23 ديسمبر، 2024 5:36 ص

إكذوبة الثورة الاسلامية في ايران

إكذوبة الثورة الاسلامية في ايران

طامة كبرى ان يعتقد قطاع واسع من العرب والمسلمين بأن هناك فعلا ثورة اسلامية حدثت في ايران عام 1979 على يد رجل الدين الخميني و ان يتم غسل دماغ جمعي لقطاعات واسعة من طبقة البسطاء خاصة وبقية الطبقات بصورة عامة بقداسة هذه الثورة الاسلامية على أساس انها نابعة من وجدان الشعب الايراني وليست مصنوعة في مطابخ السياسة الغربية .
وطامة كبرى ان يعتقد قسما من العراقيون الشيعة ان حكومة الجمهورية الاسلامية في ايران تريد مصلحة الشعب العراقي عموما ومصلحة العرب الشيعة العراقيين خصوصا وفي الحقيقة لاتريد الا ان تستخدمهم كدروع لحماية مصالحها وخدمة مآربها في بناء قوة اقليمية كبرى تتحكم في الشرق الاوسط والعالم العربي والاسلامي .
خلال حرب 6 تشرين الثاني 1973 بين العرب واسرائيل أعلن الملك السعودي الراحل فيصل بن عبدالعزيز وقف تصدير النفط للدول الداعمة لاسرائيل ورفع شعار النفط كسلاح في المعركة والتزمت به الدول العربية المصدرة للنفط مما خلق أزمة كبيرة للطاقة في العالم الغربي تلاها طفرة في أسعار النفط واستفادت ايران من العوائد الهائلة التي انهالت عليها واستغلها شاه ايران في تطوير البنية التحتية في ايران وتسليح هائل للجيش الايراني كي يلعب دور شرطي الخليج.
لست في معرض الدفاع عن النظام الشاهنشاهي الايراني السابق وسلبياته كأحد كبار رموز الإستبداد في الشرق الأوسط ولكن آثار إقتلاع نظامه صدعت العلاقات العربية العربية والعلاقات العربية الايرانية لان هذا النظام الديني الجديد يعلن جهاراً عياناً هدفه تفتيت المنطقة والسيطرة عليها بشعاره سيء الصيت بتصدير الثورة الى دول الجوار العربي .
إن منطقة الخليج العربي التي تشكل عصب الاقتصاد العالمي بماتحويه من منابع النفط والغاز والاحتياطي الاكبر في العالم لايمكن ان تترك سدى وليدة لإختيارات شعوب المنطقة لأنظمة حكمها أو لمسارات تغيير ديمقراطية حقيقية تعمل لمصلحة شعوبها وهذه المنطقة الحساسة في العالم كانت ولازالت يمارس عليها الكثير من التأثير المباشر او غير المباشر في تغيير أنظمة حكمها تبعا لمصلحة الغرب كمحصلة نهائية وليس لمصلحة الشعوب وان هناك مصلحة غربية عليا بأن تكون دول هذه المنطقة محكومة بأنظمة ديكتاتورية مطلقة مع بعض الرتوش التي تختلف من بلد الى آخر وبالتالي الى ديكتاتور (مقاول حكم) يقوم بتنفيذ المصالح الاستراتيجية للغرب على أن لا يعبر خطوطاً حمراء متفق عليها معه مسبقا ، وإلا سيتم إعادة النظر وتغييره بنظام حكم جديد او بالأحرى مقاول ديكتاتوري جديد .
يبدو أن شاه ايران عبر خطوطاً حمراء بفتح صفحة تعاون مع الاتحاد السوفيتي السابق في مجال مد إنبوب الغاز الطبيعي الى الاتحاد السوفيتي وإبرام صفقة ناقلات الاشخاص المدرعة مع جمهورية تشيكوسلوفاكيا الاشتراكية السابقة ورفض أن يعيد إستثمار عوائد النفط في سندات وبنوك الدول الغربية بصورة كاملة كلياً وكانت هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير.
http://www.youtube.com/watch?v=dnU6CDCqZ14

بدت الصهيونية العالمية متذمرة من الشاه محمد رضا بهلوي منذ اواسط عام 1976 وقامت وسائل الإعلام العالمي بحملة تسقيط تدريجية لتهيئة الرأي العالمي والايراني خاصة للثورة عليه والإتيان بعميل جديد يرتدي حلة رجل دين وشعاره الجمهورية الاسلامية في إيران

ولم يتوانى الشاه السابق من إعلان حنقه من اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأميركية عبر وسائل الاعلام كونه يعمل على زعزعة حكمه .

