7 أكتوبر، 2024 1:44 ص
Search
Close this search box.

إكذوبة الإعتداء على الصحفيين

إكذوبة الإعتداء على الصحفيين

أغلب الإعتداءات على الإعلاميين العراقيين تقوم بها حمايات النواب والشخصيات السياسية وقد مللنا من تكرار هذه القصص لكنا لم نتساءل لِمَ تحدث هذه الإعتداءات ؟ إنها تحدث بسبب التهافت الكبير من قبل الاعلاميين على المسؤولين فجل مايطلبه الاعلامي هو رؤية السياسي وتبويسه والتقرب اليه والتقاط صورة تذكارية مع سيادة النائب الفلاني والوزير الفلاني والنيل بصداقته وطلب رقم هاتفه والإتفاق على موعد إستضافته في القناة ؛ هذا التهافت ينتج عنه هدية فئة الورقة أو الفئة الحمراء هذه الأيام نتيجة التقشف ! يقدمها السياسي نتيجة لهذا التهافت الكبير الذي يبذله الإعلامي ! لابد للحمايات أن تتخذ الإجراءات اللازمة للقضاء على ظاهرة التهافت وهي محقة في كل ماتقوم به من إجراءات لمنعه ! ليس من المعقول أن تبقى الحمايات متفرجة لهذا العدد الكبير من مايسمى بالاعلاميين وهم يدخلون على سيادة المسؤول ؛ بل من واجبها أن تدفع وتمنع هؤلاء عنه لكي يمارس أعماله من دون هذه المضايقات وهذا التدافع اللامبرر لم تبقَ للإعلاميين حيلة مع هذه الحمايات المهنية سوى التشهير بهم بحجة الإعتداء على الصحافة ! وبادر الكثير من الاعلاميين بالاعتداء على الحمايات لكي يقوموا بالاعتداء عليه وبالتالي يعتبر هذا الاعتداء من الإنتصارات الكبيرة له ولقناته ! وخلال دقائق نشاهد إحتفالات القناة بمراسلها وعواجلها تزف بشرى تلك الحادثة السعيدة !
ويصبح المراسل بطلا ! ومن خيرة ماعرفته الصحافة العراقية الى يومنا هذا ! كم من المراسلين منعوا من التصوير في أماكن محددة لكنهم يذهبون الى تلك الأماكن عنوة لكي يحصلوا على مايستحقونه من إهانات وإعتداءات لكي يصورنها على إنها إنتصارات إعلامية كبيرة ! لاأعرف لماذا هذا التسارع والتعاطف الكبير مع الاعلاميين دون معرفة الأسباب التي أدت الى هذه الإعتداءات ؟ هل من المعقول أن نتعاطف مع الإعلامي حتى لو كان معتديا على الحمايات ؟ اليست الحمايات عليهم واجبات ويعملون على تطبيقها ؟ هل تريدون أن نتعاطف مع الإعلامي حتى لو كان داعشيا ؟ أنا أحترم الإعلامي الذي لايحترم السياسي ؛ ولايلهف لرؤيته وإستضافته وهل رأيتم مثل هذا الإعلامي ؛ طيلة هذه السنوات التي مرت علينا يشترك الإعلامي والسياسي في قتلنا ؛ وساهم الإعلامي مساهمة كبيرة في زيادة آلة القتل بقصد أو من دون قصد يوميا يطل علينا تجار الدم من خلال الاعلامي ووسيلته الإعلامية وكلما كان السياسي دمويا أكثر كلما كانت إستضافته أكثر والأمثلة كثيرة جدا والأسماء معروفة بالتفاصيل ماكان لهؤلاء القتلة أن يحجزوا مقاعدهم كل أربع سنوات لولا تحالف الإعلام معهم وبالتالي من واجبي أن أنبه الى إن الإعلاميين شركاء مع السياسيين في المشهد العراقي منذ السقوط الى يومنا هذا لاتتصوروا إن هذه الإعتداءات ستخلق هوة وقطيعة بين الاعلامي والسياسي لأن أحدهما يكمل الآخر وبفقدان أي طرف منهما سيفشل الآخر .

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات