كيف يمكن للناس أن تحاسب المسؤول الذي يفرّط في سلامة الوطن؟ كيف يمكن للمواطن الذي فقد الرفاهية والعدالة الاجتماعية أن يقول لسياسي فقد الضمير كفى استهانةً بمشاعر الناس. سيقول البعض أنت تقصد حتماً عباس البياتي الذي اكتشفت أحزاب السلطة مؤخراً أنّ وجوده يُعدُّ انتهاكاً لمبادئ هذه الاحزاب ” المؤمنة “. وتتذكرون أننا عشنا مع عباس اليباتي فصولاً ” هزلية ” كثيرة كان أشهرها حين أكد أن التحالف الوطني ” مقدّس ” ولا يجوز المساس به مثله مثل زميله خبير المصالحة المستدامة عامر الخزاعي الذي أكد أنّ محاسبة نوري المالكي عن ضياع الموصل لاتجوز، فالأمر شبيه بما جرى في معركة آحد! ظلّ ساسة التحالف الوطني يصرّون على ليّ عنق الوقائع والأحداث ليدعموا توجهه ومواقف أحزابهم، فالبعض أصر على أن يعتبر عصرنا هو عصر المختار، وآخر هتف للجعفري ” علي وياك علي ” ، وعشنا مع علي الاديب فصولاً مشوقة وهو يحذّر العراقيين من الدولة المدنية،لأنها بحسب رأي ” سماحته “:” دولة معادية للإسلام، معادية للأديان، وأصحابها يريدون أن يحصلوا على مكان المسؤول المتدين “. منذ سنوات وأنا أتابع عباس البياتي الذي لا أعرف بالضبط ما هي وظيفته ، آخر مهنة مارسها هي الإشراف على معمل استنساخ قادة للعراق الجديد. البياتي الذي يجلس على كرسيّ البرلمان منذ عام 2005 ، لايريد أن يتحلّى بقليل من الرحمة والشفقة تجاه هذا الشعب المغلوب على أمره الذي يطلب منه دوماً أن يتابع تصريحاته المسكونة بالألغاز وعلامات التعجب، و يصرّ أن يحاصرنا في الفضائيات والصحف ويطلق سيلاً من الكلمات التي فقدت صلاحيتها منذ مدة طويلة، طبعاً أتمنى ألاّ يتصور البعض أنني أريد أن أسخر من السيد النائب، ولكنني أؤمن كما يؤمن غيري كثيرون أن أفكار وخطب السيد البياتي لو تم إلقاؤها على شعب آخر لأصيب معظمه بنوبات هستيرية من الضحك. ولهذا لم تفاجئني تصريحات البياتي الأخيرة حول الاحزاب الخمسة التي شبّهها بأهل الكساء وهو التصريح الذي سيمرّ من دون أن يُحاسب البياتي ، لأنه تعوّد أن يقول ما يتمناه قادة الاحزاب الدينية ،فالرجل يتخلى عن الموضوعية حين يكون الحديث عن أحزاب السلطة، وهو يعتقد أنّ غالبية الشعب يحبون السياسيين وإنجازاتهم العظيمة ويفضلونها على ساسة ومسؤولي بلدان عجزوا عن خدمة شعوبهم مثلما فعل عباس البياتي ورفاقه خلال الخمس عشرة سنة الماضية.