كانت القترة من 1977 الى 1978 في أوج الحرب الباردة بين المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي والمعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة وخصوصا بعد الإحتلال السوفيتي لافغانستان فتظافرت المصالح الغربية لخلع الشاه محمد رضا بهلوي والإتيان بحكومة إسلامية الشكل لصد كل الطموحات السوفيتية من التمدد والوصول الى المياه الدافئة (منطقة الخليج العربي) وبالتالي خنق المصالح الغربية عبر السيطرة على منابع البترول .

كانت نظرية المفكر الاستراتيجي الراحل زبغنيو برجينسكي ( Zbigniew Brzenski ) مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس الأسبق جيمي كارتر تقول بضرورة إنشاء حزام حكومات اسلامية للدول المحاذية جنوب الاتحاد السوفيتي السابق دشنت بقيام انقلاب عسكري في باكستان بقيادة محمد ضياء الحق عام 1977 وتقريب الجماعة الاسلامية الباكستانية في الحكم وبدء تطبيق قوانين الشريعة الاسلامية فيها وانتقل التنفيذ اللاحق الى ايران حيث أعلن برجينسكي في حال ذهاب الشاه فان القوى الوحيدة التي تستطيع الوقوف في وجه الخطر الشيوعي هي التنسيق والائتلاف بين المؤسسة العسكرية ورجال الدين في ايران ،
تحليل برجينسكي قائم على ان رجال الدين بطبيعتهم معادين للشيوعية ولديهم امكانية تعبئة الجماهير، كما ان المؤسسة العسكرية منسجمة فيما بينها وان الجيش الايراني في حينها والمكون من 400 الف رجل مدرب على معادة الشيوعية وعلى مجابهة الانتفاضات، لذلك فان الائتلاف بين الجيش ورجال الدين من شأنه مواجهة الخطر الشيوعي بعد رحيل الشاه .
لم يكن الأمر صعبا ان يتم الاتفاق بين الغرب مع الخميني لمقاولة إنشاء جمهورية إسلامية في ايران وأن يتم تلميعه بسرعة فائقة خلال اقل من سنتين عبر وسائل الاعلام الغربية نفسها حيث كانت وقتها المحطات الإذاعية الاكثر شهرة البي بي سي ومونت كارلو واذاعة صوت اميركا تلهب المشاعر في تغطيتها للأحداث داخل ايران وكانت تنشر بيانات الخميني ونشاطاته خلال فترة إقامته في ضاحية نوفل ‌لوشاتو الفرنسية بالقرب من باريس عام 1978 التي وصلها قادماً من النجف الأشرف بعد إقامة فيها لمدة 14 عاما .
كان فقراء المدن هم أول الشرائح الاجتماعية التي أشعلت فتيل الثورة ففي حزيران 1977 وعندما حاولت الشرطة إزالة الأكواخ السكنية الفقيرة في جوانب طهران إندلعت انتفاضة عارمة استمرت المواجهات الدامية فيها بين الشرطة والسكان لأكثر من شهرين ولم تهدأ إلا مع تراجع النظام عن خططه.
تم التغرير بالحركات السياسية الايرانية للنزول بتظاهرات شعبية جديدة في طهران والمدن الايرانية الاخرى حيث نزلت جموع أنصار حزب توده الشيوعي الايراني و”منظمة فدائي خلق” و”منظمة مجاهدي خلق” وقواعد “الجبهة الوطنية” و”حركة حرية ايران ” الى الشوارع وحملت على اكتافها شرارة التظاهرات وعند اشتداد قوة التظاهرات تحرك رجال الدين وركبوا الموجة ضد الشاه في كانون الاول 1978 .
