23 ديسمبر، 2024 3:23 ص

إقتداءً بالعالم المتقدم / 1

إقتداءً بالعالم المتقدم / 1

متخطية فيينا.. بغداد حلم وردي
أشفُّ جمال العاصمة النمساوية.. فيينا، بلهفة حرى، متحسرا على وطني.. الآن أستحضر تاريخ إسمها اللاتيني القديم.. فيندوبونا، ومعناه الهواء الجميل أو النسيم العليل، حالما ببغداد تكتنز سحرها العباسي.. تبثه في وجدان أبنائها وذوق السواح، قبلة الشرق ومنار العالم، كما كانت في الماضي، تكون مستقبلا..
أتجول في فيينا.. يخالجني طيف عاصمة تتعلق بها محافظات العراق مثل قلائد تتدلى نوراً على نورٍ، من ثريا يتفاءل بها الناس ويخطب ودها الجميع.
تشغل المساحات الخضر أكثر من نصف فيينا، بينما يمكننا ان نحيط بغداد بحزام أخضر، يحد من زحف الصحراء على الحضارة، ونغرس الزهور والياس والريحان، في الجزرات الوسطية بين الشوارع، وعلى الارصفة الجانبية، وفي الساحات العامة.
ومثلما بسطت رهافة فيينا أريحيتها على السكان.. مرحا، فإن الخير يمكن ان يخير شخصية الفرد العراقي، الذي يتمسك بالحياة، حين يشعر بفرصته في نيل شرف المشاركة ببناء الوطن.. عمرانا ونموا وفرحا والتزاما بالسياقات الاجتماعية الرفيعة،… فبغداد تتميز بغنى ثقافي.. فنا وادبا واعلاميا.. متوفرة على جامعات اكاديمية، قادرة إثراء المجتمع بعلوم تقوِّم الهيكل الحضاري الذي أحلم به، وقلبي يمور بولاء وطني يتلظى حريقاً.
أحلم ببغداد نظيرة لفيينا، ولدينا المال والعقول والارادة القادرة على تحقيق الاحلام، وتطبيق الرؤى، بأبهى مما دارت في خلد النائمين، لا تعوزنا سوى ثقة بالذات والإيمان بنزاهة تقوض الفساد وتحاصر المختلسين، فمن دون المواظبة على العمل الجدي، بإخلاص لا “دغش” فيه، لن تنمو بغداد عمرانا واسواقا وأخلاقا إجتماعية.