17 نوفمبر، 2024 9:22 م
Search
Close this search box.

إلارهاب ومعركتنا الخاسرة

إلارهاب ومعركتنا الخاسرة

تفجيرات بروكسل , وقبلها باريس لن تحدث تحولا جذريا في السياسة الأوربية ، ولن تأبه الرأسمالية الغربية لضحايا البلدان مادامت الخزائن تملأ والارصدة تتضخم من ثروات البترول العربي الخليجي ، هكذا هي الرسمالية بجشعها وتاريخها الاستعماري البغيض .
ان اوربا واميركا اذا ارات الحرب الحقيقية على الإرهاب والقضاء على منظماته من القاعدة وداعش والنصرة وغيرها فعليها ان تبدأ من الضغط والعقوبات والحظر على أنظمة الخليج من السعودية وقطر والإمارات ونظام اردوغان ، المطلوب تغيير جذري في بنية هذه الأنظمة وثقافة مجتمعاتها يبدأ بتغيير العلاقة بينها وبين مواطنيها من علاقة العبودية والبيعة والموالاة إلى علاقة الحاكم المسؤول والشعب السائل ، كما يجب تفكيك مصادر الثقافة الإرهابية مثل ما تسمى هيئة كبار العلماء في السعودية والاتحاد العالمي للعلماء للمسلمين وغيرهما من المؤسسات الموبوءة بالوهابية وفتاواها ويوازي ذلك حظر وسائل الاعلام التي اختصت ببث وترويج الفكر الطائفي والتكفيري المتطرف .
لاشك أن الإسلام بهذا الإرهاب الأعمى خسر كثيرا من سمعته وصورته ليس في ذهنية الآخر غير المسلم فقط , وإنما في ذهنية المسلم نفسه ، لقد اتجهت شعوب أوربا اليوم وبعد التفجيرات الاخيرة الى تفضيل اليمين المتطرف ومنحته قوة أكبر نحو تسلم مقاليد السلطة بسبب هذا الإرهاب ، فاليمين حقق عبر الجبهة الوطنية مالم يحققه في تاريخه في انتخابات فرنسا المحلية , وكذلك في المانيا على حساب انجيلا ميركل وحزبها ، وفي اميركا برز ترامب المرشح الأوفر حظا للتنافس على رئاسة البيت الأبيض بخطابه المتطرف وتفضيل قطاع عريض من الشعب الامريكي لهذا الخطاب ، شعوب أوربا رأت في وصول اليمين المتطرف إلى الحكم هو الرد المناسب على يمين إسلامي إرهابي متطرف ، وفي كل الأحوال فإن المسلمين هم الطرف الخاسر في هذه المعركة مع أوربا لأنهم شعوب متخلفة تبحث عن الأمان ولقمة العيش مع ان البحث كلفها ان يكون كثير من أبنائها طعاما لسمك البحر أثناء هجرتهم إلى أوربا .
تستطيع أوربا ( الكافرة) ان تغلق البحر وتهجر من لديها من المسلمين إلى بلدانهم ، وتمنع أي عربي مسلم من المرور في مطاراتها ، وتغلق جامعاتها
بوجوههم ، وتمنع أي استثمار في البلدان العربية والإسلامية وتجد البديل في شعوب آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية التي لا تدين بالإسلام .
هذا السيناريو المرعب لو أخذت به اوربا وأميركا ماذا يملك المسلمون لمواجهته ؟ هل يفيدهم مفتي أعمى مثل عبد العزيز ال الشيخ أو عجوز مخرف مثل القرضاوي ؟
نحن المسلمون الطرف الخاسر في هذا الإرهاب حتى لو كان القتلى فيه فرنسيين أو بلجيكيين ، ولكن ليس في القوم رجل رشيد .

أحدث المقالات