الولايات المتحدة أمرت الشاه محمد رضا بهلوي بالخروج من ايران وأرسلت الجنرال الاميركي هايزر للمكوث في طهران طويلا للإشراف المباشر على التغيير المطلوب وليقول لجنرالات الجيش الايراني ان لا يقفوا في وجه الثورة ويتركها تنتصر بدل فكرة القيام بإنقلاب عسكري ولإرساء فكرة التناغم والتعاون بين الجيش مع الثورة.
إقتضت المسرحية لعب دورالعداء للولايات المتحدة وإسرائيل فرفع نظام الخميني شعار أميركا هي الشيطان الأكبر ومحاربة الاستعمار وطرح أخطر شعار وهو شعار تصدير الثورة وصب كل جهده بإتجاه العراق والدول العربية في الوقت الذي كانت على حدود إيران الشرقية يتواجد نظام شيوعي أفغاني ملحد ومسنود بقوات الإحتلال السوفيتي لم يقم فيها بأي دور ساند ضد مقاومة الحكومة الشيوعية المجاورة له وإمعاناً في المسرحية تم افتعال قضية الرهائن بعد احتلال السفارة الاميركية في طهران والظهور في موقف المعادي للإمبريالية الغربية والتي إنطلت على البسطاء من الناس في حين ان الامر لم يكن اكثر من فيلم هوليودي ليكون ورقة تقوية الجناح الراديكالي الديني بمواجهة التيارات العلمانية المشاركة في الثورة وتقوية سيطرة أتباع خميني أكثر على مقاليد الامور في ايران وصولا الى فرض نظام ولاية الفقيه والذي هو عبارة عن دكتاتورية جديدة مغلفة بإطار ديني .
في خضم مسرحية الرهائن تم تكريس السلطات بيد الجناح المتشدد الموالي للخميني والقضاء على كل آراء المعارضة لمبدأ ولاية الفقيه التي عبر عنها رجال الدين في قم وطهران وتصفيتهم على الرغم من كونهم اكثر فقها وإجتهاداً من الخميني نفسه ولايمكن التغافل عن دوره المشين في تصفية أستاذه ومعلمه في حوزة قم آية الله العظمى محمد كاظم حسن الشريعتمداري الذي خلصه من الإعتقال أيام حكم الشاه عندما قام بإصدار رأيا بإعتبار الخميني مجتهداً حيث كان في ضمن الدستور الايراني مادة تمنع محاكمة المجتهدين.
واصل التيار الديني المتشدد من أنصار الخميني تصفية كل المجتهدين الحقيقين في حوزة قم والشخصيات السياسية التي شاركت في الثورة ضد الشاه ممن يمكن ان يشكلوا عقبة في هيمنة الخميني على السلطة الدينية والرسمية في ايران وتم التخلص من الحسن بني صدر ومهدي بازركان والطالقاني وبهشتي و قطب زادة والبطش بكل القوى السياسية الليبرالية وعلى رأسها حزب توده ومجاهدي خلق والاحزاب الليبرالية الايرانية وكان الخميني قد أمر في صيف عام 1988 بإعدام كافة المعارضين في السجون الذين لم يغيروا موقفهم من السلطة وخلال شهر رمضان في ذلك التاريخ أعدم ما يقارب 4500 سجين ، الأمر الذي اثار احتجاج نائبه آيه الله حسين على منتظري حيث قام بانتقادات حادة له ولنظامه والأساليب القمعية التي استخدمت ضد المعارضين مما عرضه للإقصاء وفرضت عليه الإقامة الجبرية في منزله بمدينة قم وتعرض أتباعه للاضطهاد والظلم كما تعرض العديد من أقربائه للاغتيال.
في الوقت الذي كانت الحكومة الايرانية الاسلامية تجبر الحجاج الإيرانيون على التظاهر في مكة المكرمة في مواسم الحج ضد أمريكا و إسرائيل كان التعاون السري بينهم على أعلى المستويات وخصوصا فيما يخص توريد السلاح وقطع الغيار خلال الحرب العراقية الايرانية ولعبت الصدفة دوراً في كشفها منذ البداية بتاريخ 18 تموز1981 عندما أسقطت وسائل الدفاع السوفيتية طائرة أرجنتينية تابعة لشركة اروريو بلنتس التي هي واحدة من سلسلة طائرات كانت تنقل السلاح و قطع الغيار بين إيران و إسرائيل قامت صحيفة التايمز اللندنية في وقتها بنشر تفاصيل دقيقة عن هذا الجسر الجوي السري حيث إستلمت إيران ثلاث شحنات الأولى إستلمتها في 10 تموز 1981 والثانية في 12 تموز 1981 والثالثة في17 تموز 1981 وفي طريق العودة ضلت طريقها ثم أسقطت في أراضي الاتحاد السوفيتي.
