4 نوفمبر، 2024 11:54 م
Search
Close this search box.

إقليم كوردستان أعتراف مشروط بالاستقلال

إقليم كوردستان أعتراف مشروط بالاستقلال

في موقف جديد من امريكا ازاء استقلال كوردستان عن العراق قالت مساعد وزير الخارجية الامريكية لشؤون النزاعات و عمليات الاستقرار (دينيس ناتالي) ان بلادها تدعم استقلال اقليم كوردستان عن العراق بشرط ان توافق بغداد على ذلك , جاءت اقوال (ناتالي) في ندوة نقاشية في واشنطن بشأن استقلال الشعوب و ان سياسة بلادها مع وحدة اراضي الدول .
من جهته انتقد الخبير و الدبلوماسي الامريكي (بيتر غالبريث) خلال الندوة السياسة التي تتبعها بلاده في قضية استقلال الشعوب .
و اجمع كل من (ناتالي و غالبريث) في الندوة على انه افضل طريق لأستقلال اقليم كوردستان هو ان يتوصل المسؤولون في اربيل و بغداد الى اتفاق و قناعة على هذا الامر (المصدر / شفق نيوز / 6/4/2019)
ان قراءة متأنية لهذا التصريح من مؤسسة رسمية امريكية ذات نفوذ وقرار موقف يحمل الكثير من المعاني والدلالات منها :
إن مواقف الدول و خاصة العظمى منها تتأرجح بين التأييد و الرفض تجاه القضايا الاقليمية والدولية حسب ما تمليه عليهم مصالحهم الذاتية و إن كانت على حساب حقوق الشعوب و استقلالهم , و هكذا كانت و ستكون , فأمريكا التي وقفت بالضد من اجراء الاستفتاء في اقليم كوردستان قبل اكثر من سنة بحجة انها ستقلل من اهمية محاربة (داعش) و ان و حدة العراق تأتي في اولويات عملها في المنطقة بدأت موقفها تتغير تجاه هذه القضية .
ان ربط استقلال اقليم كوردستان بموافقة بغداد على اساس الاتفاق و القناعة مؤشر على ان امريكا تريد من الحكومة العراقية ان تكون قوية و تمتلك القرارات المصيرية للقضايا و المشكلات التي تواجهها مع المعرفة المسبقة بأن العراق لا يمكن ان توافق على الاستقلال , بل انها على استعداد ان تركب ظهر الدبابات و تتحكم الى القوة في ادنى اشارة الى ذلك , مثلما كانت في السابق و ان تمد يدها الى المناؤين لسياساتها و تتفق و تتأمر من اجل النيل من اهداف الشعب الكوردستاني وأنها تدل على ان امريكا جعلت من الاستقلال شأن و مسألة داخلية يتم معلجتها ضمن إطار الدولة العراقية ، وانها برئت نفسها من التأثير وفي الحقيقة غير ذلك فقد يكون هذا التصريح بمثابة ورقة ضغط عليها إن لم تستجب لسياساتها.
انها تعني بان ارادة الشعوب لا يمكن ان تقهر و ان النضال الطويل و التضحية لابد ان تأتي بثمارها يوماً و ان طال بعدها , فبحر الصيف تفوح رائحة الورود , لذا فان ثمار الاستفتاء الكوردستاني و نتائجها المذهلة في هذه البقعة من الشرق الاوسط الذي لا يعرف من الديمقراطية إلا الاسم و الحرية إلا الشعار , فقد قال الشعب الكوردستاني كلمة الفصل و ها قد بدأت الدول تستفيق من سباتها و تراجع موقفها منها نحو الايجاب ، و هذا يدل على ان ما مارسه الشعب الكوردستاني كان حقاً طبيعياً و قانونياً و ارادته لا ينحني امام الصعاب و المؤامرات مهما كثرت و تعددت .
ربما يكون المراد منه ايقاض اعداء الشعب الكوردستاني و من وقف تجاه تطلعاته طيلة السنوات السابقة و خاصة ايام الاستفتاء الكوردستاني في 25/9/2017 ليبدؤا من جديد بحياكة المؤامرات في الغرف المظلمة لأن استقلال كوردستان كلمة تقشعر منه ابدانهم و تحمر به سواد عيونهم , و ان الضرب على هذا الوتر تعني توجيه الانظار اليه من جديد بعد ان استطاع ارجاع عافيته و اعاد المياه الى مجاريها و الاسوء منها ان تبدأ الجماعات الارهابية و خاصة (داعش) بتوجيه السهام و النبال اليها بكثافة بعد ان نالت على ايدي قوات البيشمةركة الهزائهم تلو الهزيمة و ظهورها هنا و هناك مؤشر لا يبشر بالخير في ظل ضعف ظل القوات العراقية على مسك تلك المناطق في كركوك و الموصل .
ان الموقف الامريكي الجديد يفرض على الشعب الكوردستاني و قيادته السياسية ان تتأنى في خطواته و مواقفه و ان تكون حذرة من الانزلاق الى الهاوية التي لارحمة فيها و لا حنان .

أحدث المقالات