريحين مع انفسنا لايسعنا الا القول : انه من المؤسف ما يحدث ‘ في حين يجري العمل على قدم وساق تحت عنوان ( إستفتاء لاستقلال كردستان ) ‘ ترى أن تلك إلاجراءت توحي باستعدادات للبدء بمعركة صعبة يؤدي بنا نحو نفق لانرى في نهايته اي ضوء .
جهة المبادرة لتنفيذ عملية الاستفتاء ‘ اختارت توقيت يطالب فيه جميع القوى المؤثرة في المنطقة باعادة النظر في التوقيت او ألغاء القرار …!! وكل جهة منطلقه من مصلحتها ورغم ادعاءهم بانهم مهتمين باستقرار المنطقة التي نعيش فيها ‘ ولكن لكل منهم هدف يختلف عن الاخر يريد ان يحققه ‘ وهؤلاء منقسمون الى قسمين ‘ الاول (تركيا و إيران ) ضد العملية برمته ‘ أما الجهات الدولية ليست كذلك بل فقط يطالبون بتاجيل هذه العمليه .
اما داخل الاقليم ‘ أن اهل كردستان ‘ وأطرافها السياسية الوطنية ‘ وهم الجهات التي من المطلوب ان يكون رأيهم و موقفهم جدير بالاهتمام خصوصا انهم يعبرون عن ارائهم حول العملية بعقلانية واضحة مقدرين كل العوامل المانعة للاستعجال في السير بالعملية .
قراءه متأنية وبموضوعية لموقف اكثرية الناس في الاقليم واطرافها السياسيه يظهر أن موقفهم ليس باتجاه تحدي اوممانعة عملية الاستفتاء لاستقلال كردستان ‘ لان رغبة الاكثرية المطلقة من الشعب الكردي ( ليس في الاقليم الجنوبي – العراق فقط بل كل اقاليم كردستان المقسمة ) هي رغبة استقلال الناجز ‘ لذلك التشكيك بموقف معبر عن ملاحظات حول كيفية التعامل مع التوجه نحو العملية بحد ذاتها تضع الطرف المتمسك بتحديد التوقيت والسير ( باصرار غريب ..!! ) يعني توجه نحو مجهول في ظرف معقد يعيشها اهل كردستان اخطرها عدم وجود ارضية او قاعدة اقتصادية معتمدة لادامة الحياة والبناء الان و في الغد عندما نتوجه لتحقيق امنيتنا الغالية ‘ وكل يعرف ان نسبة ( لا ) الحاسم بمعنى رفض الاستقلال ( أذا تمت العملية ) لايتجاوز في كل الاحوال نسبة 4 الى 5 % من الاصوات ‘ وهذه النسبة ليس ذي اهمية في اي استفتاء ..
مانريد أن نسلط الضوء عليه حول هذا الموضوع هو نقطتين :
الاول : أن قرار التوجه نحو الاستفتاء من جانب اختيار التوقيت دون اخذ بنظر الاعتبار مايمربه الاقليم نفسه من الداخل حيث : عدم وجود توافق السياسي وتعطيل المؤسسات التشريعية و وضع الاقتصادي سيء والسيء جدا ‘ وازمة البطالة واخطر من كل ذلك عدم الانتهاء من الحرب ضد الارهاب ليس فقط في العراق بل في المنطقة كلها ‘ أن أصحاب طرح هذه الملاحظات هم اشخاص واطراف وطنية مخلصة يطرحون ملاحظاتهم من منطلق الحرص على مستقبل الشعب الكردي الذي لم يستطيع من يقودهم وخلال اكثر من عشرين عاماً تاسيس قاعدة اقتصادية متينة بحيث ومنذ اكثر من عامين تعاني من ازمة مالية خانقة بحيث تتاخر رواتب العاملين في دوائر الحكومية شهور وليست اسابيع ‘ و لكن مع الاسف نرى توجه ( تخوين ..!) للذين يطرحون هذه الملاحظات ويطالبون بالتريث والتوجه الى الاستفتاء لحين نضوج الظرف من كافة جوانبه ‘ من هنا ان توجه تهمة التخوين الى هؤلاء توجه خطير يؤدي الى تعميق الازمات والتفرقة ‘ حيث ليس من المعقول اهمال كل هذه المبررات الموضوعية والاصرار على التوجه نحو المجهول دون اي ضمان.