الغريب ان المسؤول عن حلقة الوصل بين ايران واسرائيل هو صادق طباطبائي الذي كان من المقربين جداً للخميني شخصياً كون أبنه أحمد الخميني متزوجا من اخت صادق طباطبائي والمثير كونه في نفس الوقت ابن أخت رجل الدين اللبناني موسى الصدر .
صادق طباطبائي كانت له فضيحة أخرى وهي القاء القبض عليه متلبسا في مطار دوسلدروف وفي حقيبته كيلو ونصف من المخدرات في كانون الثاني 1983 كانت من ضمن الأعمال القذرة التي يقوم بها النظام الايراني .

وفي مقابلة مع جريدة ( الهيرالد تريبيتون) الإمريكية في 24 آب 1981 إعترف الرئيس الإيراني السابق أبو الحسن بني صدر أنه أحيط علماً بوجود علاقة بين إيران وإسرائيل وأنه لم يكن يستطيع أن يواجه التيار الديني المتشدد الذي كان متورطاً في التنسيق والتعاون الإيراني الإسرائيلي و في 3 حزيران 1982 إعترف مناحيم بيغن بأن إسرائيل كانت تمد إيران بالسلاح وعلل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي أسباب ذلك المد العسكري الإسرائيلي إلى إيران بأن من شأن ذلك إضعاف العراق .
انسحب العراق الى حدوده الدولية في حزيران 1982 لإعطاء الفرصة لدعوة وقف اطلاق النار بين البلدين خاصة بعد تزامن الاجتياح الاسرائيلي الى لبنان في شهر حزيران نفسه ،وقوبل برفض نظام خميني وقف اطلاق النار فيما كانت الاعلام الايراني الرسمي ينافق ويطبل متباكياً على المخيمات الفلسطينية والشعب اللبناني وانه يريد المشاركة في درء العدوان الصهيوني عن لبنان وان العراق يعوق مشاركته .
رفض النظام الايراني المتمثل بسلطة الخميني لقرارات مجلس الأمن الدولي 479 ، 522 ، 540 ، 582 ، 588 لوقف اطلاق النار بين العراق وايران يضعه مسؤولا أمام الله عن أعداد الضحايا الكبيرة التي سقطت بين الطرفين فهل كان يمثل نظاما إسلامياً حقيقياً يصبو الى حقن دماء المسلمين.
اذا كان صدام حسين يتحمل بذمته أمام الله أرواح الجنود العراقيين والايرانيين منذ بداية الحرب في 22 أيلول 1980 فان الخميني يتحمل بذمته أمام الله أرواح الجنود العراقيين والايرانيين من نهاية حزيران 1982 ولغاية 8 آب 1988 عندما تجرع السم وقبل وقف اطلاق النار بين البلدين بناءا على قرار مجلس الامن الدولي 588 .
لم ينقطع إعلام نظام الخميني بالتطبيل نفاقا بالعداوة للشيطان الأكبر واسرائيل طيلة الحرب العراقية الايرانية وكانت الأسلحة تصله بدون انقطاع مباشرة من اسرائيل التي انكشفت مرة اخرى على اثر فضيحة ايران – كونترا بتوريد 258 صاروخ دفاع جوي نوعية هوك و2500 صاروخ مضاد ضد الدبابات نوعية تاو بالاضافة الى قطع الغيار حيث استمرت الشحنات الجوية للفترة بين 20 آب 1985 ولغاية 28 تشرين الثاني 1986 بين تل ابيب وطهران و كشفت الامر صحيفة الشراع اللبنانية بتاريخ 3 تشربن الثاني 1986 بصورة دقيقة صفقات السلاح الاميركية والمرسلة من اسرائيل بالاضافة الى تفصيلات زيارة روبرت ماكفرلين مستشار الامن القومي القومي الاميركي و 4 مساعدون له الى طهران والاجتماع مع شخصيات رفيعة المستوى في إيران لمدة 5 ايام التي جرت خلال شهر ايلول 1986 .
