· صدام لا سني الهوى ولا بعثي.. طائفته مجده وحزبه نرجسيته!
حقق العراق وفورات مالية تفوق الوصف، في غضون عشر سنوات، بان أثرها، واضحا، على الشعب، من حيث القدرة الشرائية، وقيمة الدينار، وإستحداث أساليب إنفاق راقية، وإكتشاف أنماط جديدة من الرفاه، المؤدي الى طرق إستهلاك متنوعة، ترتبت عليها سعة في الاستيراد، وسعادة في العيش، أقتربنا خلالها من انماط معيشة دول إقليمية كانت حلما بالنسبة لنا.
وذلك بمجرد أن انتظم تصدير النفط، وفق حسابات دستورية، لا يتحكم بها افراد مطلقو الارادة، من دون رادع رقيب، كما هي الحال قبل 2003.
النقلة الإقتصادية التي يرفل فيها العراقيون، يود الارهاب لو أن بيننا وبينها أمدا بعيدا، وله في ذلك أسباب تتباين، من طرف ارهابي الى آخر، من دون ان تختلف بالمحصلة النهائية، وهي حرمان الشعب العراقي، من حق التمتع بثرواته، إنما يريدونه بائسا فقيرا، يتشرد في اصقاع الارض، يستجدي “اليسوة والما يسوة” ممن أغدق عليهم صدام كوبونات النفط، يذلون العراقي، نظير فتات من أمواله!
غادرنا تلك الحال “جا غير يخلونا نعيش” تضافرت قوى إقليمية، عدة، على إجهاض التجربة الديمقراطية، في العراق، منها لأسباب طائفية ساذجة، وأخرى جراء التنافس الاقتصادي المحموم، وسواها تخشى نجاح الإنموذج العراقي، فتطالبها شعوبها بمثله؛ لذا بادروا منذ الايام الاولى لإحباطه.
فثمة من صنع المستحيل للإطاحة بصدام، مشترطا ان يسلم الحكم بعده للفئة التي ينتمي لها؛ وإلا يقلب العراق رأسا على عقب، مع ان صدام لم يكن سني الهوى ولا بعثي، إنما طائفته مجده وحزبه نرجسيته!
ودول تخشى استثمار العراق نفطه الى أقصى طاقته تضافرا مع ثرواته الثرثارة الاخرى، بما فيها القناة العراقية الجافة، التي تعطل حتى مرور السفن في قناة السويس، ما يعني ان للعراق نسبة مهولة من اقتصاد العالم المار.. تبادلا بين الشرق والغرب.
وهو اقتصاد عام يدار من قبل مجالس نواب ووزراء ورئاسة.. منتخبات ديمقراطيا، بإشراف محكمة دستورية؛ يعني لا عائلة تتوارث ولا طاغية ينفرد.. فكيف يتركون التجربة تنجح، وتقض مضاجعهم، بنجاح تطالبهم شعوبهم بمثله، بينما هي ساكنة الان.. هاجعة، شاكرة لحكامها انهم ينتشلونها من القدر الذي آل اليه العراقيون بعد سقوط الطاغية.
مع انه قدر ليس تلقائيا، انما صنعوه هم بايديهم من خلال عملاء لهم، ملغومين داخل العملية السياسية، وارهاب صريح يبعثون به الينا، من دون خوف ولا حياء.
سياسيون يمنعون الحكومة من تقديم الخدمات، حتى باتت الكهرباء معجزة على مدى أحد عشر عاما، تصرمت، وأكبر مشروع من محطات توليد الكهرباء، لن يستغرق ستة اشهر بيد ابسط الشركات المتخصصة.
لكن العراقيين واعين للفخ؛ فأحبطوه ولم ينجرفوا الى ما حثهم المندسون عليه، من تحامل.. مفترض.. على الحكومة، بل، تلاحموا معها.. شعبا واعلاما وقوات مسلحة، دحرت “داعش” وقبله “القاعدة” وسبقهما “الاخوان المسلمون” و”البعثية” مثبتين الا يصح سوى الصحيح، ولسوف تشهد صناديق الاقتراع المقبلة، حسن إختيار العراقيين، لمن يثبت جدارته، بتحمل مسؤوليات احتواء مخططات اعاقة الرفاه المرتبط بالنقلة الاقتصادية المبنية سلوكا اجتماعيا قائما على عافية الاقتصاد، الذي يفوق دولا اقليمية كثيرة، واقتصادات عظمى ترفل شعوبها برفاه، تؤهلنا ثرواتنا لأفضل منه، لو تركت الحكومة تعمل والشعب يعيش.