18 ديسمبر، 2024 8:09 م

إقليم كردستان، أزمات كثيرة وحلول عقيمة!

إقليم كردستان، أزمات كثيرة وحلول عقيمة!

الحقيقة المرّ و المؤلمة التي لا نرغب بالاعتراف بها أو سماعها هي أنّه لا يوجد عندنا في إقليم كردستان نظام سياسي ولا اقتصادي ولا تعليمي ولا صحي بمعناه الحقيقي. كل شيء عندنا يسير بالبركة (و حتى البركة لم تعد لها وجود لقد رحلت مع الطيبين) وبقرارات وإجراءات فردية ارتجالية عقيمة غير مدروسة ودون ضوابط. فصرنا نمشي بالمظاهر الخدّاعة، و ندّعي أمام العالم بأنّنا نمتلك كل شيء لكن في الحقيقة والواقع لا نمتلك سوى الشعارات الرنانة الجوفاء، واجتهادات فردية لا تُعمر طويلا . والأوضاع الداخلية، على مختلف الأصعدة، تزداد سوءا يوما بعد آخر، دون حلول أو معالجات موضوعية تذكر . لقد أرهق المواطن وتاه ما بين أزمة الكهرباء والماء والرواتب والبطالة والمحروقات والفساد والجباية…إلخ. و أصبح التفكير الأول والأخير لمعظم المواطنين هو كيفية الهجرة والهروب من هذه المأساة إلى أوربا. وللأسف شعار الإصلاح الذي رفعته الحكومة الحالية لم نرَ له أثرا إيجابيا على أرض الواقع أو على معيشة المواطن!

في دواخل المسؤولين يعلمون علم اليقين بأنّ هناك أخطاء كثيرة بحاجة إلى معالجات جدّية لكنهم يحاولون القفز من فوقها وتضليل الرأي العام، ظنا منهم بأنّهم أذكياء، و أنّ هذه الحركة الذكية لا يُقدم عليها سوى العباقرة، لكنها في الحقيقة هي حركة غبية تنم عن جهل مركب. المشكلات رحلت من كابينة حكومية إلى أخرى حتى أصبحت ككرة ثلج ضخمة فوق تل مرتفع تنتظر لمسة صغيرة لكي تنزل على أهل المدينة الآمنين، الذين يئنون من الاهمال والفساد ، فتسحقهم جميعا دون استثناء.

من يعتقد بأنّ بقاء امتيازاته مرهون بهذه الفوضى عليه أن يراجع التاريخ القريب والبعيد ليعرف أنّ عواقب الفوضى غالبا ما تكون وخيمة وقاسية جدا مالم تعالج. تتحمل الأحزاب الكردستانية كافة مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في أقليم كردستان ولو بنسب متفاوتة، والحلول بعد الله بيدها، فهي الوحيدة القادرة على تحويل المجتمع من الجحيم إلى النعيم أو العكس. فهل ستقدم هذه الأحزاب مصالح الشعب على مصالحها الذاتية الضيقة والعبور بالسفينة المثقوبة إلى بر الأمان قبل فوات الأوان، أم أنّها ستساهم في اغراقها أكثر فأكثر؟