تحولت هذه الصفقة السرية إلى فضيحة عرّت الثورة الإيرانية في مهدها وأسقطت بطلان ادعاء الثورة بمعركتها لتحرير القدس وأطاحت بولاية الرئيس الأمريكي ريغان الثانية.
ولا بد من الاشارة الى الكاتب “تريتا بارسي” أستاذ في العلاقات الدولية في جامعة “جون هوبكينز”، ولد في إيران و نشأ في السويد و حصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية ثم نال بعدها شهادة الدكتوراة في العلاقات الدولية من جامعة “جون هوبكينز” في رسالة عن العلاقات الإيرانية الإسرائيلية والذي ألف كتاب “التحالف الغادر: التعاملات السريّة بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة حيث يقول: على عكس التفكير السائد، فإن إيران و إسرائيل ليستا في صراع أيديولوجي بقدر ما هو نزاع استراتيجي قابل للحل. يشرح الكتاب هذه المقولة و يكشف الكثير من التعاملات الإيرانية – الإسرائيلية السريّة التي تجري خلف الكواليس والتي لم يتم كشفها من قبل. كما يؤّكد الكتاب في سياقه التحليلي إلى أنّ أحداً من الطرفين (إسرائيل وإيران) لم يستخدم أو يطبّق خطاباته النارية ، فالخطابات في واد والتصرفات في واد آخر معاكس .
وفي حوار تلفزيوني مع قناة الجزيرة الفضائية بتاريخ 17 كانون الثاني 2000 أجاب الرئيس الايراني السابق أبو الحسن بني صدر على سؤال مقدم البرنامج إن كان الإمام الخميني يحدثك عن رؤيته مع دول الجوار العربي ومع دول الخليج ؟ وهل كانت لديه أطماع في التقدم عسكرياً تجاه هذه الدول من أجل تصدير الثورة مثلاً؟
أبو الحسن بني الصدر :
لم يحدثني بهذا الموضوع، ولكن كان هناك مشروع آخر، كان يريد إقامة حزام شيعي للسيطرة على ضفتي العالم الإسلامي ، كان هذا الحزام يتألف من إيران والعراق وسوريا ولبنان وعندما يصبح سيداً لهذا الحزام يستخدم النفط وموقع الخليج الفارسي للسيطرة على بقية العالم الإسلامي ، كان الخميني مقتنعاً بأن الأمريكيين سيسمحون له بتنفيذ ذلك ، قلت له: إن الأمريكيين يخدعونك ، ورغم نصائحي له ونصائح الرئيس عرفات – الذي جاء يحذره من نوايا الأمريكيين – فإنه لم يكن يريد الاقتناع
http://www.aljazeera.net/programs/pages/a8ecee83-6b58-42ed-92b7-bf45820313f7
ومن المفارقة أن كثيراً من أسرار المؤامرة الايرانية على العراق أطرافها يصرحون بها علناً دون مواربة عندما اعلن نائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية والبرلمانية سابقًا محمد علي أبطحي، ومن أرض دولة الإمارات العربية، ليقول بلا تردد ولا خجل في ختام أعمال مؤتمر «الخليج وتحديات المستقبل» الذي نظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية في 15/1/2004 : إنّ بلاده (قدمت الكثير من العون للأمريكيين في حربهم ضد أفغانستان والعراق) وأنه (لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة) .

وقبلها سبقه الرئيس الإيراني الراحل علي أكبر هاشمي رفسنجاني وفي خطبة الجمعة في (8) فبراير (2002م) في جامعة طهران قائلاً: (إن القوات الإيرانية قاتلت طالبان، وساهمت في دحرها، ولولا مساعدة القوات الإيرانية في قتال طالبان لغرق الأمريكيون في المستنقع الأفغاني) وتابع قائلاً: (يجب على أمريكا أن تعلم أنّه لولا الجيش الإيراني الشعبيّ ما استطاعت أمريكا أنْ تُسْقط طالبان ) .
كانت مكافئة النظام الايراني هي إدراج منظمة مجاهدي خلق المعارضة في لائحة المنظمات الارهابية قبل حرب إحتلال العراق وتسليمه على طبق من ذهب الى حكومة ملالي إيران .