والثاني : لنا تصور وقراءة متواضعة حول مصداقية الجهات الاقليمية والدولية حول طلبهم بتأجيل أو إلغاء التوجة الى الاستفتاء ‘ ونقرأ تلك المواقف هكذا ( علينا أن نقراْ موقف الادارة الامريكية وإيران و تركيا دون أن نكون متفائلين بأن مواقفهم تهدف الى وقف اصرار دفع الوضع الكردي نحو المجهول ويؤدي بهم الى تأجيل او اعادة النظر بقرارهم لصالح مستقبل قضية الكرد بصوره عامه‘ لان تلك الجهات الثلاثة لهم حساباتهم في الحالتين يتمسكون به ‘ أذا تم التأجيل أو إلالغاء سيكونون بعيدين عن خلق مشاكل جانبية ‘ لذلك يتخذون الموقف الان :
الجانب الامريكي كناصح ‘ وتركيا وايران كنوع من التهديد ‘ فاذا كانت النتيجة التي هم يقصدونها فبها ‘ واذا لم يتم التاجيل او اعادة النظر فسيكون :
من جانب ايران وتركيا ان التمسك بسير عملية الاستفتاء سيكون دافع لفتح الباب لتجديد رغبة التوجه نحو الهيمنه على الجزء الشمالي ضمن دولة العراق كما كان زمن وجود امبراطورياتهم واصرار تركيا على ابقاء قواعدها العسكرية احد مظاهر التمسك بتلك الرغبة
أما الادارة الامريكية التي لها ستراتيجيتها الثابتة في هذه المرحلة وهي عدم عودة الاستقرار الى هذه المنطقة في الاقل لحين الثلاثينيات هذا القرن ‘ فأن الاصرار على السير بعملية الاستفتاء ضمن وجود ازمات معقدة في الاقليم سيكون موقفي تركيا وايران يساعد الادراة الامريكية للتوجة نحو مساعدة الوضع نحو التعقيد اكثر وذلك عن طريق تحرش بايران مثلا و تقويض توجهات اروغان تحت نفس العنوان .
في هذا الوضع المعقد الذي يعيشه الكرد في اجزاء وطنه المقسم ‘ والصورة اكثر انتشار مع الاسف معاناة تفكك الارادة ‘ لابأس ان نذكر الخيرين بان امامهم اختيارين لاثالث له : فأما ان يتوجة قادتهم المخلصين في الاجزاء الاربعة لتحقيق الحلم لتشكيل ارادة واحدة كقومية ضحية ظلم الغرب الاستعماري الذي ضحى بوحدتهم ووحدة شعوب المنطقة كخطوة لااخلاقية لكي لايبقى عائق امام تنفيذ وعده بلفور الاجرامي ‘ ولكي يواجهون الكرد متحدين العالم مؤكدين وحدتهم القومية طالبين الامم المتحدة بانصافهم اذا هي مؤسسة حقيقية تضمن وحدة وحرية الشعوب ‘‘ ام يتوجة الخيرين الكرد متحدين ضمن كل بلد مقسم وطنهم بينهم يوحدون الصف ليكون في بغداد و طهران و انقرة و دمشق الكرد صاحب القرار وليس طالبين الحقوق .
ولكن من المؤسف لايظهر اي بادرة للتوجه نحو اي من الاختيارين في الافق ‘ أن كثير من الخيرين الكرد يتخوفون من أن يؤدي الاصرار على سير بالشعب نحو المجهول لايضمن وحدة الصف والارادة ويدخل هكذا توجه نحو مراهنه غير مضمونة ‘ وهذا يعني لعبة الحظ الذي ذهب عصره مع عدوانية القوى المهيمنه بل يؤدي الى خسارة ما كسبنا بدم ودموع بدل تعميقها ضمن الفرص التاريخية .