23 ديسمبر، 2024 10:52 ص

إقليم كردستان بين الانقسام والانفصال؟!!

إقليم كردستان بين الانقسام والانفصال؟!!

اثارت التصريحات الأخيرة لرئيس إقليم كردستان السيد مسعود البارزاني خلال الزيارة التي قام بها الى واشنطن والتي اعلن فيها عن تنظيم استفتاء شعبي في الإقليم حول الانفصال عن العراق الامر الذي جوبه بالتنديد والاستنكار لهذه الدعوة خصوصاً قي ضل الأوضاع الأمنية المتردية وضياع ثلث الأراضي العراقية بيد داعش الامر الذي عُدّ امر مدبر ومخطط له وتقف ورائه اجندات خارجية وداخلية مستفيدة من هذه الحرب المعلنة , اذ يعد الاكراد هم الجهة الوحيدة المستفدة مما يجري الان في العراق ومنذ سقوط النظام الصدامي وحتى يومنا هذا .
استغل الاكراد الوضع المتشنج والطائفي بين السنة والشيعة والصراع السياسي والإعلامي والتي بالتأكيد اضعفت الطرفين على حساب ازدياد النفوذ الكردي , ليصبح الأخير الرابح الأكبر بعد اضعافهم لبقية مكونات الشعب العراقي التي كانت تنافسهم خصوصاً الأقليات .
كما ان الوضع الأمني السيء شجع الكثير من العراقيين من السنة والشيعة اللجوء الى المناطق الأمنة وتحديداً إقليم كردستان , مما سهل عملية وصول رؤوس الأموال وشجع عمليات الاستثمار والاعمار والبناء ودخول كبريات الشركات العالمية ورؤوس الأموال للاستثمار والتجارة وبذالك أصبحت كردستان الملاذ الآمن لرؤوس الأموال العراقية والعالمية , الامر الذي شجع قيام العشرات من المشاريع الاقتصادي في القطاعات وبالتالي إقامة الفعاليات السياسية والاقتصادية والثقافية من مهرجانات ومؤتمرات ومعارض كبرى شملت شركات عربية وعالمية في حين بقية مناطق البلاد تعيش يومياً تفجيرات مروعة يلملم فيها ابناءه من شتى الطوائف جراحهم , لتعود مسيرة المفخخات في استنزاف الطاقة العراقية على حساب القوة الكردية والتي تعيش وضع امناً مستقراً .
ثم ان هناك دوافع وأسباب أخرى كثيرة , وهي الرغبة الكردية في اضعاف الحكومة المركزية على حساب تقوية حكومة الإقليم وتكون هي واجهة العراق , وبالتالي المؤهلة في فتح قنوات الحوار مع الأطراف الإقليمية والدولية بكل ما يتعلق بالعراق , وما زيارة السيد البارزاني الا بداية تنفيذ المخطط ويسعى من خلاله اظهار نفسه كمنقذ للبلاد من خطر الإرهاب والاستعداد لاعلان الانفصال عن العراق بصورة نهائية .
ان التطورات السياسية والعسكرية الأخيرة والتصدي للارهاب الداعشي اثبتت ان الاكراد ذاهبين الى الانفصال عن البلاد لا محالة , خصوصاً مع استغلال سيطرة داعش على بعض المناطق في شمال ديالى والتمدد الواضح للقوات الكردية على هذه الأراضي والسيطرة عليها واعلانها مناطق كردية , وهذا ما نشرته العديد من الصحف العالمية والتي اثبتت ان خطوات مشروع اعلان الدولة الكردية حقيقية لتكون هي بوابة العراق الغربية والاوربية , بل بديلاً عن العراق وحكومته.
اعتقد ان السيد البارزاني واقليمه يمر بأسوء حالاته خصوصاً مع نهاية ولايته الثانية وسعيه في البقاء في ولاية ثالثة , الامر الذي ادا الى تراجعه سياسياً , ناهيك عن الوضع الاقتصادي المتدهور وخروج اغلب الشركات من الإقليم بسبب خسارتها وعدم قدرة الإقليم على سد الاحتياجات خصوصا في الجانب الاستخراجي للنفط , كما ان الخطوات الانفصالية للسيد البارزاني اكسبته الكثير من الخصماء السياسيين خصوصا مع التيارات الإسلامية الكردية التي أصبحت منافساً للحزب الديمقراطي الكردستاني , اما الموقف الأمريكي فلم يكن بأحسن حال من الموقف الداخلي الكردي اذ اعلن الرئيس الأمريكي أوباما انه ليس مع انفصال الاكراد عن العراق بل مع عراق موحد , كما ان الأوضاع التي تعيشها المنطقة اليوم لاتعطي الضوء الأخضر للسيد البارزاني في تنفيذ مخططه , ليبقى حلم الانفصال البارزاني قائماً ينتظر التحقيق …