التلميحات التي ادلى بها مير حسين موسوي حينما تضاربت مصالحه مع النظام الايراني الحاكم بعد قمع ثورته الخضراء حسب ادعائهم بأنه خلال فترة عمله كرئيس للوزراء ولغاية 1989 بأنه لم يكن يعلم وغير مسؤول عن الاعمال الارهابية التي كانت تقوم قوات الحرس الثوري وفيلق القدس الارهابي وكشف النقاب عن دور المرشد خامنئي في خطف طائرة “الجابرية” الكويتية في أبريل 1988 وكشف أنه كان ضد تلك العملية الإرهابية التي استمرت فيها عملية الخطف 16 يوماً وتخلّلها إعدام مواطنين كويتيين هما عبدالله محمد حباب الخالدي وخالد اسماعيل ايوب بدر ورمي جثتيهما من الطائرة في مطار الجزائر.
وأضاف: “من حقّ المرء أن يناقش كل الأمور الغامضة في بداية الثورة ومقدار القمع والعنف في التعامل مع مناطق مثل كردستان وخوزستان (عربستان ) وفي مرفأي “توركمان” و”لانغيه” والإعدامات الجماعية في العام 1988 للسجناء الذين كان لهم علاقات مزعومة مع جماعات يسارية أو مع جماعة “مجاهدي الشعب” والتي راح ضحيتها اكثر من 30000 شخص ايراني .
كشف انه كتب في رسالة إستقالته الى خامنئي إشارة الى سلب صلاحيات حكومته في السياسية الخارجية وان السيد لاريجاني يقول في مكان ما أن الاتصالات بالولايات المتحدة الأمريكية كانت تجري عبر خمس قنوات ولكنه كرئيس للوزراء، ليس لديه إطلاع على اي من هذه القنوات.”
كتب موسوي في هذه الرسالة التاريخية في اشارة الى العمليات تجري خارج الحدود دون علم حكومته : ” انت تعلم مدى المصائب الفاجعة و التأثيرات السلبية لهذه العمليات على البلد اكثر من اي شخص آخر. نحن نعلم بعمليات إختطاف الطائرات بعد القيام بها، نحن نسمع خبر اطلاق النار من قناص في في احد شوارع لبنان بعد ان يسمع كل العالم دويّه، نحن نعلم بوجود متفجرات بيد الحجاج في مكة بعد أن تكتشفها السلطات السعودية. مع الاسف وعلى رغم الضرر الذي يواجهه البلد بسبب هذه العمليات و لكن يمكن وقوعها في أي لحظة و أي ساعة بإسم الحكومة.”
حتى الشيخ حسن الطفيلي أول رئيس لحزب الله اللبناني ينأى بنفسه عما فعله نظام ولاية الفقيه في ايران في التناغم وخدمة السياسة الاميركية

إدعاء نظام الجمهورية الاسلامية في ايران ظاهريا ونفاقا بأنها رأس الحربة في الدفاع عن المستضعفين في العالم هو إكذوبة كبيرة تنطلي على البسطاء والسذج فهي لاتتوانى باستخدام كل الوسائل الميكافيلية للوصول الى غاياتها بعيدا عن شعاراتها المرفوعة ولازال في الاذهان خلال الحرب التي وقعت بين أرمينيا واذربيجان بين عامي 1992 و1993 حين وقفت مع أرمينيا ولم تساند أذربيجان التي هي دولة ذات أغلبية مسلمة شيعية المذهب .
نظام ولاية الفقيه تم صنعه في مطابخ ودهاليز السياسات الغربية وتم دعمه بصورة خفية لكي يصعد الى الواجهة في منطقة الشرق الاوسط ويتمدد في تدخلاته في دول المنطقة ( العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن ) ليكون خنجراً في خاصرة العالم العربي والاسلامي حسب العقد المبرم لمقاولة تخريب العلاقات العربية الايرانية والعلاقات العربية العربية على المدى الطويل ولحساب الصهيونية العالمية وإن إدعاءات نظام الولي الفقيه بقيادته لمحور المقاومة والممانعة لتحرير القدس ما هو إلا ذريعة لتنفيذ مشروع إيران كبرى في المنطقة.