23 ديسمبر، 2024 3:50 ص

إقـامــة تـمـثـال للـفـاسـد المـجـهـول

إقـامــة تـمـثـال للـفـاسـد المـجـهـول

الفـاســدون في العـراق والذيــن تم ايـصالـهم للسـلطة .. طبعـا ً لم تكــن بـصـدـفـة الـقـضاء والـقدر بـل تم اختـيارهـم بـدقـة من قـبل الدولة التي مهـدت لهم الطريق للوصول للأماكن التي تتحكم بالـمال والسـلطة وان ما يغلب على طبيعـة تصرفات هؤلاء ( الفاسـدين ) في بـدايـة مشـوارهم هو خـفـة الدم والـظرافـة.. من أجل الوصـول الى هـدفـهم باسـرع ممـا لو كان ( ثـقل الدم ) في تصرفاتـهم .. ومن خلال هذه الظرافـة يتـمكنون من الدخول الى ( قـلب ) المسـؤول .. وبالتالي ( حصاد ) ظرافتهـم من خـلال ( المناقصـات ) و( الكومشـنات )التي لايسطتيع عبـاقـرة اقسام الـتدقـيق او خـبراء الرقـابـة الـمالية من الوصول الى نـتـيـجة أو مـعرفـة أس الفسـاد . او مكان الخلل .
فـي سـنوات سـابـقة ..قـرأت في أحد التحقيقات الصحفية العربيـة .. ما ملخصه .. ان احد فطاحل مهـنة المحاماة . ترافع في قضـية فـساد شـهيرة ، ضد المـتهم الرئـيسـي فيها ، وكان محـتالا ً من الطـراز الأول .. واعترف هـذا المحامي إذ قال .. رغم شـدة مـرافـعـتي ضـده ، شـعرت بـنوع من الاعجاب بـعبـقـريـته في النصب والاحتيـال وخروجـه من القضية مثل الشـعرة من العجين !! ويردف هذا المحامي بالقول .. حتى طلبت مــن محامي هــذا الفاسـد ان يطلب من موكله ان يؤلف ( كتاب ) يـروي فـيه ضروب الفساد والاحتـيال التي قام بهـا خلال حياته .
فالخــلاصة ان ( الفسـاد و الاحتيال ) هـو نـوع من انـواع (( الــفن )) فـبـمـقدار ما يكـــون مبلغ ( الفســـاد ) كبـيـيرا ً بـمقدار ماتكون ( السعادة ) اكبر .
فلكل شـعب من شـعوب العالم تماثـيل او ( نـصب ) تخلد صفحات من تأريـخها او ترمز الى احدى القـيم الخالدة .. كنصب الجندي المجهول او قـوس الـنصـر .. وعـندنا في العراق نصب ( كهرمانة ) وهو يرمز الى ( علي بابا والاربعين حرامي ) .. ولكن ومن المـحتـمل ان يطـالب ( الفـاســدون ) في العراق في يوم من الايام بوضع تمــثال يرمز الى ( الـفاســد الـمـجـهول ) ..