23 ديسمبر، 2024 5:11 ص

إقتلوا الحكيم أو إطرحوه أرضاً

إقتلوا الحكيم أو إطرحوه أرضاً

سعى أولاد يعقوب لإبعاد يوسف عنه، لما يحتله هذا الأخ من مكانة خاصة في قلبه أبيه، الحسد كان يتملكهم والخبث صفتهم، فيوسف لم يكن لهم إلا الأخ الوفي المحب لجميع أخوته، لكن الشيطان إستحوذ على قلوبهم، ليزيل البصيرة منها، ليظلوا عن طريق الحقيقة، فسولت لهم أنفسهم عندما حانت الفرصة لكنهم لم يقتلوه وإنما أبعدوه، ليرجع يوسف بعد حين السيد والملك عليهم .
يعتبر السيد عمار الحكيم يوسف زماننا، فقد تمتع بحب المرجعية وأتباعها، ليتمكن ويتوفق بالفوز بحب جميع العراقيين على إختلاف مللهم ونحلهم، كان عراقيا قبل أن يكون شيعيا أو عربيا، فنجح بجمع العراقيين بمختلف قوميايتهم ودياناتهم ومذاهبهم تحت خيمته، التي ورثها من جده الإمام محسن الحكيم الذي كان الجامع المانع، لنراه كشهيد المحراب في تواصله مع جميع أخوته في العقيدة والوطن، ليتتجسد فيه روح عزيز العراق الذي فدا نفسه من أجل العراق ليسهر الليالي من أجل راحة العراق وشعبة .
بعد وفاة أبيه عزيز العراق تكفل عمار بهذه الأمانة، لينطلق بمشاريعه التي تصب في مصلحة الوطن، فما كان إلا ليستوحذ على قلوب الناس، فطرح للساسة مشاريعه التنموية والمستقبلية التي أستشعرت بحال المواطن، فكان العراق أولا قبل كل شيء، ليسعى لجمع المتخاصمين ويصالحهم، والبصرة البقرة الحلوب عاصمة إقتصادية تحفظ حقوقها، وميسان عمق الأهوار لتحفظ سومريتها الضاربة بالقدم، والنجف عاصمة المتدينين ليحفظ علويتها فهي رمز التشيع في العالمين، وأنبارنا التي أستشعر بخطارها ونادى وأستصرخهم ليحفظوها، لكنهم خشوا على كراسييهم ليتنازلوا عنها على طبق من ذهب للإرهاب العالمي التكفيري .
كل هذه لم ترى النور، رغم وجود التخصيصات لها، فقد عطلوها حتى لا يتنعم المواطن بخيراتها، ولم يقفوا هنا، بل تجاوزوا جميع الخطوط الحمراء بعد فشلهم بإبعاد الحكيم عن قلوب محبيه ومريديه، ليحاولوا قتله في قلوب الناس، فتعرضوا لتاريخ أسرته، وليطعونوا في شرفه، فيتهموه بالخيانة والعمالة إلى أن وصل أحدهم بتكفيره، وحتى في مسألة تلبيك نداء الجهاد إتهموه بالتخاذل، فتناسوا إنه أول من لبى نداء مرجعيته العليا التي لا يزال ينطلق من رحمها، فلم يبادلهم الحكيم إلا بالتي هي أحسن والكلمة الطيبة، ولم تؤثر كل هذه المحاولات التي بائت جميعها بالفشل .
ففي كل مرة الحكيم يتعالى جراحه، ليمد يد التسامح معهم ويسعى دائما إلى توطيد جسور الثقة معهم، متناسيا كل ما تعرض له منهم، فكان كجده علي المرتضى (صلواته تعالى عليه) رغم ما فعله القوم معه فتح أبواب بيته لهم، أرادوا قتله وسعوا وفي كل مرة يفشلون وسيفشلون دائما، لأن الحكيم لم ينو حكم العراق أو الوصول إلى سدة الحكم، فعرف عنه بالتنازل والإيثار  .
نعم تنازل عن الحكم لهم، من أجل الوحدة وحفظ البيت الشيعي من التصدع، فكان في كل زلزال يبادر إلى مسك البيت وحفظه من خطر الأنهيار، لا  يزال الحكيم هو الأقرب إلى قلب الشيعة ومرجعيتهم، وسيجتاز كل الصعوبات ليزداد قرابة أكثر، وهؤلاء الأخوة سيأتي زمان ليركعوا له إعتذارا وندما عما بدر منهم، وسيتعالى الحكيم على كافة جراحاته وسيطوي تلك الصفحات ليقبل إعتذارهم .